كثفت الأجهزة الأمنية بأسوان، الجمعة، من تواجدها الأمني بمحيط كنيسة مارجرجس بمدينة كوم أمبو منذ مساء الخميس، خشية تجدد المواجهات الأمنية مع عناصر الشغب التي حاولت الاعتداء على الكنيسة، ورشقها بالحجارة ومحاولة اقتحامها على خلفية اختفاء سيدة مسلمة، وتسرب شائعات تحميل الكنيسة مسؤولية إخفائها أمورا عقائدية ودينية.
وأشرف اللواء حسن عبدالحي، مدير أمن أسوان، على تأمين الكنيسة وحمايتها من محاولات الاعتداءات، حيث عززت قوات الأمن من تواجدها بالدفع بتشكيلات إضافية من الأمن المركزي، وقوات الأمن، وأكثر من 20 سيارة تابعة للأمن المركزي، والحماية المدنية.
وأشار مدير أمن أسوان، إلى وقوع عدد من الإصابات بين الضباط وأفراد الأمن، كما حدثت تلفيات بسيارات مملوكة لأشخاص بمحيط الكنيسة، نتيجة إلقاء الحجارة من قبل الأهالي، مؤكدا أن تداعيات الأزمة بدأت بتسرب شائعات غير دقيقة حول تفسير اختفاء مدرسة إعدادي تدعى «سحر»، 36 عامًا، منذ 4 أيام، حيث تم تحميل الكنيسة مسؤولية إخفائها بشكل غير مبرر، موضحا أنه أمر بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى لسرعة كشف الحقائق والتوصل للسيدة المختفية.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الشرطة، والأهالي في محيط كنيسة الشهيد مارجرجس بكوم أمبو، استمرت حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة، على خلفية اختفاء مُدرسة مسلمة، وانتشار شائعة بين الأهالي أن الفتاة تم اختطافها، وإخفاؤها داخل الكنيسة لاعتناق المسيحية، وأسفرت الأحداث عن إصابة 10 من قوات الشرطة بينهم 4 ضباط، و6 مجندين، بالإضافة إلى إصابة قائد قوات الأمن المركزي، وتحطيم سيارتين، وإتلاف سيارة مصفحة للشرطة.
وتمكنت قوات الشرطة من القبض على (4) عناصر من «مثيري الشغب»، وضبط عدد من زجاجات الـمولوتوف المُعدة للاستخدام كانت مملوءة بالبنزين.
وقال مجلع حبيب، المتحدث باسم الكنيسة بأسوان، إن الأحداث جاءت نتيجة صداقة جمعت بين مدرسة مسلمة، وأخرى مسيحية، وبعد غياب الفتاة المسلمة ظن البعض أنها قد اعتنقت الدين المسيحي، وبدأ مثيرو الشغب في استغلال الأحداث، وحاولوا اقتحام الكنيسة إلا أن العقلاء تدخلوا، وتمكنوا من إخماد نار الفتنة، لافتًا إلى أن الفتاة المسيحية التي كانت برفقة المدرسة ليس من وظيفتها التبشير.
من جانبه كلف الشيخ محمد عبدالعزيز، مدير عام أوقاف أسوان، إدارة أوقاف كوم أمبو بتعيين أئمة متميزين للمساجد الواقعة في محيط الكنيسة لأداء خطبة الجمعة، والحديث عن نبذ العنف، والابتعاد عن الفتن، لتهدئة الأهالي الغاضبين.