اهتمت صحف القاهرة الصادرة، الأربعاء، ولليوم الثاني على التوالي، بالانشقاقات والخلافات داخل صفوف الحزب الوطني عقب إعلان قائمة مرشحيه لانتخابات مجلس الشعب المقبلة، التي يتنافس فيها 5725 مرشحا.
مانشيت صحيفة «الوفد» حمل عنوان «الغضب يجتاح المحافظات»، وأشارت فيه إلى استقالة لأمين تنظيم الحزب الوطني في قليوب، واستقالة المتسبعدات من الترشيح على كوتة المرأة في البحيرة، وتهديدات عدد من أعضاء الوطني بالاستقالة.
«الوفد» أشارت إلى مشكلة أخرى في صفوف الحزب الوطني، وقالت: إن «الأقباط يهددون بمقاطعة الانتخابات البرلمانية، بسبب قلة المرشحين الأقباط، على قائمة الحزب الوطني، الذين لم يتجاوز عددهم 10 مرشحين».
ووجه حزب الوفد بيانا طالب فيه بمواجهة ما أسماه «بلطجة مرشحي الوطني»، ودعا اللجنة العليا للانتخابات إلى التدخل لمنع تجاوز سقف الإنفاق على الدعاية، في الوقت الذي استبعدت فيه منظمات حقوقية مصرية نزاهة الانتخابات المقبلة، على حد قول الصحيفة.
صحيفة «الدستور» تحدثت أيضا عن اعتصام مستبعدات كوتة المرأة في البحيرة، وغضب الأقباط من قلة مرشحيهم، وأشارت إلى مطالبة قبائل «القطعان» في مرسى مطروح بعزل قيادات الحزب هناك، بعد تجاهل مرشيحها، ولفتت إلى مطالبة أعضاء الوطني بالتحقيق مع أمناء التنظيم في المحافظات، احتجاجا على استبعادهم من الترشيح.
صحيفة «الشروق» وصفت ما يحدث بأنه «شروخ في جدار الوطني»، وأشارت إلى عقد اجتماعات قبلية وعائلية في محافظتي اسوان والبحر الأحمر، لدراسة الرد على ترشيحات الحزب، إضافة إلى تنظيم مسيرة غاضبة في نويبع، وأشارت إلى قرار فصل قيادة حزبية في السويس، وصفت مسؤولي الوطني بـ«الكفار»، بعد استبعادها من قوائم الترشيح.
انفردت «الشروق» بنشر وثائق خطة تحرك جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات المقبلة، والتي تقول إن «الهدف العام للدعاية هو خروج الجماهير للتصويت، ثم كسبهم للمرشح الإسلامي»، وتتضممن الخطة أيضا توجيه خطابات للقضاة تدعوهم لـ«شهادة الصدق»، والدعوة للحفاظ على شرعية البرلمان المقبل.
كما نشرت «الشروق» خبرا تحت عنوان «أجندة الحكومة لمجلس الشعب الجديد»، نقلت فيه عن الدكتور مفيد شهاب، وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية، قوله إن الحكومة بدأت في إعداد مسودة الأجندة التشريعية، والتي تتضمن تعديلات في قانون الأحوال الشخصية، وقوانين جديدة للغذاء والمياه الجوفية والوثائق.
صحيفة «الأهرام» تحدثت عن انشقاقات وانسحابات جماعية من الحزب الوطني، وإعلان بعض أعضاء الحزب الوطني، عن نيتهم مساندة منافسي الحزب في الانتخابات، وتقديم طعن على ترشيح رامي لكح، بسبب تجاوزه للحد المسموح فيه في الدعاية الانتخابية، بذبحه 76 عجلا في يوم واحد.
وأشارت «الأهرام» إلى تقديم منظمات المجتمع المدني المصرية لـ10 آلاف طلب لمراقبة الانتخابات المقبلة، ونشرت تقريرا للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان انتقدت فيه مخالفة جماعة الإخوان المسلمين للقانون باعتمادها شعار «الإسلام هو الحل».
صحيفة «الأخبار» قالت في صفحتها الأولى: إن الرئيس حسني مبارك سيعلن الأربعاء برنامج الحزب الوطني الانتخابي.
كما نشرت تقريرا عن دعاية الوزراء المرشحين للانتخابات، قالت فيه: إن المهندس سامح فهمي، وزير البترول، أقام شادرا في مدنية نصر لبيع اللحوم بسعر 28 جنيها للكيلو، بينما اعتمد مفيد شهاب على اللقاءات الجماهيرية والمؤتمرات الانتخابية. أما المهندس أمين أباظة، فامتطى الحصان في الشرقية، وهو يمر على أبناء الدائرة، وذهب الدكتور محمد علام، وزير الموارد المائية والري، إلى أشهر ترزي في الدائرة، لتفصيل جلباب صعيدي، أما الدكتور يوسف بطرس غالي، وزير المالية، فقام بتوزيع تأشيرات حج وعمرة على أبناء الدائرة.
صحيفة «روزاليوسف» قالت: إن «الباكيات على الكوتة في الإسكندرية يطالبن بفتح دوائرهن مثل العامة»، ونشرت خبرا عن وقفة بالملابس السوداء لمستبعدات البحيرة، لكنها أشارت إلى أن الانشقاقات ليست قاصرة على الحزب الوطني، حيث امتدت أيضا إلى حزب الوفد.
ونقلت «روزاليوسف» عن محمد كمال، أمين التثقيف والتدريب بالحزب الوطني، قوله إن: «الرقابة المحلية أقوى من الدولية، والأحزاب التي تقاطع الانتخابات تحول نفسها إلى جمعيات أهلية».
ودفاعا عن المهندس أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطني، كتب عبد الله كمال، رئيس تحرير «روزاليوسف»، مقالا تحت عنوان «رهان أمين التنظيم»، قال فيه: إن «الأسلوب الذي استخدمه في ترشيح أكثر من مرشح وطني على نفس المقعد يمثل نقلة نوعية وغير مسبوقة وتعبر عن دهاء حقيقي يتمتع به أمين التنظيم»، ووصف عز بـ«الداهية»، مشيرا إلى أن عز يضع برنامجه وخططه في مكان يطلق عليه «الغوصة»، وهو غرفة عمليات الحزب الوطني، الموجودة في بدروم مقر الحزب على كورنيش النيل.
توقع كمال أن يواجه عز حملة شرسة خلال الانتخابات، وبعدها خاصة إذا حققت أساليبه التنظيمية الجديدة انتصارا في الانتخابات المقبلة، هدفها أن يخسر الحزب الوطني طاقته المنظمة المضافة.