رصدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أحوال رموز النظام السابق، بعد مرور عامين على الثورة، قائلة إن أغلبهم يعيش حياة «مريحة ورغدة» رغم تجميد أرصدتهم ووضع أسمائهم على قوائم الممنوعين من السفر.
وبدأت الصحيفة تقريرها، المنشور الجمعة، بالتحدث عن فاروق حسني، وزير الثقافة في عهد مبارك، الذي قالت إنه يعيش حياة هادئة ويستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية، ويتابع الأوضاع السياسية عن قرب، ولكنه لن يجرؤ على التدخل فيها، وقالت إنه يكتفي بالرسم فقط.
ونقلت الصحيفة عن فاروق حسني قوله «أشعر أن حياتي لم تتغير كثيرًا».
وأشارت الصحيفة إلى أن «حسني» يرفض لقب «الفلول» الذي تم إطلاقه على رموز النظام السابق من قبل قوى المعارضة السياسية بهدف تهميش الحرس القديم، وكان رده على ذلك: «هل هذا اللقب يتم إطلاقه على مجموعة معينة من الناس أم أنهم الملايين؟ بالطبع هناك الملايين من الشعب الذي عمل تحت مظلة النظام».
وقالت الصحيفة: «ما يؤرق الكثير من المصريين الآن ليس هروب الفلول أو بقايا النظام القديم من عقوبة السجن، ولكن استمرار هؤلاء في العيش بحياة رغدة للغاية بعد الثورة».
ولفتت «واشنطن بوست» إلى تردد رموز النظام السابق على النوادي الاجتماعية لخلق الصداقات بجانب زيارة الفيلات الفاخرة، والاستمتاع بقيادة سياراتهم الفارهة في الأحياء الفقيرة بالقاهرة، مضيفة أن بعض رموز النظام السابق شاهدوا أرصدتهم تتجمد وأسماءهم على جداول الممنوعين من السفر خارج البلاد، ولكن ذلك كان له أثر ضئيل على سير حياتهم اليومية.
ونقلت الصحيفة عن زاهي حواس، وزير السياحة السابق، قوله: «كل الناس الذين عاقبتهم قبل الثورة أصبحوا ضدي بعدها، أنا لست غنيًا.. أنا أركب سيارات الأجرة لأن سائقي الخاص يغادر عند الثالثة عصرًا».
وتابع «حواس»: «عندما اصطحبت الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى زيارة الأهرامات عام 2009، تعرف عليّ سائق الجمل فورًا ولم يعرف أوباما».
واعترف حواس بأنه تلقى 200 ألف دولار من مؤسسة «ناشيونال جيوجرافيك»، بعد أن سبق ونفى تلك التهمة عنه بالتربح من منصبه، وقال: «نعم هذا صحيح، ولكن ذلك تم بموافقة الحكومة».
وأضافت الصحيفة أن «حواس» أنكر باقي التهم الموجهة إليه بالعبث في ممتلكات المتحف المصري أو غيرها، مؤكدة أنه يتجنب الظهور أمام العامة، ويعكف على تأليف كتب جديدة.
ورأى «حواس» أن الإعلام يهاجمه لكونه «مشهورًا»، وقالت الصحيفة إن «حواس» اتهم خصومه بدفع ملايين الدولارات للمتظاهرين للهتاف ضده في ميدان التحرير.
وقالت الصحيفة إنه «خلف الأبواب المغلقة، لا تزال تتحدث النخبة المصرية عن النظام السابق، وهم على يقين بأن مصيرهم لم يكن عادلًا».
ونقلت الصحيفة عن أحد كُتاب مقالات أعمدة الرأي بصحيفة حكومية قوله: «كيف يمكن للمصريين أن ينتخبوا الإخوان المسلمين؟ إنهم فلاحون وهم أصغر من أن يحكموا مصر»، ولم تذكر الصحيفة اسم الكاتب.
وذكرت الصحيفة أنه في إحدى فيلات شمال القاهرة، تجمع رموز النخبة في البلاد، من بينهم زاهي حواس، جالسين على مقاعد ذهبية ومحاطين بكؤوس الخمر واللوحات الزيتية، وتحدثوا عن الإسلاميين والدين وكل شيء، مضيفة أنهم كانوا «يلعنون مرسي وهم يقطعون كيك الحفل».
وأشارت الصحيفة إلى تحول عمرو موسى، المرشح الرئاسي السابق، من رمز في عهد مبارك القديم إلى زعيم معارضة بالنظام الحالي، قائلة إنه دخل المشهد السياسي الجديد في ظل ارتباك الآخرين.
ونقلت الصحيفة عن «موسى» قوله: «المحاكم قامت بواجبها، وبعد مرور عامين على الثورة، حان الوقت للمضي قدمًا». وتابع: «سنواصل العمل، لأننا مصرون على مساعدة البلاد، بغض النظر عن هذه الأصوات الأقلية التي تتحدث عن الفلول، كما يصفون».