x

السيد البدوي: الجيش أجبر مبارك على التنحي.. و«طنطاوي» لم يعامله كرئيس

الثلاثاء 22-01-2013 20:29 | كتب: عماد فؤاد, عادل الدرجلي |
تصوير : علي المالكي

وضعته الأقدار فى طريق ثورة 25 يناير كرئيس لأحد أهم وأكبر الأحزاب وقتها، وكان أول رئيس حزب يعلن سقوط شرعية الرئيس السابق، قبل تخلى «مبارك» عن السلطة رسمياً فى 11 فبراير 2011.

 واشتبك كطرف أصيل فى كثير من التطورات التى صاحبت الثورة، وما بعدها فى حوارات مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم، وبقية القوى السياسية، لذلك كان متوقعاً أن يكون لدى الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد بحكم موقعه الكثير من الأسرار التى لم يكشف عنها من قبل، ليبوح بها لـ«المصرى اليوم» للمرة الأولى، وإلى نص الحوار:

■ ما أهم أسرار ثورة يناير التى لم تكشف عنها حتى الآن؟

- قبل الحديث عن ثورة 25 يناير يجب الإشارة إلى بعض الأحداث التى مهدت لهذا الحدث، ومن أهمها انتخابات مجلس الشعب فى ديسمبر 2010 أحد أهم الأسباب التى ساهمت فى إشعال الثورة، وأذكر أن صفوت الشريف، وكان وقتها رئيساً لمجلس الشورى وأمين عام الحزب الوطنى المنحل، اتصل بى لأول مرة، وقال إنهم أعدوا بلاغاً لتقديمه للنائب العام ووقَّعت عليه جميع الأحزاب المشاركة فى الانتخابات، يطالب فيه باستبعاد مرشحى جماعة الإخوان المسلمين من الانتخابات لأنهم استخدموا شعارات دينية فى دعايتهم الانتخابية بالمخالفة للقانون ويبقى توقيع حزب الوفد لضمان استبعاد جميع مرشحى الإخوان ورفضت التوقيع فقال لى إذن أنت توافق على استخدام الشعارات الدينية فى الانتخابات، فقلت له لا أوافق على ذلك واحترم القانون، لكننا فى «الوفد» لم نلجأ على مدار تاريخها لاقصاء أى فصيل بإجراء استثنائى، وما تطلبه منى إجراء استثنائى وبالتالى أنا لن أوقع على هذا البيان، وبعدها توسط لدى أكثر من شخصية حتى أوقع ورفضت، وفى اليوم التالى تم تقديم بلاغ للنائب العام يتهمنى فيه بالتبرع للحزب بمبلغ كبير دون الإعلان عن هذا فى جريدتين يوميتين واسعتى الانتشار، مما يشكل جريمة أموال عامة وفقاً لقانون الأحزاب القديم.

■ وماذا حدث بعد ذلك؟

- بصراحة عند رئاستى لـ«الوفد» كانت أكبر المشاكل التى تواجهنى هى الصفقة التى نشرتها جريدة «المصرى اليوم» فى شهر مارس 2010، عن وجود اتفاق بين الحزب الوطنى المنحل و«الوفد» يتم بموجبها ترك عدد من المقاعد وكان عدد من الصحف فى تلك الفترة يلاحق «الوفد» بهذا الاتهام ويطالبه بمقاطعة الانتخابات حتى ينفى هذا الاتهام، وحقيقة الأمر أن هذا الموضوع كانت له ظلال من الحقيقة.

■ اعترافك خطير جداً ويدين الكثيرين؟

- لا أستطيع أن أجزم لكن كان هناك لغط كبير حول موضوع الصفقة، وذات يوم جاءنى منير فخرى عبدالنور، وقال: معى رسالة لك من أحد رؤساء أحزاب المعارضة وما على الرسول إلا البلاغ، والرسالة تقول «صفوت الشريف زعلان منك عشان مارحتش تقعد معاه عشان تتفق»، فقلت له «اتفق معاه على إيه» فقال لى «على المقاعد» فقلت له «أى مقاعد» قال: «مقاعد مجلس الشعب»، فقلت له «أعتقد أننى أذكى من أن أقع فى هذا الفخ وأن أقدم على انتحار سياسى لشخصى ولحزب الوفد، لن أذهب للاتفاق على مقاعد» واللى ينجح من مرشحى الوفد بإرادة الناخبين ينجح واللى ما ينجحش ما ينجحش». واتفق فخرى معى فى الرأى.

■ وما الذى حدث فى الانتخابات؟

- حتى لا أكون صاحب قرار خوض أو مقاطعة الانتخابات المشبوهة عقدت جميعة عمومية لأطرح عليها الموضوع، وكانت نتيجة التصويت السرى 54٪ مع خوضها و46٪ قالوا «لا» وأعلنت وقتها أن الانتخابات إذا تم تزويرها فى أى من مراحلها سأنسحب، وهو ما قد تم فى المرحلة الأولى، وقررت الانسحاب من انتخابات 2010، وأيدنى فى ذلك جموع الوفديين، وتعرضت لضغط شديد، حيث اتصل بى الدكتور مفيد شهاب، وكان وقتها وزير الشؤون النيابية والبرلمانية، وقال لى لقد فاز لك مرشحان ولك 11 آخرون يخوضون انتخابات الإعادة سينجحون جميعاً، وسينضم لك 40 من المستقلين»، ورجانى أن أتراجع عن قرار الانسحاب لأنه سيسبب ضرراً كبيراً لمصر على المستوى الدولى سياسياً واقتصادياً وقال: «إننا نراهن على وطنيتك»، فقلت له «قبل أن تراهنوا على وطنيتى كان يجب أن تراهنوا على وطنية أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطنى المنحل، الذى زور هذه الانتخابات بهذا الشكل، وأنا سأنسحب منها واتصل بى الإخوان وسألونى: ما قراركم؟ فقلت: «الانسحاب» فانسحبوا.

■ وهل تعرضت لضغوط أخرى؟

- فى اليوم التالى لإعلان قرار انسحاب الوفد دعوت لاجتماع المكتب التنفيذى وكان رأى بعض أعضائه إلغاء قرار الانسحاب فبدأت الاجتماع بأننى أحمل بين يدى ورقتين الأولى البيان الذى سألقيه إذا أيد «المكتب» قرار رئيس الوفد بالانسحاب من جولة الإعادة، الورقة الثانية هى استقالتى من رئاسة الحزب لو ألغيتم قرار الانسحاب، وساندتنى الجمعية العمومية التى حضرت دون دعوتها لشعورها بأن «الوفد» فى خطر، وأرى أن الانسحاب وما تلاه من تشكيل البرلمان الموازى وإعلانه من بيت الأمة كان المسمار الأول فى نعش النظام السابق.

■ كيف كانت علاقتك بـ«مبارك»؟

- فى احتفال تكريم الدكتور مجدى يعقوب، جراح القلب العالمى، ومنحه قلادة النيل، وكان رؤساء الأحزاب حاضرين وأثناء الحفل قال لى مبارك «إيه حكاية الحقن اللى بتموت دى» فقلت له «حقن إيه حضرتك» فقال لى «أنا عندى معلومات إن مصنعك بينتج حقن بتموت المصريين» فقلت له «لا يوجد حقن بتموت ولا يوجد دواء فى العالم بيموت من الممكن أن تكون فاعلية الدواء قليلة أما أن يتحول إلى سم يقتل فهذا غير ممكن»، وأدركت من هذا الحديث أنها رسالة موجهة لى.

■ هل توقعت أن تتحول مظاهرات 25 يناير إلى ثورة؟

- ما حدث فى 25 يناير زلزال عنيف، الثورة قامت بلا رأس أو زعيم، وحرَّكتها قلوب وضمائر المصريين، وفى 23 يناير عقدت اجتماعاً فى الحزب مع شباب الوفد بحضور منير عبدالنور وفؤاد بدراوى للإعداد للمشاركة فى مظاهرة 25 يناير، والتى لم نكن نتوقع أن تتحول إلى ثورة، ويوم 25 خرج شباب الحزب ومعهم عدد من قيادات الوفد من بينهم محمد مصطفى شردى وحسين منصور وحسام الخولى وطارق التهامى وأيمن عبدالعال ومحمد فؤاد وجمال شحاتة ورامى لكح، واتصل بى شردى وقال إن شباب الوفد أمام مبنى التليفزيون بأعداد كبيرة ويستطيعون احتلال المبنى، فقلت له حافظوا على سلمية المظاهرات، وارجعوا إلى ميدان التحرير، وفى هذا اليوم كان مقر الوفد هو الملاذ للشباب من قنابل الغاز المسيل للدموع وشعرت بأن هناك شيئاً يولد فى مصر، ولم أكن أتوقع أن هذا الوليد سيسقط الحكم.

■ عقدت مؤتمراً صحفياً مهماً فى ذلك اليوم.. هل أحسست وقتها ببدايات الثورة؟

- كنت فى اجتماع ومعى الدكتور على السلمى، «عبدالنور» و«بدراوى» و«لكح» وطلبت من المسؤول الإعلامى التحضير لمؤتمر صحفى، فحضر أكثر من 40 من القنوات الفضائية.

وفوجئت برئيس جهاز مباحث أمن الدولة المنحل اللواء حسن عبدالرحمن، يتصل بى وقال لى إنت عامل مؤتمر صحفى، فقلت له أيوه، فقال لى «ده اسمه كلام، إنت كده بتعمل مشكلة كبيرة جداً».

■ وماذا حدث بعد ذلك؟

- بعد مرور بعض الوقت اتصل بى نائب اللواء عمر سليمان، وكان وقتها رئيس جهاز المخابرات، وقال لى «عمر بك بيسلم عليك وبيسألك إنت هتعمل مؤتمر صحفى»، فقلت له: «نعم»، فقال لى «عمر بك نزل من بيته وجاى على مقر الجهاز وعند وصوله سيتصل بحضرتك»، وبعد مرور وقت قليل اتصل بى «سليمان» وطلب منى حفاظاً على استقرار البلد إلغاء المؤتمر، فقلت له الفضائيات موجودة ولا أستطيع إلغاء المؤتمر الصحفى الذى دعوت إليه، فقال لى «يا دكتور سيد إنت كده بتحرق مصر»، فقلت له: إنى أشكرك وسأعقد المؤتمر، وبعدها دخلت لمنير فخرى وعلى السلمى وفؤاد بدراوى ورامى لكح، وأخبرتهم بتفاصيل المكاملة مع عمر سليمان، وقلت لهم قد يتخذون إجراءات استثنائية ضد الوفد كأن يتم تجميد الحزب أو حله واعتقالى، وقلت لـ«فخرى»، على سبيل الفكاهة، وكان وقتها سكرتير عام الحزب «جرت العادة عندما يسجن رئيس الوفد أن يسجن معه السكرتير العام»، فقال لى ضاحكاً: «اتحبس لوحدك أنا أتحبس ليه»، وخرجت يومها منفرداً فى المؤتمر الصحفى وطالبت بحل مجلس الشعب وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى وانتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد يحقق آمال الأمة والعديد من المطالب الأخرى.

■ هل هناك ضغوط تعرضت لها شخصياً؟

- كنت أول رئيس حزب قال إن النظام فقد شرعيته وعلى الرئيس أن يترك منصبه، وحددت مطالب الثوار التى تحققت بعدها، وكل هذا تم والنظام فى قمة سطوته وجبرته، وتعرضت لما يمكن وصفه بـ«الضغوط المغلفة» عندما اتهمونى بحرق مصر، وأننى سأدفع الثمن غالياً، وكان لشباب الوفد تواجد قوى فى ميدان التحرير وقام الحزب بواجبه فى توفير متطلبات الإعاشة والأدوية، وأصدرنا صحيفة يومية برئاسة محمد شردى، باسم «ميدان التحرير» وعندما حدث الانفلات الأمنى أعلنا عن الرقم المختصر الخاص بحزب الوفد، للإبلاغ عن أى أحداث، وناشدنا الشعب تشكيل لجان شعبية لحفظ الأمن، وفى يوم 28 قال لى رامى لكح إنه تم وضعنا- أنا وهو- على قوائم الممنوعين من السفر، وانقطعت فى هذا اليوم جميع الاتصالات مع النظام، وكنا ننتظر فى هذا الوقت نجاح الثورة حتى ننجوا بأحزابنا وبأنفسنا.

وفى ذلك اليوم ذهبت لمنزلى وجلست مع زوجتى وابنتى لترتيب الأوضاع بعد اعتقالى وخففت عليهم مازحاً: من اليوم سأكون مناضلاً «ورد سجون»، وبالطبع لم يخفف ذلك من مخاوفهم على.

■ ماذا عن اللقاءات التى جمعتك مع عمر سليمان بعد توليه منصب نائب الرئيس؟

- عقد «سليمان» عدداً من اللقاءات مع الإخوان المسلمين ومع الوفد ومع جميع الأحزاب فى اجتماعات خاصة منفردة مع كل حزب ثم عقد اجتماعاً موسعاً، قبل موقعة الجمل، وشارك فى الاجتماعات محمود أباظة وعلى السلمى ومنير عبدالنور وفؤاد بدراوى ورامى لكح وصلاح دياب، وقلنا له إن الرئيس عليه أن يترك منصبه ويتخلى عن صلاحياته لنائب الرئيس وقدمنا ورقة مكتوبة تتضمن الخطوات المقترنة بجدول زمنى لإتمام التحول الديمقراطى، فقال «سليمان»: إن ما تطالبون به سيسلم مصر إلى الجيش، فالرئيس لن يتنازل عن سلطاته و«مبارك» خلاص قرر أن ينهى مدته ولن يترشح»، فقلت له: «إن هذه هى مطالبنا لتجاوز المرحلة الانتقالية بحيث تنتقل البلاد من نظام إلى آخر»، واجتمعنا جميعاً فى اجتماع موسع، ثم حدثت موقعة الجمل، وكانت نقطة فاصلة ولم نجتمع معه مرة أخرى لأن من أدار موقعة الجمل من رموز نظام مبارك من يتحاورون معنا.

■ وهل طال الضغط قنا الحياة التى تمتلكها؟

- قبل الثورة وقعنا مع عمرو أديب، عقداً للعمل فى القناة، وفى 26 يناير سأله رئيس القناة هل يمكن أن تظهر الآن على شاشة الحياة فقال «نعم»، واتصل أنس الفقى وكان وقتها وزير الإعلام، بمحمد عبدالمتعال، رئيس قناة الحياة، وقال له كيف يظهر عمرو أديب على شاشة الحياة، فرد عليه وقال له: «حضرتك بتكلمنى ليه»، فقال له أكلمك بصفتى وزير الإعلام، فرد عليه وقال: «وزير الإعلام بتاعى الدكتور السيد البدوى»، فكلمنى «الفقى» وقال لى «إحنا متفقناش إنك تطلع عمرو أديب» فقلت له «ولم نتفق على عدم ظهوره أيضاً»، فقال لى: «يا دكتور سيد أرجوك تنزله من على الهواء»، فقلت له: «لا يمكن طبعاً»، وسألته: «ما الذى فعله عمرو أديب حتى تحاربوه بهذا الشكل»، فقال لى إن «أديب» أحدث وقيعة بين ملك السعودية و«مبارك» وقت أن كان يعمل فى الأوربت، فقلت له: إنه الآن يعمل فى قناة الحياة.. ورد: سأحاربك.

■ هل تعاون الوفد مع الإخوان أثناء الثورة؟

- كان بيننا تعاون كبير من يوم 28 يناير، واستمر التعاون بعد رحيل مبارك وكنت دائم الاجتماع مع الدكتور محمد مرسى، والدكتور سعد الكتاتنى وعصام العريان، وكان الدكتور أسامة ياسين هو همزة الوصل بين الميدان وبيننا، وكان ينقل لنا ما يحدث هناك لحظة بلحظة، وكنا نجتمع باستمرار، والتعاون بيننا كان مستمراً وآخر تنسيق بيننا تم أثناء الإعداد لمظاهرات 8 يوليو 2011، وكنا مجتمعين أنا والدكتور مرسى والسلمى وبدراوى والكتاتنى، وكان أسامة ياسين موجوداً فى الميدان يحضر لنا مطالبه، وذهبنا يومها أنا والسلمى و«مرسى» والتقينا الفريق سامى عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، ونقلنا له 13 مطلباً لـ«الميدان»، وصدر يومها مرسوم بقانون يحقق 9 منها، وفى هذا اليوم طالب الدكتور السلمى بضرورة محاكمة حسنى مبارك، حتى يهدأ الشارع.

■ هل علمت بما كان يجرى فى القصر الجمهورى وقت الثورة؟

- التخبط وسوء الإدارة كانا فى صالح الثورة، لأن الذين تسببوا فى الأزمة هم من كانوا يديرونها، ولا يمكن لخالق الأزمة أن يحلها، ويوم التنحى كان مشهوداً فى تاريخ مصر، وعلمت أن من أجبر مبارك على التنحى كان المشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع السابق، حيث قال له لا يوجد أمامك حل سوى ترك الحكم، ولا يوجد بديل آخر حقنا لدماء المصريين وأن هذا هو قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وكان المشير حاسماً ولم يعامل مبارك بنفس الهيبة المعتادة فى تعامله معه كرئيس للدولة.

■ هل «المجلس العسكرى» تواطأ بعد تنحى مبارك مع الإخوان؟

- هذا غير صحيح، فقد حضرت كل الاجتماعات، وأعلم أنه لم يتواطأ، وكان قلقا من الحشد الذى يقوم به الإخوان واحتمالات الصدام كانت مصدر قلق للمشير، وما حدث من أخطاء سواء فى أحداث شارع محمد محمود أو ماسبيرو أو مجلس الوزراء أو ستاد بورسعيد ستثبت الأيام من هو المخطط لها والمسؤول عنها، والمجلس العسكرى كان دائم التأكيد على تسليم السلطة فى موعدها إلى رئيس مدنى منتخب، وعلى عدم إراقة أى دم مصرى أو صدام بين الجيش والشعب، وقد حكى لى سامى عنان، ذات مرة أن كتائب الحرس الجمهورى نزلت الشارع يوم 28 يناير، وأنه استدعى رئيس الحرس الجمهورى وطلب منه سحب الذخيرة الحية من القوات الموجودة فى الشارع واستبدالها بأخرى «فشنك».

■ وماذا قال «عنان» لك أيضا عن هذه الفترة؟

- قال إن المجلس العسكرى انقلب على رئيس الجمهورية يوم 1 فبراير عندما اجتمع دون القائد العام للقوات المسلحة وهو حسنى مبارك، وقالوا لى إنهم قبل أن يعقدوا هذا الاجتماع كانوا يتوقعون أن يتم تعليقهم فى المشانق بتهمة الخيانة، ولكنهم أصروا على عقد الاجتماع دون مبارك، وأصدروا البيان رقم واحد وهو ما يعتبر انقلاباً عسكرياً.

■ هل كان الجيش مستعداً لمساندة الثورة من الأساس؟

- نعم.. وأذكر عندما تمت دعوتى فى حفل تخريج دفعة عسكرية بصفتى رئيس حزب الوفد، وبعد العرض العسكرى دخلنا للغداء فجلس معى عدد من اللواءات لم أكن أعلم أنهم أعضاء بالمجلس العسكرى، وأحدهم كان شخصية لافتة للانتباه، فقلت له أريد أن أتحدث معك بصراحة، وكنت مهموماً بقضية التوريث، وقلت أحدثك كمواطن يتحدث مع مواطن هل يمكن أن يسمح الجيش المصرى بالتوريث، قال اطمئن لن نسمح بالتوريث، وبعد أن تولى المجلس العسكرى السلطة التقيت اللواء عبدالفتاح السيسى واللواء محمد العصار واللواء محمود حجازى، والأخير هو من حدثته أثناء تخريج الدفعة العسكرية، وقال لى فاكر لما اتكلمنا فى تخريج الدفعة، وأضاف أنهم يومها كأعضاء للمجلس العسكرى كانوا يفكرون فى تشغيل أغنية «أخى جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدى» من الاحتقان الذى كانوا يشعرون به.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية