كشفت قيادات بجماعة الإخوان المسلمين أنها لم تتوقع تنحي الرئيس السابق في 11 فبراير تحديداً أو سقوطه في 18 يوماً فقط، وأنها استعدت لمظاهرات تستمر لمدة شهرين، فيما قالت الجبهة السلفية إنها الفصيل السلفي الوحيد الذي شارك في الثورة، مشيرة إلى أن رسالة تطمينية من أحد قيادات الجيش وصلت قبل إعلان التنحي بساعات إلى رابطة الإسلاميين.
وقال أحمد إبراهيم، عضو مجلس شورى الجماعة: «الجماعة كانت على يقين بأن العجلة لن تعود إلى الوراء وما كان قبل 25 يناير لن يحدث بعدها، وأن نظام مبارك أفسد الحياة السياسية والاقتصادية، وهو ما أدّى لخروج الشعب عليه، ونجاح الثورات لا يتحقق إلا بالدماء التي تسيل على الأرض، مثلما حدث يوم 28 يناير الذي كنت فيه معتقلاً تحت الأرض مع 34 من قيادات الجماعة فى معسكر الأمن المركزي في مدينة 6 أكتوبر».
وتابع: «يوم 11 فبراير تأكدنا بلا أدنى شك بنسبة مائة في المائة أن الرئيس سيتنحى خلال ساعات، فكل المؤشرات والشواهد كانت تؤكد ذلك، خاصة أن التكليفات في هذا اليوم والأيام التي سبقته كانت البقاء في ميدان التحرير وجميع الميادين في أنحاء الجمهورية والاعتصام فيها، حتى إعلان التنحي لأنه لو فشلت الثورة كان سيتم التضحية والتنكيل بكل من شاركوا فيها، وعلى رأسهم جماعة الإخوان التي ستكون أول المضحى بهم خاصة من كانوا منهم في السجن وقتها».
وقال الدكتور أحمد عارف، المتحدث باسم الجماعة: «لم تتوقع قيادات الجماعة تنحي مبارك في هذا اليوم تحديداً وكانت تواصل حشودها في كل المحافظات ودفعت بعدد كبيرمن قياداتها ودعاتها لتحفيز الملايين على مواصلة الاعتصام واستغلال الفرصة التي قد لا تتكرر».
وأضاف، في تصريحات لـ«المصري اليوم»: «الجماعة كانت لديها مؤشرات بقرب موعد التنحي، مثل موقعة الجمل وغيرها من الوقائع التي ارتكبت وكانت توحي بأن النظام بدأ يفقد توازنه وقدرته على السيطرة على الشارع فضلاً على تجرؤ الملايين ونزولهم للشوارع في هذه الأيام ما جعلنا نوقن أن التنحي آت لا محالة، ولكن التوقيت تحديداً كان مفاجئاً».
وقال الدكتور عمرو دراج، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة: «الجماعة لم تعلم التوقيت المحدد لتنحي مبارك، ولكنها كانت مستشعرة أن الضغط الشعبي العارم الذي خرج على النظام السابق في يوم 11 فبراير 2011 سيؤدي لرحيله».
وقال المهندس إبراهيم أبو عوف، أمين حزب الحرية والعدالة، التابع للجماعة: «لم نتوقع أن تكون نهاية النظام السابق سريعة جداً بهذا الشكل، وكنا نستعد لاستمرار التظاهر لمدة شهرين على الأقل ولم نتوقع أن ينهار النظام في 18 يوماً فقط، ويوم التنحي توقع الجميع أن نهاية النظام اقتربت بعد نزول أكثر من 20 مليون مواطن للميادين وأصروا على عدم ترك الميادين إلا بعد تركه السلطة، خاصة بعد التحام جميع القوى السياسية معا، ولم يكن هناك فرق بين يساري وإخواني».
وقال الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، إن الجبهة هي الفصيل السياسي الوحيد من السلفيين الذي شارك في الثورة منذ اندلاعها، وقام بتأمينها مع جميع التيارات السياسية والإسلامية التي كانت تحمي ميدان التحرير.
أضاف «سعيد» لـ«المصري اليوم»: «جميع الإسلاميين دشنوا رابطة للمتابعة مع المجلس العسكري لفهم الصورة والكواليس التي تدور داخل القصر الرئاسي والجيش، وكان صعباً على أحد أن يتفهم الأمر برمته لسرية المعلومات التي كانت تدور في المطبخ، والمعلومة الوحيدة التي خرجنا بها قبل ساعات من يوم التنحي هى رسالة تطمينية من أحد قيادات الجيش إلى الرابطة الإسلامية، مفادها أبشروا الأمور تسير في اتجاه تنفيذ مطلب إسقاط النظام».