x

يسري نصر الله: أدبيات الإخوان ترفض الديمقراطية.. وأطالب «النور» بالوضوح (حوار)

الأربعاء 06-02-2013 22:55 | كتب: محسن حسني |

وصف المخرج يسري نصر الله، زيارة محمد مرسي، رئيس الجمهورية، إلى ألمانيا بأنها «فُسحة»، وشبه ممارسات الإخوان بـ«الانتحار سياسي سيجر البلاد إلى نفق مظلم»، وأشار في حواره مع «المصري اليوم» إلى أن مصر لن تهدأ إلا بحوار مجتمعي يضم كل الأطياف، معتبرًا أن مرسي هو من صنع التوترات التي تمر بها مصر بنفسه، لافتًا إلى أن الإخوان يعتقدون أنهم الصواب وأن الآخرين على خطأ، مضيفًا أن أدبيات الإخوان ترفض مصطلحات «الديمقراطية» و«الأحزاب»، مطالبًا قيادات حزب النور بأن يكونوا أكثر وضوحاً وشفافية، واعتبر «نصر الله» أن القانون الذي أعفى المواطنين أصحاب المنازل من الالتزامات المالية سبب تنامي تيار الإسلام السياسي في مصر.

■ كيف ترى زيارة الرئيس مرسى لألمانيا مؤخراً؟

- أراها فسحة سريعة، الهدف منها الابتعاد لفترة قصيرة عن توترات صنعها بنفسه، مثل ولادته لدستور يخدم جماعة الإخوان، وحين عادى القضاء وانتهك استقلاليته، وعندما اتخذ قرارات كثيرة ثم عدل عنها، وقد أدرك اليساريون والليبراليون الذين انتخبوه أنهم أخطأوا عندما اعتقدوا أن جماعة الإخوان المسلمين معهم فى الخندق نفسه، لكننا نسينا أن أدبيات الإخوان ترفض مصطلحات «الديمقراطية» و«الأحزاب»، وكنا نعتقد أنهم سيتغيرون ويشعرون بمسؤوليتهم تجاه الشعب لكن هذا لم يحدث.

■ وهل تعتقد أن مبادرات جبهة الإنقاذ والأزهر لاحتواء الأزمة ستنجح؟

- لا أعتقد ذلك، رغم تعاطفي الشديد مع تلك الجهات، لكننى غير متفائل لسبب بسيط، هو أن الإخوان يعتقدون أنهم الصواب وأن الآخرين على خطأ، كما أن النظام الحالي يلجأ للحلول الأمنية بطريقة نظام مبارك، وهو ما يعني أنه سيئد أي مبادرات تُطرح للحل.

■ وما رأيك فى المبادرة التى أعلنها حزب النور ورحبت بها جبهة الإنقاذ؟

- لا تسألني عن حزب النور ومبادراته، لأنني لم أعد أفهمهم، فهم ضد الديمقراطية أحيانًا، وأصحاب مبادرات لا أستطيع التحقق من جديتها أحيانًا أخرى، وقد سمعت أن هناك حوارًا بينهم وبين جبهة الإنقاذ، لكن حين أسترجع مشهد «ياسر برهامي» وهو يتباهى بقيود الدستور الجديد، أشعر بأن المبادرة غير قابلة للتصديق، ولذلك فأنا أطالب قيادات حزب النور بأن يكونوا أكثروضوحاً وشفافية.

■ كيف ترى أداء المعارضة خاصة فى إدارة الأزمة الأخيرة؟

- المعارضة تلعب دورًا جيدًا لكنه لم يرق إلى حد الامتياز، وسأشرح لك تفصيليًا الفارق بين معارضة نشأت منذ عامين فقط، أي بعد الثورة، ومعارضة عانت فساد النظام السابق وتأثرت به، مثل الوفد وغيره من الأحزاب، فالمشكلة الكبرى أن فكرة المعارضة في حد ذاتها كانت محل انتقاد منذ عهد «عبدالناصر» و«السادات» ثم «مبارك»، وبعض تيارات المعارضة كانت تُتهم بالخيانة والعمالة، إذن نحن أمام ماكينة «تخوين» ظلت على مدى 60 عامًا تشوه فكرة المعارضة حتى يخلو الجو للنظام الحاكم ليفعل ما يريد، والنظم الحاكمة حين تريد أن تتحول للديكتاتورية تعمد لتشويه المعارضين، وبالتالي أرى أن أداء المعارضة جيدًا بالنسبة لعمرها الذي لم يتعد عامين، ومع استمرار نفس الإجراءات المضادة لها من قبل النظام الحالى، ولكن لو سألتني فى المطلق فالمعارضة في مصر ضعيفة.

■ فى رأيك ما سبب تنامي تيار الإسلام السياسي وإخفاق التيارات اليسارية والليبرالية؟

- الأسباب واضحة جدًا، فهناك تمويل رهيب تتلقاه تيارات الإسلام السياسي ولا يتحدث عنه أحد، وهناك أيضًا تسهيلات تم منحها لهم فى عهد السادات ثم مبارك، ومنها على سبيل المثال لا الحصر القانون الذى يعفي أي مواطن صاحب مبنى من التزامات عديدة حين ينشئ مسجدًا به، ونتج عن ذلك نشأة خلايا وهابية عمدت لتكفير وتشويه اليساريين، وبالحديث عن ذلك، يجب أن نطالب بمحاسبة فايزة أبوالنجا لأنها كانت تتعمد ضرب كل الجمعيات الأهلية غير الإسلامية، ولو كانت سمحت لها بالعمل لأحدثت نوعًا من التوازن النسبي الآن، لكنها كانت تحاربها وتشكك فى نواياها.

■ ما السيناريوهات التى يمكن توقعها في مطالبات البعض بإسقاط الدولة وليس إسقاط النظام؟

- هذا غير صحيح، وأنا أعتقد أن الدولة سقطت بالفعل منذ عهد مبارك، وعلينا إعادة بنائها، لكن الإخوان يحاولون إعادة بناء دولة «على مقاسهم»، ويجب أن يدركوا أن مقاسهم «ضيق جدًا»، وأن مصر أكبر من دولة أحلامهم بكثير، فنحن بلد متعدد الديانات والقوميات، لكننا نعيش في وحدة، ويجب أن نصل إلى حل مهما طال الوقت، وبما أن الجماعة تستخدم «فزاعة الاستقرار» أقول لهم «من منا لا يريد الاستقرار» ولكن الاستقرار في بلد متعدد ومعقد مثل مصر لن يتحقق إلا باتفاق يرضي جميع الأطراف.

■ وكيف يتحقق هذا الاتفاق؟

- سأضرب لك مثلا بالنموذج اللبناني، فقد عشت في لبنان أربع سنوات خطيرة جدًا هي سنوات الحرب الأهلية منذ 1978 وحتى 1982، وكانت حربًا فظيعة، اللبنانيون يتقاتلون، وكل فصيل يظن أنه على حق وأن الآخرين مخطؤون، وبعد سنوات طويلة من القتل والدم يحاولون اليوم الوصول إلى اتفاق ليتعايشوا معًا، ولو فهم الإخوان ذلك لحاولوا تجنب الدماء وأوجدوا صيغة توافقية لاختصار الطريق والتعايش مع باقي التيارات باتفاق يرضي الجميع، لكنهم لم يفعلوا ذلك حتى الآن، لكنني أستبعد سيناريوهات الفوضى، وأظن أننا سنصل لاتفاق ولكن على السلطة الحاكمة اختصار الطريق.

■ ولماذا تستبعد سيناريوهات الفوضى؟

- لأن الشعب المصري لديه حضارة كبيرة، وهذا ليس كلامًا رومانسيًا لكنه حقيقة تاريخية، ونحن كمصريين رفضنا فكرة «البلاك بلوك» التي ظهرت فجأة وأعلن أعضاؤها أنهم يريدون إيقاف دولة الإخوان، ولأننا متحضرون رفضنا «البلاك بلوك» كما رفضنا ميليشيات الإخوان، لأن فكرة الجماعات المسلحة أو الميليشيات كلها أفكار واردة وليست متأصلة لدى الشعب المصري، لذلك أستبعد سيناريوهات العنف والفوضى، ورغم المناوشات التى قد تستمر إلا أننا سنصل للتوافق فى النهاية.

■ إذن هل أنت متفائل بالمستقبل؟

- لست متفائلًا ولا متشائمًا، نحن نعيش واقعنا، وما سيحدث مرهون بكيفية تعامل النظام الحاكم- أيًا كان- مع المعارضة وقت الأزمات، لكن الأمر المؤكد هو أن من يعارضون مرسي الآن ليسوا أقلية، وليسوا جياعًا، فحتى الجياع يتحدثون عن حقوقهم السياسية لأنهم تفهموها، وماتت مطالب «المنحة يا ريس» إلى الأبد، وهذه من أبرز ثمار الثورة.

■ هل تعتقد أن الثورة المصرية لا تزال فى مسارها الطبيعى؟

- لدىَّ قناعة تامة بأن الثورة معناها أشياء كثيرة تحدث في وقت واحد، بعضها سليم وبعضها ضار، وهذه طبيعة الثورات، لكن المعيار هو قوة وإرادة الشعب على العيش بكرامة ورغبتهم فى الحرية وفى الحياة مثل الشعوب المتقدمة.

■ هل تستطيع تحديد الشخصيات المتسببة فى الأزمة المصرية الراهنة؟

- هناك أسماء كثيرة، ومن الناحية التاريخية فقد بدأت أزمة مصر منذ الإصلاح الزراعي فى عهد جمال عبدالناصر حين فرض أعباء التنمية على صغار المزارعين الذين أخذوا 5 أفدنة وزرعوها «قطن وبصل» ومحاصيل أخرى تحتكر الحكومة توزيعها، بينما يزرع الأعيان حدائق الفاكهة ويبيعونها فى السوق الحرة دون الحاجة للحكومة، ثم كوارث الانفتاح الاقتصادى فى عهد السادات، والمقولة الشهيرة «اللى مش هيصبح غنى فى أيامى مش هيصبح غنى بعد كده»، ثم حسنى مبارك حين قال فى مجلس الشعب «انتو زعلانين ليه طالما كل واحد منكم أخد حتة»، وهى عبارة سمعتها بأذنى، إذن فإن الرؤساء الثلاثة ضربوا فكرة العدالة الاجتماعية، وبالتالي مؤسسات التعليم، وبعد الثورة «زاد الطين بلة» فى عهد المجلس العسكرى وبعده مرسى، وحتى أكون محايداً فالبرادعى- وهو شخص محبوب وأقدره جدًا- لو تولى الحكم فى مصر الآن فلن ينجح لأن الدولة تعرضت للنهب المنظم على مدار سنوات طويلة مضت، وعلينا إعادة البناء سوياً، وليس بتحكم فصيل وحيد.

■ كيف ترى شعور بعض البسطاء بمبادرات الإصلاح الاقتصادي التي تمت في عهد مرسي نتيجة زيادة معاشاتهم الشهرية؟

- هذا لعب بالنار، في ظاهره إصلاح وفي باطنه تفاقم للأزمة الاقتصادية، فالإخوان ييسرون على الناس حاليًا بأموال مقترضة بفوائد ستدفعها الأجيال القادمة، وهذا عكس ما كان جمال عبدالناصر يريد فعله، كان يطالب الناس بأن «يشدوا الحزام» حتى تعيش الأجيال القادمة حياة أفضل، إذن إصلاحات الإخوان وهْمٌ ستنتج عنه أزمات مستقبلية.

■ هل ترفض الإخوان اعتراضًا على أدائهم السياسي أم لاختلافك الفكري والأيديولوجي معهم؟

- للسببين معًا، أولًا لأدائهم السياسي الذى بدا سيئًا للغاية، ثم أيديولوجيتهم المشوشة بغياب مبدأ المواطنة عن أولوياتهم، وكونهم تنظيمًا دوليًا تشغله فكرة الهيمنة، بينما نحن نريد تنظيمًا مصريًا يؤمن بالمواطنة، كما أن فكرهم الاقتصادي سيئ جدًا، فهم ينتصرون لليبرالية الاقتصادية الجديدة وهو تفكير قديم يعاد النظر فيه حاليًا بمعظم دول العالم.

■ ما رأيك في بعض الأصوات التي تطالب بمنح الرئيس مرسي فرصة حتى انتهاء فترة ولايته ثم محاسبته؟

- أعطني أمارة واحدة كي أوافق على ذلك الحل، «مرسي» كل مبادراته على مدار الشهور الأخيرة كانت تصب في صالح هيمنة الإخوان على مفاصل الدولة، وكلها تمت في الخفاء، كمشروع الصكوك، والدستور الجديد، ومجلس الشورى، وجميعها أثار جدلًا واسعًا، فبدا وكأن الرئيس الحالي يبحث عما يفرق به بين الشعب.

■ لكن إسقاط الرئيس بعد 7 أشهر من انتخابه يراه كثيرون فكرة مجنونة وغير مقبولة ونتيجتها إسقاط الرؤساء القادمين؟

- لنسأل أنفسنا أولاً: من يريد إسقاط مرسى؟ سنجد أن الشعب يريد إسقاط فكر الإخوان وهذا مفهوم من شعار «يسقط حكم المرشد»، وأقصد أن الرئيس مرسي يجب أن يتحرر من الفكر الذي يميل للإخوان فقط، ونحن لا نريد إسقاطه بكل تأكيد وإنما نريده أن يتخلى عن فكر الجماعة، لأنه الآن رئيس لكل المصريين.

■ لو أنك رئيس مصر الآن ما القرارات التى ستتخذها فوراً لإزالة الاحتقان الحالي؟

- أنا مخرج سينمائي، والفنان صعب يتخيل نفسه رئيسًا، لأنني لا أريد «حلول وسط»، أريد كل شىء ممتازًا، وموقع المسؤولية لن يتيح لي ذلك، وليس دوري أن أتخيل نفسي رئيسًا، دوري تحديد مطالب، وعلى المسؤول الاستجابة، فهذا هو دوره ولو لعب كل منا دوره بجدارة لتقدمت البلاد.

■ الشارع يرى أن النخبة هي سبب الأزمة الحالية وأنها مقصرة ومنفصلة عنه وتعيش عالمها البعيد عن واقع البسطاء فما ردك؟

- أي نخبة وأي تقصير؟ إذا كانت مؤسسات القضاء والإعلام والفن والاقتصاديون وعلماء الطوائف الدينية يحذرون من الدستور وطريقة الاستفتاءات والخطط الاقتصادية التي يضعها مرسي، ورغم كل هذا يذهب الشعب للاستفتاء ويقول «نعم»، ماذا تفعل النخب بعد ذلك؟ وحين نذهب كنخب لنتفاهم مع التيار الحاكم فيقول لنا: «أنتم لا تفهمون الشارع ولا تعرفون الأقاليم»، هنا سنقول له: «وأنت لا تفهم النخبة، وفهمك للديمقراطية قاصر، أنت سيئ النية ولا تريد سماع صوت العقل، وفرحان بالجهل وتغذيه».

■ ما أكثر شيء يضايقك فيمن يحكمون مصر الآن؟

- الكذب، وآخر كذبهم كان صورة نشرتها جريدة الحرية والعدالة على أنها لـ «البلاك بلوك في مصر» ثم ثبت أنها لـ «البلاك بلوك في المكسيك»، ورغم أنني أكره «البلاك بلوك» وأكره فكرة الميليشيات عمومًا إلا أنني أكره الكذب أيضًا.

■ ما المكاسب التي تحققت بعد عامين من الثورة؟

- المكاسب شعبية وثقافية وأبرزها سقوط فكرة الخنوع والمشي جنب الحائط، فلا أحد سيهتف الآن «المنحة يا ريس» لكن هذا المكسب قد نخسره ويتحول إلى فوضى نتيجة الإدارة السيئة للمجلس العسكري ثم الإخوان، ويجب أن تدرك الجماعة أن الشعب لديه طاقة عظيمة يجب استغلالها لكنهم خائفون من تلك الطاقة.

■ لماذا انتقدت عبر حسابك على «تويتر» إعلان الطوارئ في مدن القناة؟

- لأنني اعتبرت ذلك لجوءًا للحل الأمني فى صورة من صور دولة مبارك، وهذا غير مجدٍ مع الشعب المصري وسيزيد الطين بلة، والحمد لله أنهم أدركوا ذلك بعدها بيوم، حين قام مرسي بتفويض محافظي مدن القناة فى هذا الأمر، ثم إن هناك مليون طريقة لاستعادة الأمن، أهمها ما فعله الشيخ حافظ سلامة فى السويس حين نظم لجانًا شعبية لحماية شوارع السويس، ونجحت تلك الطريقة وتوقف النهب.

■ كيف ترى تعامل الدولة مع أزمة شهداء بورسعيد؟

- أنا أتعجب من هذا التعامل، أولًا، أنا ضد عقوبة الإعدام لأنها ألغيت من معظم دول العالم، ثانياً، أتعجب من حظر النشر، «إنت خايف من إن الناس تعرف، هات محكمين دوليين، وأظهر الحقيقة وأعط كل ذي حق حقه»، وطالما أنت أمام كارثة كبيرة يجب أن تكون شفافاً.

■ هناك أصوات من تيار الإسلام السياسي ترى أن ما يحدث هو ثورة مرتدة يقودها الفلول لإحداث الفوضى وإسقاط الإخوان ما رأيك؟

- هذا غير صحيح، وظهر جليًا أثناء ظهور الرئيس مرسي في التحرير عقب انتخابه حين فتح الجاكيت أمام الناس، فلم يضربه أحد الفلول، لكن هذا المشهد يعني أن الرئيس مرسي يفهم أن الثورة قامت بهدف تمكين الإخوان من الحكم، وهذا خطأ، كما أن محركي الأحداث حاليًا كلهم رموز من المعارضة وشركاء الثورة «حمدين صباحي والبرادعي وشباب الثوار ورموز 6 إبريل وكفاية والجمعية الوطنية للتغيير»، وكل هؤلاء ليسوا فلولًا لكن الإخوان يشوهونهم ويعتبرونهم فلولاً لأن الإخوان يريدون سرقة الثورة لينفردوا بثمارها.

■ إذا كان تداول السلطة من مبادئ الديمقراطية فلماذا يغضب الديمقراطيون من حكم الإخوان لفترة مؤقتة؟

- لأن تداول السلطة يجب أن تسبقه أمور أهم، ومنها عدم استخدام الدين للتأثير على البسطاء، وبذلك ينتخب الأصلح سياسيًا، لا الأطيب أو الأكثر تدينًا، فتداول السلطة في هذه الأجواء لن يكون سلميًا، والمشكلة أن الإخوان يعانون قصورًا في فهم الديمقراطية ويعتبرونها رأي الصندوق ورأي الأغلبية، وهذا خطأ، الديمقراطية تعني ببساطة أن تعيش تيارات متناقضة في سلام داخل وطن واحد، وآلية التنفيذ هي الصندوق والأغلبية بحيث لا تهضم حقوق الأقلية.

■ ما أكبر مشاكل الدستور الجديد؟

- ليس مبنيًا على المواطنة، ومليء بالألغام والمواد التى تحتمل التأويل، ثم يقول لك إن «الأخلاق والعادات والتقاليد» وهذه الأمور تتغير مع الزمن ولا يجب وضعها بالدساتير، وهو ما يظهر أن الإخوان مشوشون ويكيلون بمكيالين، فنجدهم يحاكمون علاء عبدالفتاح بتهمة ازدراء القضاء بينما يتركون من حاصروا المحكمة الدستورية العليا، وهذه الانتقائية تعنى تغييبًا متعمدًا لقيمة العدل.

■ ما الحلول التى يمكن أن تقترحها على أي طرف من أطراف العملية السياسية للنهوض بالبلاد بشكل حقيقي؟

- المشكلة أن ممارسات التيار الذى يحكم تجعلني كفنان وكمثقف أرتبك ولا أستطيع إبداء أي نصح، ولكن تشغلني أكثر فكرة الحرية، وحين يركب رئيس مجلس الشورى طائرة مصر للطيران ويشاهد أحد أفلام نيللي ثم يطالب بمنعه حفاظًا على الأخلاق وتمتثل له مصر للطيران، فهذا السلوك معناه أن التفاهم معهم مستحيل، إذن عليهم إطلاق الحريات، وحين لا يعجبهم مصنف فني عليهم إغلاق التليفزيون أو التحويل لقناة أخرى، وليس المنع.

■ البعض يرى أن صعود التيار الديني للحكم لا يعني بالضرورة عودة الدولة للوراء بدليل أن إسرائيل دولة دينية ومتقدمة فما تعليقك؟

- إسرائيل أيضاً تسير عكس اتجاه التاريخ ولا تعجب أحدًا، لكنها تبدو النموذج الذى تقيس عليه التيارات الدينية أحلامها، وأنا دائمًا أنتقدها كدولة دينية في كل مؤتمراتي وتصريحاتي وأعتبرها مثل إيران يجب التصدي للمد الديني فيها، ودائمًا أجد المدافعين عن الدولة الدينية فى إسرائيل يرتكزون على مبررات غريبة لا معنى لها، ورغم كل ذلك أجد فارقاً كبيراً بين الدولة الدينية لدينا ولديهم، لأن اليهود المطرودين من أوروبا كان بينهم علماء وبشر يعيشون الحياة ومقبلون عليها.

■ هل لديك رسالة تريد توجيهها لكل أطراف الصراع؟

- أقول للجميع: «يا ريت نبطل نتعامل كإننا لوحدنا، لازم نتحد ونبني بلدنا، مش نبني ديكتاتورية جديدة»، وعلى كل الأطراف أن تجتمع على قيم الثورة وتحاول تحقيقها.

«المصري اليوم» تحاور يسري نصر الله «المصري اليوم» تحاور يسري نصر الله «المصري اليوم» تحاور يسري نصر الله «المصري اليوم» تحاور يسري نصر الله

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية