أعرب الدكتور صلاح حسب الله، رئيس حزب المواطن المصرى، عن مخاوفه من تفكك جبهة الإنقاذ إذا بدأت خلافاتها عند إعداد القوائم للانتخابات البرلمانية بسبب النظرة الضيقة حول نصيب كل حزب فى القوائم، وقال إن استمرار العنف فى الشوارع مرتبط بكيفية تعامل قوات الشرطة مع المتظاهرين، وفى حواره مع «المصرى اليوم» أوضح أسباب غياب الإخوان المسلمين عن المشهد السياسى فى الوقت الراهن.
■ هل مطالب جبهة الانقاذ تتفق مع مطالب الشارع؟
- رغم أن الشارع رفع شعار إسقاط النظام إلا أننى أترجم الشعار بأنه يعنى إسقاط النظام المحيط بالرئيس، فالشعب انتخب مرسى رئيساً بمفرده وليس بمكتب إرشاده، ورغم اتفاقى على الشعارات المرفوعة بشكل عام فى إسقاط نظام الإخوان الذى يفرض رؤيته على الرئيس إلا أننى اختلفت مع مطلب إسقاط الرئيس حتى لا نعُمم هذا المنهج الذى لن يؤدى إلا إلى استمرار ارتباك البلاد.
■ لكن البعض يطالب أيضاً بانتخابات رئاسية مبكرة؟
- إذا استمرت المشاكل الأساسية التى يواجهها الشعب المصرى وتصاعدت حدة الأزمة السياسية فمن الطبيعى أن تتصاعد معها الاحتجاجات والمظاهرات، وبالتالى لن يكون هناك مخرج إلا إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
■ هل يمكن إجراء انتخابات برلمانية قادمة فى ظل هذه الأجواء؟
- هذا يعتمد على درجة «غليان» الشارع المصرى فى الأيام المقبلة ومدى استجابة رئيس الدولة لمطالبه، ففى حالة عدم الاستجابة وحدوث فوضى لن يمكن إجراء الانتخابات.
■ ما فرص التيار المدنى فى البرلمان القادم؟
- الفرصة كبيرة ليحصل هذا التيار على الأغلبية إذا نظم صفوفه ليقدم نفسه بديلاً قادراً على إدارة شؤون البلاد، وهو ما تسعى إليه جبهة الإنقاذ الوطنى حالياً.
■ هل تتوقع استمرار وحدة جبهة الإنقاذ؟
- أتمنى استمرار وحدة جبهة الإنقاذ رغم مخاوفى من قلة خبرة بعض الأشخاص داخل الجبهة الذين قد يؤثرون بالسلب على استمرار وحدتها، وأتمنى أن يعلى الجميع المصلحة الوطنية وألا يركز البعض اهتمامه على مقاعد لكل حزب فى القوائم المشتركة، فالمهم نجاح الجبهة وليس نجاح كل حزب بمفرده.
■ هل المظاهرات الآن تمثل ثورة ثانية؟
- ليست ثورة ثانية، ولكنه استدعاء لثورة يشعر المصريون أنها سرقت منهم لصالح فصيل سياسى واحد، فكل مصرى يشعر أن أهداف الثورة لم تتحقق، وهذه المظاهرات تسعى لاستكمالها.
■ من المسؤول عن تفاقم الأزمة السياسية الراهنة فى مصر؟
- رئيس الجمهورية يتحمل تلك المسؤولية، لأنه لم ينجح بعد فى تقديم نفسه رئيساً لكل المصريين، ومازلنا نشعر بأنه رئيس لحزب الحرية والعدالة وعضو مطيع لجماعة الإخوان المسلمين ومكتب الإرشاد، ويلتزم بمبدأ «السمع والطاعة» ويجب على «مرسى» أن يشعر الجميع بأنه ليس مندوباً عن مكتب الإرشاد فى قصر الرئاسة.
■ بماذا تبرر اختفاء أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ورموزهم من الشارع الآن؟
- يرجع ذلك فى رأيى لسببين: الأول أن حركة الشارع أقوى منهم ولن يستطيعوا مهما بلغت أعدادهم أن يواجهوها والثانى هو تخوفهم من تحول المشهد السياسى الذى تسيطر عليه المظاهرات إلى مشهد دموى إذا وقع ما نخشاه جميعاً وهو الحرب الأهلية إذا اشتدت المواجهة.
■ هل تتوقع أن يتدخل الجيش كطرف فى المشهد السياسى؟
- إذا وقعت حرب أهلية سيتحمل الجيش مسؤوليته ويتدخل لحقن دماء المصريين من كل الأطراف، ونحمد الله أن الجيش المصرى حتى الآن موحد ولا ينقسم من داخله إلى فصائل تابعة لقوى سياسية لذلك يرتبط به المصريون وجدانياً لأن رجاله من أبناء الشعب المصرى كله.
■ هل تتوقع استمرار العنف رغم توقيع القوى السياسية على وثيقة الأزهر؟
- ذلك يتوقف على تعامل قوات الشرطة مع المتظاهرين، وإذا بدأ العنف فلن يستطيع أحد أن يوقفه، وشباب الثورة لا يتوقفون كثيراً أمام مواقف الأحزاب والقوى السياسية.