حذر راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس، من تحول الثورة إلى «فوضى»، مؤكدًا أن الثورات تطيح بالأنظمة، ولكن لا تصنع ديمقراطيات.
يأتي ذلك قبل أيام من الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في 14 يناير 2011، وألهمت شعوبًا في المنطقة لتنتفض على حكامها وتطيح بهم، فيما تتزايد فيه الاحتجاجات الاجتماعية في تونس، التي تترافق مع أعمال عنف.
وقال «الغنوشي» أمام مئات من أنصاره في منطقة رواد بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية، إن «بلداناً كثيرة استطاعت الإطاحة بنظامها والطغاة، لكن لم تقدر على بناء دولة ديمقراطية، بسبب سوء استعمال الحرية».
وأضاف رئيس حركة النهضة، التي تقود الائتلاف الحاكم في البلاد «لا نريد أن تتحول الثورة (التونسية) إلى فوضى. لا نريد أن تكون تونس مثل الصومال».
وأشار إلى النزاعات الاجتماعية التي تحولت إلى أعمال عنف، الأسبوع الماضي، في مدينة بنقردان (جنوب)، وتلك التي شهدتها مدينة سليانة (شمال غرب) في ديسمبر وخلفت 300 جريح، معتبراً أنها «لا تشرف الثورة، بل على العكس تهددها».
وشهدت تونس في الأشهر الأخيرة توترات اجتماعية، بسبب خيبة التطلعات والآمال العريضة التي أثارتها ثورة يناير 2011، وما يسود تونس من شعور بالقلق بسبب تراجع الاقتصاد ونسبة البطالة العالية، وكان التهميش الاجتماعي والتنموي من أهم أسباب الثورة على «بن علي» وإجباره على الرحيل.
وتواجه تونس، إضافة إلى الصعوبات الاقتصادية، بروز مجموعات عنيفة، في حين لم تتمكن الطبقة السياسية حتى الآن من صياغة دستور جديد للبلاد أو تحديد جدول سياسي وانتخابي، ويتزعم حزب النهضة التحالف الحكومي الثلاثي مع حزبين آخرين من يسار الوسط، وذلك بعد تقدم هذه الأحزاب في انتخابات 23 أكتوبر 2011.