حذر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم الخميس إسرائيل من مغبة تكرار أخطاء الماضي وذلك أثناء زيارته لدمشق لتوقيع عدد من الاتفاقات مع سوريا، من بينها اتفاق لإلغاء التأشيرات بينهما.
وقال «أحمدي نجاد»: "إذا أراد الكيان الصهيوني أن يكرر أخطاء الماضي مرة أخرى فهذا يعني موته المحتوم فكل شعوب المنطقة وجميع الشعوب سيقفون في وجه هؤلاء ويقتلعون جذورهم."
من جانبه، شكر الرئيس السوري «بشار الأسد» إيران على موقفها من التهديدات الإسرائيلية الأخيرة ضد سوريا، ودافع عن حق طهران في الطاقة النووية المدنية في وقت تشتبه فيه الدول الغربية بأنها تسعى لصنع سلاح نووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني.
وحول التهديد الإسرائيلي لبلاده قال الأسد: "هذه التهديدات لسوريا ليست منعزلة وإنما في سياق التاريخ الإسرائيلي القائم على العدوان والهيمنة. نحن نقوم بإعداد أنفسنا لعدوان إسرائيلي ربما صغير أو كبير.. التهديد فيه رسالة لسوريا والتيار المقاوم في المنطقة يدفعه إلى الخضوع والخنوع ورسالة إلى الداخل الإسرائيلي لرفع معنويات هذا الداخل بعد سلسلة من الهزائم فعلينا أن نكون مستعدين في أي وقت وأي لحظة لعدوان لأي سبب وتحت أي مبرر".
كان «نجاد» قد وصل صباح اليوم الخميس إلى دمشق في زيارة رسمية إلى سوريا تستمر يومين وتهدف إلى بحث العلاقات الثنائية والقضايا موضع الاهتمام المشترك، وهذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها أحمدي نجاد لسوريا خلال أقل من عام، والرابعة في خمسة أعوام له في الرئاسة.
وأعلن مسؤولون سوريون الأسبوع الماضي استعداد دمشق للوساطة بين طهران والغرب فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي.
وتأتي هذه الزيارة بعد يوم واحد من إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية «هيلاري كلينتون» أن الولايات المتحدة، التي تشهد علاقاتها تحسنا مع سوريا، طلبت من السلطات السورية "البدء بالابتعاد عن إيران".
وقالت «كلينتون» في كلمة ألقتها أمام لجنة الموازنة في مجلس الشيوخ في إطار دفاعها عن ميزانية وزارتها: إن واشنطن ترغب بأن "تبدأ دمشق بالابتعاد في علاقتها عن إيران التي تتسبب في اضطرابات للمنطقة وللولايات المتحدة"، مشيرة إلى الحاجة إلى المزيد من التعاون مع سوريا التعاون حول العراق، "ووقف التدخلات في لبنان ونقل أو تسليم سلاح إلى «حزب الله»، واستئناف المحادثات الإسرائيلية السورية".
وتعد سوريا حليفة قوية لإيران، وتعتبر إدارة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» أن النظام السوري الحالي لاعب مهم لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط.