قال الدكتور فاروق العقدة، محافظ البنك المركزي السابق، مساء الخميس: «قررت أن أتقاعد نهاية هذا العام، وقلت هذا الكلام منذ عام ونصف العام، والدكتور هشام قنديل (رئيس الوزراء) لم يتدخل مرة في السياسة النقدية، وأحلف بالله لم أختلف مع الدكتور هشام قنديل، مرة ونتعاون منذ 6 شهور»، نافيًا أن تكون استقالته بسبب خلافات مع رئيس الوزراء، مشددًا بقوله: «أنفي هذا الكلام كلية».
وأضاف «العقدة» في مؤتمر صحفي عُقد بمقر رئاسة الجمهورية، في حضور الدكتور ياسر علي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، وهشام رامز، محافظ البنك المركزي الجديد، أن «الاقتصاد المصري متماسك»، مطمئنًا الشعب المصري بقوله: «اطمئنوا البنك المركزي في أيد أمينة».
وأشاد «العقدة» بدور «رامز» الاقتصادي، قائلا: ««صديقي وزميلي وساعات أقول عليه ابني، واحد من أكفأ المصرفيين في مصر، وعملت مع هشام رامز وكان النائب الأول للبنك من 2008 حتى 2011، واشتغل معانا وكل النجاحات اللي تمت كان له فيها عمل ممتاز، وأتمنى له كل التوفيق في المهمة اللي خدها النهارده».
كما أشاد «العقدة» بدور البنك المركزي خلال الأزمة الاقتصادية، قائلاً: «الإنجاز ده لازم نذكر فيه مجلس إدارة البنك المركزي وقياداته وكل زملائي»، مشيرًا إلى أنه و«رامز» اقترحا على رئاسة الجمهورية أن تكون «مدة رئاسة البنك المركزي 4 سنوات وتجدد مرة واحدة، حتى تكون هناك دماء جديدة وتسليم وتسلم، وسعيد جدًا بهذا التسليم والتسلم، وأنا واثق في قدرات زميلي وأخي وابني»، حسب تعبيره.
وأشار «العقدة» إلى أنه أرسل للمجلس العسكري، في سبتمبر 2011، تعديلا للقانون لمنع تضارب المصالح، ولتخفيض عدد أعضاء مجلس الإدارة في البنك المركزي إلى 9 أعضاء بدلا من 15 عضوا، ولخفض ممثلي الحكومة إلى واحد، وتخفيض مدة المحافظ إلى 8 سنوات، لافتًا إلى أنه «صدر التعديل بالمادة الأولى والثانية وأجلوا البند الثالث».
وحول ارتفاع سعر الدولار أكد «العقدة» أن آخر ما يقلقه هو سعر الصرف، مشيرا إلى أنه في 2004 «كان الدولار بـ7.5 جنيه ونزلناه إلى 5.5»، كما قال: «نحن فخورين بوجود سوق صرف منتظم، ولا يهم صعود وهبوط سعر الصرف».
وأشار «العقدة» إلى أن الدولة خسرت 35% من مواردها الدولارية، وعجز ميزان المدفوعات وصل إلى 21 مليار دولار، «لكن كل شيء تحت السيطرة، وما قدمه البنك من أسبوعين آلية جديدة لضبط سعر الصرف»، حسب قوله.
وتابع: «أنا مطمئن جدا، وبمجرد عودة السياحة سيتحسن الوضع، والسوق أصبح عرض وطلب، وهذا لا يخيفنا ونسبة التضخم 4.6% وهذا لا يخيفنا، ونحن نستورد نصف ما نأكل، وسيكون هناك تأثير محدود ولمدة على الأسعار بسبب سعر الصرف، وبالكفاءات كل شيء سيعود لطبيعته».
ولفت «العقدة» إلى دور البنك المركزي في نشر أرقام دقيقة لخدمة الاقتصاد، مضيفًا: «ما بنتكلمش كتير لكن لما بنطلع بيان الناس كلها بتاخده، وأنا طلعت على التليفزيون مرة واحدة خلال 9 سنين، ويا جماعة كل ما نقول الأرقام مظبوطة الناس بترتاح والمستثمر يقدر ياخد قراره، وأنا ماعملتش حاجة إلا وكان إيدي في إيدي هشام رامز من أول يوم، واطمأنوا البنك المركزي في أيد أمينة»، خاتمًا بقوله: «الاقتصاد متماسك، وأنا واثق إننا هانخرج من هذه الأزمة، والاقتصاد هو مرآة للسياسة، وعندنا أمل خلال سنة أو سنتين أن نصل لمعدل نمو 7%».