استنكر الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، بشدة ما تطرحه قيادات جبهة الإنقاذ حول دعوتها لإسقاط الدستور، مؤكدًا أن «هذا الكلام يعاقب عليه القانون، لأن الدستور تمّت الموافقة عليه في إجراءات نزيهة».
ورفض «حسين»، في حديثه لقناة «العربية»، مساء الأربعاء، تشكيك البعض في شرعية الرئيس محمد مرسي، معلنًا تعجبه من عدم اتخاذ الأجهزة الرسمية إجراءات قانونية ضد مَنْ شكّك في شرعية الرئيس، وندد باللجوء إلى التظاهرات والعنف لفرض رأي ما، شارحاً أن الجماعة حين خرجت في تظاهرات تأييد أرادت التأكيد على أن الأغلبية تؤيد الشرعية وتؤيد قرارات الرئيس مرسي وليس كما حاولت جبهة الإنقاذ تصويره.
وشدد الأمين العام للجماعة، على أنه «لم يثبت حتى الآن تورّط الإخوان في الاعتداء على أحد، بل العكس مناصرو الجماعة هم مَنْ تعرضوا للاعتداء وقُتل عدد منهم»
وفي سياق متصل وبعد تأكيد جبهة الإنقاذ عدم حسمها لموقفها من المشاركة في الحوار الوطني الذي ترعاه الرئاسة المصرية، اعتبر حسين أن «الحوار هو العمل السياسي الحقيقي لتبادل الأفكار وليس التظاهرات»، ولم ينكر وجود المعارضة في الشارع، لكنه رأى أن تمثيل جبهة الإنقاذ ضعيف وأنها «تعاني الإفلاس السياسي، فهي لا تتواصل مع الجماهير ولا تقدم روئ حقيقية بديلة»، مضيفاً أن «الجبهة تعتمد على الكلام المرسل والنقد فقط».
وذكّر أنه «حين تحدثت جبهة الإنقاذ عن رفضها للدستور لم تقدم مواد بديلة، كما أنها زعمت أن الأغلبية معها ولكنها لم تتمكن من حشد تلك الأغلبية المزعومة، وجاءت نتائج الاستفتاء عكس ما كانت تروّج له الجبهة»، حسب قوله.
وحول انتخابات مجلس النواب المقبلة، كشف حسين أن التنسيق مع القوى الإسلامية أمر وارد، ولكن مثل هذا التحالف قد يأتي بعد الانتخابات وليس قبلها، إذ إن الدستور الجديد ينصّ على أن الأغلبية هي من تشكل الحكومة.
وفي سياق متصل، اعتبر حسين أن الحديث عن تراجع شعبية الإخوان المسلمين في الشارع «مجرد كلام مُرسل دون استطلاعات رأي حقيقية»، مؤكداً أن الانتخابات المقبلة ستثبت صدق هذا الكلام من عدمه.
وحول ما نشر عن وثيقة موقّعة من نائب المرشد خيرت الشاطر والتي ورد فيها خطة للسيطرة على الإعلام وتهميش السلفيين، نفى محمود حسين بشدة وجود هذه الوثيقة، مؤكداً أن «هناك وسائل إعلام تروّج للأكاذيب وتتعمد التضليل».
وحول ما ورد في إحدى رسائل محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، بأن «جنود مصر طيّعون لكنهم يحتاجون إلى قيادة رشيدة توعّيهم، بعد أن تولى أمرهم قيادات فاسدة»، وهي التصريحات التي أثارت استياء الجيش، شدد «حسين» على أن «المرشد كان يقصد حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) عن جند مصر وأنهم خير أجناد الأرض، ولم يربط كلامه بفترة زمنية ولكن كان يتحدث بشكل عام على أن جنود مصر على مرّ التاريخ يؤدون أداء متميزاً إذا كانوا تحت قيادة جيدة، ويؤدون بشكل سيئ إذا كانوا تحت قيادة سيئة».
وأصرّ على أن «المرشد لم يتحدث عن فترة زمنية محددة أو حتى عن المجلس العسكري»، مذكراً بأن «المرشد أوضح ما قصد، لكن هناك من أراد تشويه حديثه وتحميل الكلام ما لم يحتمل»، حسب قوله.