قال المعهد الأمريكي للسلام: إن مصر ستواجه في العام المقبل «أكثر انتخابات مثيرة للجدل منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك»، محذرًا من أن البلاد «تستنزف قواها في معركة حول الدستور الجديد وهي تستقبل الذكرى السنوية الثانية لثورة 25 يناير، بالإضافة إلى اتساع الانقسام بين العلمانيين والإسلاميين».
وأوضح المعهد الأمريكي، الممول من الكونجرس، في تقرير بعنوان «وعود ومخاطر في الشرق الأوسط في عام 2013»، الصادر في ديسمبر على موقعه الإلكتروني، أن الانتخابات القادمة ستدور بشكل أساسي حول انتخاب برلمان جديد «الذي سيزيد الانقسام بين صعود الإسلاميين، والقوى العلمانية والشباب المهمشين من السلطة»، مشيرًا إلى أن البرلمان الذي سينتخبه المصريون خلال شهرين من إقرار الدستور «سيواجه التحديات الاقتصادية الهائلة التي تمر بها مصر، في مناخ سياسي من عدم الثقة بين الأطراف السياسية».
وأضاف المعهد أن «الشرق الأوسط يواجه في العام الجديد مخاطر أكبر مما كان عليه الأمر في العامين الماضيين في الربيع العربي»، موضحًا أن الانتفاضات العربية «عمقت من الانقسام السياسي، وأدت إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية وتدهور الأوضاع الأمنية، مع عدم ظهور حلول وشيكة في الأفق لهذه المشكلات»، داعيًا الأنظمة الغربية إلى «إدراك أن الانتفاضات لا تتم في موسم واحد، بل هي بداية عملية طويلة من التغيير».
ولفت المعهد إلى أنه «بالرغم من نجاح الانتفاضات العربية في مصر وتونس وليبيا واليمن في الإطاحة بأربعة من القادة العرب الذين بلغت مدة حكمهم لبلدانهم 129 عامًا، فإن سكان العالم العربي البالغ تعدادهم 350 مليون نسمة لم يشهدوا أي تغيير حقيقي على الإطلاق»، وشدد على أن تأسيس أنظمة جديدة في بلاد الربيع العربي «أصعب من إسقاط الأنظمة القديمة».