رأى الكاتب الأمريكى البارز توماس فريدمان أنه يوجد فى مصر الآن صراع رباعى على السلطة بين الجيش والأحزاب الإسلامية الصاعدة والأحزاب الليبرالية والشباب فى ميدان التحرير الذى وصفه بـ«العلمانى».
أخبار متعلقة
وأوضح «فريدمان»، فى مقاله الاحد بصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن كل طرف من هذه الأطراف يشعر بأنه أكثر تمكناً من الآخر، حيث إن الجيش يرى أن لديه السلاح فضلاً عن أنه يدير البلاد بالفعل الآن، وكلا من الإسلاميين والليبراليين فازا فى العملية الإنتخابية، وشباب التحرير يستمد شرعيته من الشارع، حيث أثبتوا قدرتهم على التعبئة، حسب قوله.
وشبه «فريدمان»، الذى يزور مصر حالياً، «انتفاضة» يناير بمشاهدة «الفيلة الطائرة» حيث إنها لم تكن متوقعة، ولم يشاهدها أحد من قبل، مشيراً إلى أن الحل الأمثل الآن هو الصمت وتدوين الملاحظات ورؤية ما سيحدث. ولفت «فريدمان» إلى أن أهم الملاحظات على الساحة السياسية فى مصر الآن هى الفوز الساحق الذى حققه حزبا «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، و«النور» السلفى فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، معتبراً أنهما «سحقا» الليبراليين والعلمانيين الذين بدأوا الثورة المصرية، وذلك بحصولهم على 65% من نسبة المقاعد.
ورأى «فريدمان» أنه من «السذاجة المتهورة» ألا نقلق من وضع التعددية، وحقوق المرأة، وحقوق الأقليات فى ظل وجود هذه الأحزاب الإسلامية، لكنه أكد أنه فى ظل مسؤوليات السلطة سيكون هؤلاء الإسلاميون معتدلين وخاضعين للإشراف من قبل مراكز القوى المتنافسة الجديدة، وسيراعون أولويات المصريين من خلق فرص عمل وحكومة نظيفة.
وأكد «فريدمان» أن صناديق الاقتراع كانت ضرورية للغاية لبداية النظام الجديد فى مصر إلا أنها ليست كافية، حيث تحتاج البلاد إلى زعيم، فلا يزال هناك فراغ كبير فى رأس السلطة.
وتساءل «فريدمان»، فى نهاية مقاله، عن هوية هذا الزعيم الذى يستطيع جمع أصوات المصريين وآمالهم لخلطها معاً وإخراج استراتيجية جديدة لخلق فرص العمل والتعليم والعدل والأمن الذى يتوق له كل المصريين بشدة.
