اعتبر الكاتب الأمريكى المخضرم توماس فريدمان أن جماعتى الإخوان المسلمين والسلفيين «عدوان لدودان»، مضيفاً أن الجماعتين خرجتا من «القبو العربى إلى الشارع العربى»، لكنه لم يستبعد لجوءهما إلى عقد تحالف من منطلق «لاخلاف على العقيدة».
وأوضح «فريدمان»، فى مقاله الأربعاء بعنوان «بداية أم نهاية لمصر؟» فى صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن فوز جماعة الإخوان المسلمين وحزب «النور» السلفى بـ65% من إجمالى أصوات المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية يعتبر «مفاجأة»، مضيفاً أنه يراقب الأوضاع بدقة فى مصر، ليرى من الذى سيقود البلاد فى المرحلة المقبلة، وأوضح: «إن الجميع ينتظر كيفية تعايش القوى الدينية مع أجندات المجلس العسكرى والقوى العلمانية». قال «توماس» إن السؤال الأول الذى يدور فى ذهنه هو: «هل تعلمت الأحزاب الإصلاحية الأكثر علمانية من أخطائها أم لا؟»، موضحاً أن المتظاهرين الذين خاضوا المعارك فى ميدان التحرير يستحقون الدعم، من أجل حد رغبة المجلس العسكرى فى الاستيلاء على السلطة، على حد تعبيره.
أما السؤال الثانى فإنه يتعلق بقدرة الأحزاب الإسلامية على تحقيق النمو الاقتصادى، مشيراً إلى انخفاض قيمة الجنيه المصرى إلى أدنى مستوياته منذ 7 سنوات. قال «فريدمان» إنه بغض النظر عمن سيرث السلطة فى مصر، فإن الفائز عليه تقديم نموذج أقل فساداً من الرأسمالية مع مزيد من المنافسة والخصخصة وتخفيض فرص العمل الحكومى، مضيفاً أن الناخبين يرغبون فى حكومة جديدة تدعم الاستقرار.
وكان السؤال الثالث والأخير الذى طرحه «فريدمان»: هل ستتبع مصر النموذج العراقى وذلك عندما اكتسحت الأحزاب الدينية المتطرفة الانتخابات لأول مرة، وبعد أدائها على أسوأ وجه، وابتعد عنها العراقيون وذهبوا تجاه الأحزاب الأكثر علمانية؟.