x

«الخازن»: أشكر «الإخوان» جعلوني أتمنى انقلابًا عسكريًا لأول مرة في حياتي

السبت 15-12-2012 08:13 | كتب: بوابة الاخبار |
تصوير : أحمد المصري

وصف الكاتب الصحفي جهاد الخازن مشروع الدستور الذي يبدأ الاستفتاء عليه، السبت، بـ«الفالصو»، مؤكدا أنه «إذا كانت الشكوى قديماً من ديكتاتورية نظام مبارك، فهي اليوم من ديكتاتورية جماعة الإخوان، وإذا كان مبارك ضمن لنفسه برلماناً طيّعاً يحميه من ملاحقة قانونية، فإن مرسي انتزع لنفسه حماية من الملاحقة نفسها قبل أن يتراجع تحت ضغط الشارع عن بعض السلطات الديكتاتورية التي قرر أن يمارسها».

 

وأضاف «الخازن» في مقاله بصحيفة «الحياة» اللندنية، السبت: «أعترف بأنني أراجع أحداث مصر، فأتذكر أشياء عن تاريخ أمريكا ودستورها ورؤسائها، مثل أبراهام لنكولن، فأشهر خطاب في تاريخ أمريكا المستقلة ألقاه (لنكولن) في بيتسبرغ في 19/11/1863 فحمل اسمها، وأشهر عبارة في الخطاب كانت حديثه عن الحكومة وقوله حكومة من الشعب وبالشعب (أي جاءت عن طريقه ولخدمته)، والنموذج المصري الحالي هو دستور من الإخوان وبالإخوان وللإخوان، وكان الله يحب المحسنين».

 

وتابع أنه «كان في مصر فساد كبير أيام حسني مبارك، وهو والحمد لله انخفض أيام حكم الجماعة، من دون أن يكون لها أي دور في خفضه، فما حدث هو أنه لم يبق من مصر شيء يُسرق، ثم هناك الخلاف مع القضاة، فقد اختلف حسني مبارك مع عشرة في المائة منهم، واختلف الإخوان مع 90 في المائة يقاطعون النظام وما يمثله».

 

وأشار إلى أن «حكم الإخوان نجح في أن يحقق خلال ثلاثة أشهر فقط ما احتاج حكم مبارك إلى 30 سنة لإنجازه، أي فرض حكم ديكتاتوري يمثل حزباً واحداً، ولن أقول إن غالبية مصرية تعارضه، فهذا رأي، وإنما أعتمد على معلومة لا ينكرها سوى سلفي مصري من نوع حازم صلاح أبو إسماعيل الذي لا يزال ينكر أن والدته حملت الجنسية الأمريكية. المعلومة هي أن نصف المصريين صوّتوا مع مرشح الإخوان ونصفهم صوّت ضده، والدكتور مرسي يحاول الآن أن يفرض على النصف المعارض دستور الإخوان والسلفيين، أي القضاء على أي أمل للمصريين بمواكبة العصر، والقضاء على أملنا نحن العرب المساكين بأن نسير وراء مصر في طريق الديمقراطية والعصرنة والرخاء».

 

وتساءل «الخازن»: «أين جيش مصر الذي يُفترض أن يكون حامي الشعب والديمقراطية؟ الجيش الجديد لم يستطع أن يعقد اجتماعاً توافقياً، وأشكر الإخوان المسلمين أنهم جعلوني أتمنى انقلاباً عسكرياً للمرة الأولى في حياتي. لو تسلّم جيش مصر الحكم طوعاً أو قسراً لربما سامحه الشعب على ارتكاب (انقلاب) 1952، فقد كان هناك ملك عنده جهاز شرطة سرية واحد ويحميه قانون العيب في الذات الملكية. وجاء نظام على رأسه رجل سارت الأمة كلها لا مصر وحدها وراءه، فأقام نظاماً ديكتاتورياً مع تأميم الفكر والصناعة والتجارة، فنُكبت مصر، وقلدها العرب لينكبوا بدورهم، ولا نزال جميعاً ندفع الثمن، والفارق الوحيد بعد أشهر من حكم الإخوان أن سعر الفاتورة ارتفع في حين هبط المردود أو فَسَد».

 

واختتم مقاله قائلًا: «لا أريد أن أغلق الأبواب، وأرى أن الفرصة لا تزال متاحة لإصلاح الأخطاء المتتالية لحكم الجماعة في مصر. المصريون انتخبوا محمد مرسي رئيساً وليس المرشد محمد بديع، وعلى الرئيس أن يتصرف باستقلال تام عن الجماعة، وبما أنه مؤمن فهو لا يريد أن يُتهم بأنه يتصرف كمن أخذته العزّة بالإثم. رأينا مصير رؤساء عرب كثيرين في السنتين الأخيرتين، وسيتبعهم الرئيس السوري قريباً، إلا أنني أريد للرئيس محمد مرسي نجاحاً تقطف ثماره مصر والأمة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية