x

حقوقي: العجز المتصاعد في الموازنة يُنذر بتعريض مصر للإفلاس

الخميس 13-12-2012 11:46 | كتب: بوابة الاخبار |
تصوير : other

عقب مالك عدلي، مدير قسم العدالة الاقتصادية والاجتماعية في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، على قرار الرئيس محمد مرسي برفع الضرائب على مجموعة من السلع ثم التراجع فيه، معتبرًا أن جوهر المشكلة لا يكمن فقط في افتقاد هذه القرارات للعدالة، والتي كانت مكسباً ثورياً مركزياً، إنما تكمن أيضاً في اتخاذها في خضم أزمة سياسية عنيفة بسبب دستور تحاول به جماعة الإخوان المسلمين ورئيسها، إنهاء المرحلة الانتقالية وفق تصورات طرف واحد، قائلا إن العجز المتصاعد في الموازنة ينذر بتعريض الدولة للإفلاس.

وأشار إلى أن هدف صدور القرارات بتعديل قوانين الضرائب على الدخل والمبيعات والعقارات، هو تقديم شرائح جديدة لضريبة الدخل، كان أهمها الجمع بين المداخيل السنوية من 45 ألف جنيه إلى مليون جنيه في شريحة واحدة تخضع لسعر واحد، ويشير ذلك بوضوح إلى استمرار النهج القديم في فرض الضرائب منذ عهد وزير المالية السابق الهارب في لندن، يوسف بطرس غالي، والذي يقوم على خفض عدد الشرائح، وإخضاعها لأسعار متقاربة على نحو لا يعكس فكرة الضريبة التصاعدية، والتي ترفع بدورها الضريبة مع ازدياد الدخل السنوي.

ونفى «عدلي» في تصريحات أوردتها صحيفة «الحياة»، الخميس، أن تكون هذه القرارات المؤجلة بزيادة ضريبة المبيعات على السلع الترفيهية والمضرّة بالصحة، مثل السجائر والمشروبات الكحولية، إذ امتدت لتشمل سلعاً غذائية مثل الزيوت على أنواعها، والأسمدة والعلف والأسمنت المائي والمطهرات والمبيدات.

ورأى أن عامي الاضطراب السياسي العنيف اللذين تليا سقوط النظام السابق، أحالا الأزمات الهيكلية إلى أزمات ملحة وقصيرة المدى، على نحو يستدعي تدخلاً سريعاً للدولة لمعالجة الخلل المالي الشديد، سواء في عجز الموازنة «170 بليون جنيه وفق الحساب الختامي للسنة المالية 2011 – 2012»، أو العجز في ميزان المدفوعات وتضاؤل الاحتياطي الأجنبي، إلى درجة تنذر بعدم القدرة على توفير حاجات البلاد الأساسية من موارد الطاقة المستوردة.

وبلغة الأرقام، فإن العجز في الموازنة في الربع الأول من العام الحالي سجل 50 بليون جنيه، وإذا عمم الرقم على الثلاثة أرباع المتبقية، يكون العجز المتوقع 200 بليون جنيه، أي نحو 13 % من الناتج المحلي الإجمالي، وهي نسبة تنذر بتعرض الدولة للإفلاس.

وقال «عدلي»: «هذا العجز مع ارتفاع معدلات التضخم يصعّبان على الحكومة مهمة الوفاء بالتزاماتها أمام صندوق النقد الدولي، والتي وردت في برنامج الحكومة المقدم للصندوق بخفض العجز في الموازنة إلى 8.5 % من الناتج المحلي نهاية السنة المالية المقبلة 2013 - 2014».

وأكد على أن المشهد الاقتصادي المتعثر هو ما دفع الحكومة إلى اتخاذ هذه القرارات التقشفية الصعبة، بهدف استرضاء صندوق النقد، خصوصاً أن حكومة هشام قنديل تسعى إلى صرف الدفعة الأولى من القرض في يناير المقبل.

 واعتبر أن «الانقسام والصراع بين القوى السياسية المختلفة وارتفاع توقعات المصريين بحياة أفضل بعد سقوط نظام الرئيس السابق مبارك، سيجعل تطبيق السياسات التقشفية مكلفاً، وهو ثمن سيدفعه الرئيس وجماعته وحزبه عند الاستحقاق الديمقراطي الأول، تعديلات قوانين الضرائب وتأجيل تنفيذها تعني أن الأسوأ لم يأت بعد».

يذكر أن مرسي أصدر القانون رقم 100 لعام 2012، ويقضي برفع سعر واردات المازوت لمحطات الكهرباء من ألف إلى 2300 جنيه مصري للطن، ما يتكامل والقرارات السابقة برفع أسعار الكهرباء، ضمن سياسة خفض دعم الطاقة. وقبلها أصدر قراراً جمهورياً نصّ على تحرير سعر وقود السيارات (95 أوكتان)، وآخر بتوزيع أسطوانات الغاز بدءاً من الشهر المقبل بثمانية جنيهات، مع رفع السعر خارج البطاقة إلى 30 جنيهاً.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية