x

«الخازن»: مصر تدفع ثمن عناد «الإخوان» ومرسي مازال يعتبر نفسه عضوًا بـ«الإرشاد»

الجمعة 07-12-2012 09:45 | كتب: تامر أبو عرب |
تصوير : أحمد المصري

قال الكاتب الصحفي جهاد الخازن، إن مصر تدفع حاليًا ثمن عناد جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدًا أنه توقع الأسوأ عندما رأى على التليفزيون في أحد الأيام المرشد محمد بديع «الذي لم ينتخبه أحد»، يمشي أمام الرئيس محمد مرسي.

وأضاف «الخازن» في مقاله بجريدة «الحياة» اللندنية: «الرئيس هو المصري الأول، ويجب أن يمشي أمام الجميع، إلا أن من الواضح أن الدكتور مرسي لا يزال يعتبر نفسه عضواً في مكتب إرشاد الجماعة قبل أن يكون رئيس مصر، وهو بالتالي يحاول أن يفرض على نصف المصريين الذين لم ينتخبوه قناعاته الدينية».

وتابع: «توقعت الأسوأ أيضًا وأنا أرى مسوّدة الدستور في أيدي الجماعات الدينية ومن دون امرأة واحدة في لجنة الصياغة، وكأن نصف المصريين قاصر وبحاجة إلى من يأخذ بيده، وكنت سأتوقع الأسوأ لو أن الليبراليين والعلمانيين الآخرين واليساريين كتبوا المسودة من دون مشاركة الإسلاميين».

وتساءل «الخازن»: «هل يُعقل أن كاتباً مثلي يحتاج أن يسجل أن مصر لكل المصريين وليست للأحزاب الدينية وحدها، أو للأحزاب العلمانية وحدها؟»، موضحًا أن «نتائج الانتخابات سجلت هذا الانقسام، الذي كان يمكن تجاوزه بسعي الرئيس إلى لمِّ شمل المصريين، فلم يفعل، ووجدت أنني مضطر لأن أدخل في البديهيات، فأذكّره بأن الشبع أحسن من الجوع، والاقتصاد المصري في الأرض ولم تفعل الحكومة شيئاً لإنقاذه، أو ربما أذكّر الرئيس بأن الصحة أفضل من المرض، فلعل الحكومة تحسّن الخدمات الصحية بدلًا من أن تطلب من الناس أن يصلّوا ليشفوا».

وواصل حديثه قائلاً: «لا أريد أن يفشل الإخوان المسلمون، ففشلهم يعني معاناة إضافية لشعب مصر الذي يعاني أصلاً، ولن أكون يوماً إلا مع شعب مصر، فقد تعلمنا منه وسرنا وراءه، ولن تنهض الأمة وتأخذ مكانها بين الأمم في غياب مصر، وحتى ذلك الحين، ما أرى هو أن الرئيس محمد مرسي انتزع لنفسه سلطات ديكتاتورية وأنكر أنه فرعون، ما يعني أن التهمة خطرت بفكره. وهو قال إن السلطات مؤقتة، إلا أنني أذكر من أيام الطفولة في لبنان فرض ضريبة مؤقتة بعد زلزال في خمسينيات القرن الماضي، وتركت لبنان في أواخر السبعينيات وكانت الضريبة (المؤقتة) مستمرة.

وأضاف: «أقول إن (المؤقتة) كانت من نوع تخدير لتمر السلطات الديكتاتورية وتستمر، وتظاهر نصف المصريين احتجاجاً، وتابعت ثلاث تظاهرات كبرى لم يُقتل فيها أحد، ثم جاء الإخوان المسلمون وأنصارهم ليواجهوا المتظاهرين، فسقط قتلى وجرحى، لأن أنصار السلطة ليسوا من نوع يمكن أن يفاخر به أحد، خصوصاً المتطرفين الذين يرفضون الخروج من عصور الظلام، وكل همهم خفض سن الزواج للبنات».

وأوضح «الخازن» أن «مصر كلها تدفع ثمن عناد الجماعة، ولا أقول الرئيس، فربما كان الدكتور مرسي ينفذ أوامر من فوق، أي من مرشد الجماعة الذي يسير أمامه، والمصريون هذه المرة قُتلوا بأيدي مصريين آخرين، فيما الرئيس يقدم دستوراً يمثل نصف الشعب، ويتجاهل كل انتقاد»، مشيرًا إلى أن «الإخوان المسلمين انتظروا 80 سنة للوصول إلى الحكم وعندما وصلوا لم يصدقوا أنفسهم، وغلبت شهوة الحكم على العقل، فحاولوا من اليوم الأول أن يجعلوا مصر على صورتهم ومثالهم رغم كثرة الشواهد على أن نصف المصريين لا يريد ذلك».

واختتم قائلاً: «الديمقراطية تعددية، والأحزاب الدينية لا تتسع للطرف الآخر، وقد قلت قبل أيام إن أحمد شفيق أو عمرو موسى أو محمد البرادعي أو حمدين صباحي كان رئيساً أفضل لمصر من الدكتور محمد مرسي، وجاءت أحداث اليومين الماضيين لتثبت ذلك، فأزيد على الأسماء الأربعة محمد عصمت سيف الدولة وسيف الدين عبد الفتاح وأيمن الصياد وعمرو الليثي، وقبلهم سمير مرقص وسكينة فؤاد وفاروق جويدة، فهؤلاء استقالوا أيضاً وكل منهم يستطيع أن يكون رئيساً أفضل لمصر».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية