قال مختار نوح، القيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين، إن ما تفعله أمريكا من ضغط على مصر وتهديد بوقف المعونة، لم يأت إنقاذاً لرقبة «مرسى»، لكن للضغط على الجيش لتنفيذ اتفاقها مع الأخير بشأن سيناء ودارفور، وأشار إلى أن واشنطن تريد كسر القوات المسلحة لتساومها على تنفيذ الاتفاقات السابقة مع «المعزول».
فيما رفض «نوح» التعليق على حبس المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين «محمد بديع»، وتعيين «محمود عزت» مرشداً مؤقتاً للجماعة، وتوقع استمرار العمليات الإرهابية عدة شهور، وأكد أن كثيرين من المدنيين والجنود سيلقون حتفهم فيها، لكنها ستنتهى بانتصار الجيش، واصفاً الذين يستعجلون تطهير البلاد من الإرهابيين بأنهم لا يفهمون التكتيك العسكرى.
وأضاف:«استمرار الإخوان كجماعة، جريمة ارتكبها المشير طنطاوى، والفريق عنان». وأكد أن أحداث 30 يونيو أسقطت أحلاماً كثيرة لدول المنطقة، وكشفت عن ميلاد أمة جديدة هى السعودية بعد مواقفها مع مصر، وضيعت حلم «أردوجان» فى دخول الاتحاد الأوروبى عن طريق الاستقواء بالإخوان وإلى نص الحوار:
■ ما تعليقك على اعتقال قيادات الجماعة وعلى رأسهم محمد بديع، وتعيين محمود عزت بدلاً منه؟
- أرفض التعليق، ولا أريد الحديث فى هذا الموضوع.
■ كيف ترى العنف الذى ينتهجه أعضاء الإخوان فى جميع أنحاء الجمهورية، خاصة فى ظل تشرذم الجماعة والقبض على قياداتها؟
- أحداث العنف تتحرك من تلقاء نفسها، والخطأ كان فى البداية، رغم أنها كانت منظمة لكن بشكل خاطئ، بمعنى أن الجماعة وضعت العربة فوق قمة الجبل، ثم تركتها فوقعت وانزلقت بصورة عشوائية وارتطمت بكل الأشياء، وسارت بلا قائد، ولذلك فالجماعة لا تقود ولا أحد منها يقود، فكانت النهاية أكثر خطأً، وعندما اجتمعت قيادات الإخوان مع قوى الأفكار التكفيرية فى مؤتمر استاد القاهرة، كان قائد هذه «الملحمة» هو الرئيس المعزول محمد مرسى، الذى لم يسأل نفسه فى ذلك الوقت ما الثمن الذى ستدفعه الجماعة نتيجة هذا التحالف، ما الثمن الذى ستدفعه لصفوت حجازى، وعاصم عبدالماجد، خاصة أن كليهما ليس من الإخوان، لذلك حينما اجتمع مرسى واستقوى بهؤلاء فى مواجهة الأحزاب، كان عليه أن يدفع الثمن، فقد كانت هناك لقاءات مشتركة وقرارات مشتركة وتكفير مشترك، وظهرت على السطح لغة غير لغة الإخوان، ثم توالت الأحداث، وأصبح هذا المزيج بين الإخوان وغيرهم من التيارات الإسلامية متجمعة، حتى وصل الأمر الى اعتصام رابعة العدوية والنهضة ففقدت الجماعة السيطرة عليه، ولم تعد تعرف من ضرب من، ولا من عذب من، وأصبح المشهد عشوائياً، وأصبحت الجماعة فى حاجة إلى كل من دخل الاعتصام، خاصة فى ظل تشرذم القيادات وصعوبة السيطرة على الموقف، فـ«بديع» كان هارباً، ونفس الأمر بالنسبة لنائبه الأول محمود عزت، ونائبه الثانى خيرت الشاطر الذى قبض عليه، فأصبح الاعتصام بلا قائد، وأصبحت القيادة عشوائية، وكل شخص يفعل ما يحلو له، وبعد الفض وقعت أحداث العنف، و بدأ الغضب الذى لا يعرف أحد من أداره، وكان الجميع يقوده، ولننظر مثلا إلى مبنى المقاولين العرب فى شارع رمسيس، والمنازل القريبة من كوبرى 15 مايو، من الذى أحرقها، ومن الذى كان يلقى زجاجات المولوتوف على الناس، هم بالتأكيد توليفة من جميع التيارات، ومن ثم الدعوة للاعتصام بمسجد الفتح فى رمسيس، ولسنا نعرف من الذى قرر الاعتصام فيه، ومن الذى قرر عدم الخروج منه انتظارا لقدوم المسيرات، وعندما لم تأت المسيرات هرب الكبار وتركوا الأشخاص العاديين يلقون مصيرهم.
■ من حرق الكنائس وقام بتفجيرات سيناء؟
- نعم هذا ليس فكر الإخوان، لكن كما قلت من قبل حلفائهم من السلفيين والجماعة الإسلامية والقاعدة من التكفيريين، دور الإخوان انحسر فى التنظيم لهذا المشهد، كانوا هم المتحكمين، ثم بعد ذلك أصبحوا ضيوفاً عليه، وبالتالى من كان يريد أن يحرق كنيسة فكان عليه أن يتفضل، كأننا فتحنا الباب لتناول وجبة الإفطار، الإخوان كان ينقصها التكتيك السليم، رغم أنها جماعة منظمة، لكنها لم تكن عاقلة، فالعقل الذى كان موجودا فيها طُرد منها، عملاً بمبدأ الثقة قبل الكفاءة، وهو ما دفع بكثيرين من مفكرى الجماعة إلى الهروب منها، والموجودون الآن ليس لديهم دراية باستراتيجية التكتيك ولا بالتنفيذ.
■ يقال إن الجماعة الإسلامية هى المتهم الرئيسى فى أحداث العنف التى تقع بالصعيد، هل تعتقد أنها مستمرة فى تحالفها مع الإخوان، أم أنها تستغل الموقف لصالحها؟
ـ الساحة السياسية ستتغير خلال الفترة المقبلة، والجميع سيعيد حساباته، وأصدقاء اليوم قد يتحولون إلى أعداء، والعكس صحيح، فالاستعمار البريطانى فشل فى أن يقضى على فكرة الإسلام السياسى، كما لم ينجح كل الحكام مجتمعين فى القضاء عليه، لكن مرسى نجح فى عام واحد فى القضاء على فكرته و«قصف عمره»، بمعنى أن المشهد سيختلف فى المرحلة المقبلة، وسيواجه الإسلام السياسى أزمة مع الناس، كل ذلك حدث بسبب عدم استعانة مرسى بأهل الخبرة فى جميع تحركاته، لكنه استعان بـ«الفهلوة» والثقة فى الوقائع والزمن، وكان يظن أنه باقٍ للأبد، ولم تكن عنده دراية بأى شىء، وهناك مفاجأة لا يصدقها كثيرون هى أنه لا يوجد أى تحالف بين الجماعة الإسلامية والإخوان، لكن كان هناك استقواء، الجماعة الإسلامية ظهرت مع مرسى فى المشهد، لأن كليهما كان يحتاج الآخر، وبسبب عدم وجود تخطيط بدأ الطرفان وكأن بينهما تحالف مع أنه ليس كذلك، كل طرف كانت له أهدافه، وقد رأينا بيان الجماعة الإسلامية الذى تبرأت فيه من أحداث العنف، والإخوان أيضا قالت ذلك.
والذى صنع العنف فى الحقيقة هى حالة الفوضى التى اشترك فيها الاثنان دون تفكير، الجماعة الإسلامية ظنت أنها خبيرة، رغم أن عمرها فى السياسة عدة أيام، والإخوان ظنت أنها «فكيكة» وذكية.
■ ما مصالح الغرب وأمريكا فى دعم الجماعة والتهديد بقطع المعونة ووقف تصدير السلاح، بل ومراجعة حساباتها كاملة مع مصر؟
-ما تفعله أمريكا مجرد ضغط على مصر لا أكثر، الهدف منه إجبار المؤسسة العسكرية على تنفيذ المخططات التى سبق أن اتفقوا عليها مع مرسى، وليس لإنقاذ رقبته، أو الإخوان، وإنما الضغط على النظام الحاكم بهذه الورقة ليقول «أى»، فإذا قالها فسيقولون له «تعالى نتفق على العهود والعقود اللى اتفقنا عليها مع مرسى»، وهى المتعلقة بسيناء ودارفور.
■ هل سيقبل المصريون بعودة تيار الإسلام السياسى خاصة الإخوان للحياة السياسية؟
ـ هذه مشكلة اجتماعية كبرى تتمثل فى كيفية تحقيق حالة سلام بين الإخوان والمجتمع، وتحتاج إلى جهد وخطوات كثيرة، ولو أن الجماعة استعانت بالخبراء بمن فيهم الذين كانوا منتمين لها وانشقوا عنها، سوف تستطيع الوصول لحالة السلام تلك، لكن لو استعانت بنفس المجموعة التى أوصلتها لهذه الحال، فلن يكون هناك لا سلام ولا اتفاق ولا قبول من المجتمع، وسينتهى الأمر إلى اقتتال وحرب مع الناس مثلما حدث فى المنوفية.
■ ما خطوات تحقيق إجراءات السلام بين الطرفين؟
ـ أولا يجب على الإخوان الاعتراف بأن ما حدث كان خطأ فى الترتيب والتحركات، ثم استقالة جميع «الطقم» الذى أودى بالجماعة إلى هذا الحريق، وعلى رأسهم محمود عزت، وخيرت الشاطر، وآخرهم الذين كانوا يموجون فى «رابعة» بعبارات غير حكيمة، والتبرؤ من أقوال صفوت حجازى، وعاصم عبدالماجد، وتسليم القيادة إلى جيل آخر ممن تربوا فى مدرسة عمر التلمسانى (المرشد الثالث للجماعة) التى تدعو للوداعة والمصالحة والهدوء وعدم التكفير، وأعتقد أن الإخوان لو فعلوا ذلك فكل شىء سينقضى فى لحظة، أما الإجراءات المطلوبة من المجتمع فتتمثل فى قبوله مساهمة الإخوان والجماعة الإسلامية خاصة الذين قبض عليهم، فى الحرب على الإرهاب فى سيناء، فيكونوا بذلك قدموا خدمة للوطن تعوض وتكفر عما فعلوه، وإذا كان لدى أحدهم معلومات فعليهم أن يبلغ بها الأمن فوراً، لأن الإرهاب عدو أيضا للإخوان.
■ هل اعتراف الإخوان بالخطأ يغفر لها سفك دماء الأبرياء والإرهاب الذى نشرته فى المجتمع؟
- مثلما مات من الأبرياء، مات أيضا من الإخوان، ثم إن تحقيق السلام لا يعنى التغاضى عن الشق القانونى ومعاقبة كل من أخطأ.
■ هل ستعود الجماعة للعمل تحت الأرض؟
- الجماعة عمرها ما كانت تحت الأرض، وكان ذلك باتفاق مع الحكومة فى عهد النظام السابق، وكل شىء كان مرتب بينها وبين جهاز مباحث أمن الدولة.
■ وإذا انتهجت الجماعة خط العمل السرى، كيف يمكن الحيلولة دون ذلك، خاصة فى ظل المطالبات بمنع تأسيس أحزاب ذات مرجعية دينية؟
ـ الجماعة ستتجه مستقبلا مع غيرها من التيارات الإسلامية إلى الفصل بين العمل الدعوى والعمل السياسى لمدة عام أو عامين، ثم بعد ذلك سيتغير هذا الأمر وتتجه إلى شكل يبعث على الثقة فى المجتمع، وتكون جماعات بأسماء وأفكارغير دينية، وذلك سيكون بمثابة - قناع - للعودة مرة أخرى، أما بالنسبة للمطالبات بعدم تأسيس أحزاب ذات مرجعية دينية فهناك نص موجود من 136 سنة فى الدستور ينص على ذلك، لكن لا يتم تفعيله أبداً،لأن الحكومات لا تريد ذلك، وتستخدمته كأداة تغازل بها التيارات الدينية.
■ بما تفسر إذن إطلاق كلمة «المحظورة» على جماعة الإخوان فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، رغم ما كان من ترتيب مع أمن الدولة كما تقول؟
ـ مبارك كان يضحك على الناس ويضحك على أمريكا، وهو الذى جعل الجماعة محظورة حتى يأكل كل يوم منها، عملا بنظرية «الأسد والأرنب» التى يدرسها تلاميذ الصف الرابع الابتدائى، كان يسجن أفرادا من الجماعة كل عام، مقابل الإفراج عن عدد آخر فى العام التالى، وكانت هناك ترتيبات منظمة بينهما لخوض الانتخابات، والمعاملة فى السجون، و«حتى المحاكم العسكرية كانت بتحكم عليهم، 3 سنوات للمنتمى و5 للقيادة، مفيش مرة سنتين أو4، دايما بتصدر أحكام ثابتة»، وهذا كان يؤكد وجود اتفاق بينهما، كان الأمر أشبه بالمخرج الذى يوزع الأدوار على الممثلين، و«كل واحد يتكلم فى دوره، واللى ما يتكلمش فى دوره يتعاقب».
■ بعد فض الاعتصامات والقبض على قيادات الإخوان، هل تعتقد أن ذلك سيكون محفزا لمزيد من العمليات الإرهابية تتعاون فيها «الإخوان» مع تيارات أخرى؟
ـ العمليات الإرهابية السوداء كانت موجودة من قبل رغم أنها زادت بشكل أكبر فى الآونة الأخيرة، خاصة بعد عزل مرسى، وستكون حربا مستمرة لعدة أشهر مقبلة، وسيموت فيها الكثير من الجنود والمدنيين، وستنتهى بانتصار الجيش، وستستخدم القوات المسلحة الطائرات باتقان لأنها تعرف أن الإرهابيين قاموا بتلغيم الجبل، كما ستستخدم المدفعية وستطهر جبل الحلال تماما، لكن ذلك لن ينتهى بين يوم وليلة، فالذين يستعجلون الجيش على ذلك لا يفهمون التكتيك العسكرى.
■ لكن الإخوان موجودون فى الشارع على أنهم جماعة؟
ـ يسأل عن ذلك المشير محمد حسين طنطاوى، وزير الدفاع السابق، والفريق سامى عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، لأنهما من قررا ذلك ولا نتحمل نحن جريمتهما، عندما رفضت الجماعة تعديل وضعها لتصبح جمعية، وقالت إنها تنتظر حتى إصدار قانون الجمعيات الأهلية، وفجأة صدر تقرير المفوضين ضد الإخوان، فعدلوا الوضع خلال 24 ساعة، وجاملتهم إحدى الموظفات كحكام وأسست لهم الجمعية، ولم يعد هناك شىء فى القانون اسمه جماعة.
■ كيف ترى ضرب رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان لمعارضيه، رغم إدانته لجوء مصر للحل الأمنى ضد مؤيدى المعزول؟
- أردوجان أراد استثمار علاقته مع الإخوان فى مصر، ليصنع لنفسه مركزا تفاوضياً مع الغرب فى قضية الانضمام للاتحاد الأوروبى، وأراد أن يجعل من نفسه زعيماً كبيراً وعلى مستوى أوسع، هو لا يكتفى بزعامة تركيا والإصلاحات التى أجراها فيها، لذلك يريد أن يقف أمام الغرب وخلفه عدة دول مثل قطر والسودان ومصر وحركة حماس فى فلسطين، ليساوم بها ويستخدمها لصالحه موجها رسالة للغرب بأنكم لن تستطيعوا أن تمروا منها إلا من خلالى - الدول المذكورة - فتنصاع له أوروبا وتقول سمعاً وطاعة وتؤيده فى الانضمام للاتحاد الأوروبى، وكنا نلاحظ أنه حاول صنع زعامة من خلال قوافل الحرية التى يرسلها إلى غزة ويضحى بذلك، وحينما اعترضته إسرائيل طالبها بالاعتذار مع أن هناك علاقة صداقة حميمة بين تركيا وإسرائيل، هو لا يدافع عن عقيدة استرداد بيت المقدس، بل على العكس نجد إيران أحرص على تحرير فلسطين منه، لكن للأسف سقط حلمه بخروج الإخوان من حكم مصر يوم 30 يونيو، وأتوقع أن يخسر الانتخابات المقبلة، و«الدنيا هتتغير فى تركيا بسبب الحسابات الخاطئة التى بدأتها من سنة»، خاصة أن الذكاء السياسى الذى يتمتع به «خف شوية».
■ هل يؤثر انهيار التنظيم المحلى للإخوان على «الدولى» فى بقية الدول؟
-30 يونيو أسقط أحلاما كثيرة لدى أمريكا والغرب ومرسى باعتباره مفوض الإخوان، ولدى حماس والمستوطنين فى سيناء، لكن لا نستطيع القول إن التنظيم فى مصر انهار، لكن قبض على أعضائه، ولا يوجد ترابط بين الإخوان داخل مصر وخارجها، فالإخوان فى ليبيا مستقلون تماما، وفى الكويت أيضا، لكن الوضع مختلف بالنسبة لحماس، وتأثرها يأتى من كونها مصرة على أن تحكم منفردة فى بقعة صغيرة، هى التى حبست نفسها فيها (قطاع غزة)، ثم عجزت حكومتها على أن تلبى طلبات الشعب الفلسطينى، فأرادت أن تتوسع أفقيا حتى تحكم ما يسمى بالبلد، هى تحكم - مدينة صغيرة- اسمها غزة، هذه المدينة بدأت الآن «تتخنق» لذلك تريد التوسع على حساب مصر، فأحلامها فى التوسع ضاعت، أمريكا أيضا كانت تحلم بقيام تنظيم مسلح فى سيناء يبادل التنظيم الرسمى المصرى المعارك بالسلاح والصواريخ، ثم تتدخل فتصلح بينهما وتعيد تقسيم المنطقة، كل ذلك ضاع، السودان أيضا ضاعت أحلامها فى أن تأخذ حلايب وشلاتين مقابل أن تعطى لأمريكا وإسرائيل وحكومة الجنوب دارفور، كل ذلك سقط، إذن تشكلت لدينا مجموعة من «الضياع المشترك للأحلام المشتركة»، وحدث ميلاد لأمة جديدة متمثلا فى موقف السعودية، فالحديث عن تنويع مصادر السلاح يعد بداية جديدة، وتحالف الإمارات والكويت والبحرين بداية موفقة، وخرج من هذا السيناريو قطر، خاصة أنها تلعب منفردة فى القاعدة الأمريكية العسكرية.
■ هل أحداث رفح الأخيرة التى راح ضحيتها 25 جندياً كانت انتقاما من أحداث أبوزعبل التى راح ضحيتها 36 سجينا من الإخوان؟
- ما حدث فى أبو زعبل لا علاقة له برفح، لأنه سيحدث كل يوم، وسننتظره غدا وبعد غد، إلى أن يبدأ الجيش رصد كل البؤر الإرهابية وينقض عليها مرة واحدة.
■ توقعت فشل مرسى وزوال الجماعة منذ البداية، إلى أى شىء استندت؟
- نعم توقعت ذلك فى اليوم الثانى لإعلان فوز مرسى، لأن الإخوان لم يستعينوا بالخبرة ولا يعرفون شيئاً عن الممارسة، فكان من الطبيعى أن تقع أحداث تسمى فى علم الأزمة «التراكم»، ويعنى أنه إذا ترتبت أزمات وتوالت نصل إلى مرحلة عدم القدرة على الحل، فوقع الإخوان فى أزمة تلو الأخرى، وصار مرسى يعالج الأزمة بأخرى، لأنه لا يملك عقلية الإدارة، وعندما قرر تعيين مستشارين اختار الذين يثيرون مشاكل، وليس الذين يحلوها، وبالتالى تعقد نظام الحكم، ثم لم يجتمع بهم، ولم يرحب بأى أفكار منهم، فأصبح الحكم بيد فرد واحد هو مكتب الإرشاد الذى بدوره أدار دولة مثل مصر دون تنوع عقول، فأصبح «يرّكب أزمة على أخرى» وأكبر مثال على ذلك عندما كان الكل يطالب بسحب الثقة من مرسى، قرر تعيين 17 محافظا من الإخوان، «كل محافظ منهم أزمة لوحده».
■ هناك جبهات داخل ما يسمى تحالف دعم الشرعية ترى ضرورة وقف العنف خاصة حزب الوسط والبناء والتنمية، فى حين أن الإخوان مازالت مصرة على موقفها من التصعيد، هل تتوقع انهيار التحالف؟
ـ أرفض الإجابة عن السؤال.
■ محاولة اقتحام السجون فى 14 أغسطس يعيدنا لاقتحامها فى 28 يناير 2011، هل يعنى ذلك أن الإخوان متورطون فى تلك الأحداث؟
- الذى شاهد التحقيق الذى أجراه المستشار خالد محجوب، رئيس محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية، يتعلم منه كيف يكون التحقيق، فإذا أجريت التحقيقات منذ يناير وحتى الآن بصورة جادة كنا تجنبنا شر الظنون، وأفضل ألا أقول رأيى فى هذا الموضوع حتى الانتهاء من التحقيقات.
■ جميع ثورات الربيع العربى أسفرت عن صعود تيارات الإسلام السياسى للحكم، هل أحداث 30 يونيو فى مصر، بداية انهيار الحكم الإسلامى فى تلك الدول؟
- لا، لكن المشكلة الحقيقية أن الإخوان فى كل البلاد التى اندلعت فيها ثورات لم يقدموا جديدا للناس، ما عدا تركيا قدمت إصلاحات لكنها لم تكن باسم الإسلام وإنما باسم العلمانية، الجماعة قدمت شعارات عريضة، ولم نشاهد أى تغيير أو مشروع اقتصادى ولا حتى تخفيض سعر الأرز، بل الوضع كان أسوأ. الإسلام السياسى سقط ليس بسبب 30 يونيو لكن بسبب أن كلمة الإسلام فى الوطن العربى كتبت ببنط كبير على لافتة كبيرة لا أكثر ولا أقل، دون أى تطبيق لما يحمله الإسلام من معنى.