كشفت مصادر مطلعة غربية، أن القياديين بجماعة الإخوان المسلمين محمد علي بشر وعمرو دراج، اجتمعا مع سفير الاتحاد الأوروبي في مصر جيمس موران، أكثر من مرة خلال الأيام الماضية، وذلك لبحث مستقبل «الجماعة» في الفترة المقبلة.
وشددت المصادر على وجود رغبة مشتركة من الطرفين في إيجاد صيغة تسوية لأزمة الإخوان المسلمين الحالية، والمتعلقة بإيقاف حملة الاعتقالات لكل رموز الجماعة، وإمكانية الدخول في اتفاق مع السلطة الحالية.
وأكدت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها، أن «(بشر) و(دراج) أكدا لـ(موران) إمكانية قبولهم بعزل محمد مرسي، وتراجعهم عن هذا المطلب وتفهمهم الكامل للوضع السياسي الذي يمنع عودته الي السلطة، مشترطين إظهار حسن النوايا. وأنهم ليس لديهم مانع من التفاوض حول مبادرة الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، والذي امتدحة (دراج) بالقول إنه (أحد العقلاء في السلطة الحالية)».
وأضافت أن: «(موران) أكد للقياديان أن عدم الدخول في مفاوضات في الوقت الحالي سيؤدي إلى تكبد (الجماعة) مزيد من الخسائر وينتقص من نفوذها وقوتها لدى السلطة الحالية ويقودها إلى مصير مجهول، فيما أكد (بشر) له أن (إيقاف حملات الاعتقالات للقيادات والإفراج عن (المرشد) سيجعلنا ندخل في مفاوضات حول مبادرة نائب رئيس الوزراء دون وضع اشتراطات أو عراقيل حولها».
وتابعت: «هذه الاجتماعات الأخيرة بين (موران) وقيادات (الإخوان) جائت برغبة (لجنة الشؤون الخارجية) في البرلمان الأوروبي، والتي أكدت لسفيرها في مصر بحث كيفية إعادة الأوضاع المضطربة في البلاد إلى المسار نحو الديمقراطية، وبحث السبل الممكنة لدمج (الإخوان) في الحياة السياسية، ومحاولة التوسط للسلطة الحالية للإفراج عن القيادات الإخوانية».
من جانبه، رفض محمد علي بشر، التعليق على حدوث هذه الاجتماعات، قائلاً: «نحن نلتقي كل الأطراف، وليس هناك مبادرة حقيقة تستهدف الخروج من الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد».
وأضاف لـ«المصري اليوم»: «لم أتدخل في أي وساطات مع السلطة الحالية، ولاتوجد اجتماعات بيني وبين قيادات (الجماعة)، ولاأعرف أي جديد عن القيادات المعتقلة».
وقال ستيفين كليمنز، مدير مركز «أمريكا الجديدة»، أحد المؤسسات البحثية المقربة من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إن: «نفوذ الاتحاد الأوربي في إيجاد حل للمشكلة المصرية المتمثل في إيجاد صيغة تسوية ودمج لـ(الإخوان) في الحياة السياسية، مرتفعة عن الولايات المتحدة».
وأضاف، في تصريحات لـ«المصري اليوم» أن: «نفوذ إدارة (أوباما) بدأ يتراجع عن الفترة الماضية، والاتحاد الأوروبي هو من يملك القدرة على الوساطة والتوسط بين (الجماعة) والسلطة».
وتابع أن: «ادارة (أوباما) تبحث إيجاد صيغة تسوية ودمج لـ(الإخوان) في الحياة السياسية»، مشددًا على أن «إدارة (أوباما) تدرك أن غياب (الإخوان) عن المشهد السياسي، سيقودها إلى العودة من جديد للعمل السري تحت الأرض».
وكان الاتحاد الأوروبي، قد أصدر بيان مؤخرًا طالب فيه بالإفراج عن كل المعتقلين السياسيين في مصر.