قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم الاثنين إن الولايات المتحدة قامت بفتح جبهة "سرية" ثالثة في اليمن لتعزيز عملياتها ضد تنظيم القاعدة وذلك بالتوازي مع الحربين الذين تخوضهما واشنطن في العراق وأفغانستان.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤول كبير سابق في وكالة الاستخبارات المركزية CIA قوله إن الوكالة بدأت قبل عام في إرسال العديد من كبار عملائها الميدانيين العاملين ذوي الخبرة في مكافحة الإرهاب إلى اليمن.
ونقلت الصحيفة عن ضباط عسكريين كبار لم تسمهم أن عددا من قيادات العمليات الخاصة في الجيش الأميركي قاموا خلال الفترة ذاتها بالبدء في تدريب قوات الأمن اليمنية على أساليب مكافحة الإرهاب.
وأضافت أن وزارة الدفاع (بنتاغون) سوف تقوم بإنفاق ما يزيد على 70 مليون دولار على مدار الـ 18 شهرا القادمة مع استخدام فرق من القوات الخاصة لتدريب وتجهيز الجيش اليمني ووزارة الداخلية وقوات حرس السواحل مشيرة إلى أن هذه المبالغ تشكل ضعف المساعدات العسكرية الأميركية السابقة لليمن.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي يسعى فيه المحققون الأميركيون للتعرف على حقيقية حصول شاب نيجيري متهم بمحاولة تفجير طائرة أميركية في يوم عيد الميلاد على تدريب من قيادات القاعدة في اليمن فإن هذه المؤامرة تلقي الضوء على "العلاقة المعقدة لإدارة أوباما مع اليمن".
وقالت إنه في ظل المخاوف الراهنة من تنامي الحركات الأصولية في الصومال وشرق أفريقيا القريبة من اليمن فإن مسؤولين في إدارة أوباما والكونغرس قالوا إن اليمن قد تصبح المركز العملياتي والتدريبي القادم لتنظيم القاعدة بالتوازي مع المناطق القبلية في باكستان التي يعمل بها قادة التنظيم.
وأضافت أن العلاقة بين واشنطن وصنعاء وصلت إلى مرحلة مهمة عقب زيارات سرية قام بها رئيس القيادة المركزية الوسطى الجنرال «ديفيد بيترايوس» ومستشار الرئيس «أوباما» لمكافحة الإرهاب «جون برينان» في الصيف الماضي.
وأشارت إلى أن الرئيس اليمني «علي عبد الله صالح» وافق خلال هذه الزيارات على "مساعدات أميركية موسعة معلنة وسرية" وذلك إثر ضغوط متزايدة من الولايات المتحدة والدول المجاورة لليمن لاسيما السعودية التي فر منها العديد من عملاء القاعدة وانتقلوا إلى اليمن، بحسب الصحيفة.
ونقلت شبكة تليفزيون Fox News الأميركية عن السيناتور المستقل «جوزيف ليبرمان» رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشيوخ قوله إن "اليمن أصبحت واحدة من مراكز القتال" ضد القاعدة.
وأضاف «ليبرمان» أن الولايات المتحدة "لديها تواجد متنام في اليمن" مشيرا إلى أن هذا التواجد يكون في صورة عمليات خاصة واستخبارات.
وكانت القوات اليمنية قد شنت على مدار الأسبوعين الماضين غارات جوية بمساعدة أميركية ضد مواقع لتنظيم القاعدة، إلا أن مسؤوليين يمنيين يقولون إنه بالرغم من نجاح هذه الغارات فإن الكشف عن دور أميركي فيها أوجد تعاطفا مع القاعدة من جانب رجل الشارع في اليمن.
يذكر أن هذه الغارات قد أسفرت عن مقتل عدد من أعضاء تنظيم القاعدة ومن بينهم «أنور العولقي» الذي يحمل الجنسية الأميركية والذي تشتبه السلطات الأميركية في ارتباطه بتنظيم القاعدة وصلته بالضابط الأميركي «نضال مالك حسن» الذي قتل 13 شخصا في إطلاق نار داخل قاعدة فورت هود الأميركية بولاية تكساس.