رفضت صنعاء استقبال وفد إيراني، عالي المستوى، برئاسة وزير الخارجية «منوشهر متقي»، كان بصدد القيام بزيارة رسمية لليمن.
وأكدت مصادر يمنية مطلعة في تصريحات لصحيفة «الوطن» السعودية أوردتها في عددها اليوم الخميس، أن رفض اليمن استقبال متقي، الذي يعد الثاني خلال أقل من شهرين، جاء كرد من الحكومة اليمنية على تصعيد السلطات الإيرانية للأزمة الناشبة بين البلدين بإطلاق اسم «حسين بدر الدين الحوثي» على أحد الشوارع الرئيسية بطهران، وهو ما عزز من القناعة اليمنية بتورط إيران في دعم تمرد الحوثيين.
وأرجأت صنعاء زيارة كانت مقررة لمتقي إلى اليمن في 19 أكتوبر الماضي للأسباب نفسها.
وأشارت المصادر ـ التي طلبت عدم ذكر أسمها ـ إلى أن الموقف اليمني يأتي كرد فعل على تجاهل السلطات الإيرانية لأدلة قدمتها الخارجية اليمنية لطهران تثبت تورط مؤسسات دينية إيرانية في تقديم دعم مباشر للحوثيين وعدم مبادرتها باتخاذ أية إجراءات رادعة، ما أثار استياء رسميا وشعبيا في اليمن عبر عنه خروج مسيرات جماهيرية في صنعاء تطالب بطرد السفير الإيراني لدى اليمن.
في السياق نفسه، حذر «علي ناصر محمد» الرئيس الأسبق لما كان يعرف بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية (قبل الوحدة) من خطورة الأوضاع التي تمر بها اليمن حاليا، كما حذر من نشوب حرب أهلية نتيجة الأزمة الحالية، ودعا إلي الحوار، مؤكدا أن لغة الحرب لا تحل مشكلة بل تعمق الجراح.
وقال في مقال بمناسبة الذكري الثانية والأربعين لاستقلال الجنوب عن الاستعمار البريطاني، "إن اليمن يعيش ظروفا استثنائية حاليا عنوانها دق ناقوس الخطر قد تؤدي إلي اندلاع حرب أهلية إذا ما استمرت الأوضاع والتطورات الحالية في الشمال والجنوب والتضييق على الحريات العامة والخاصة".
وأضاف أن ما يجري في البلاد يعد تحديا صارخا لاتفاقيات الوحدة والهامش الديمقراطي والحياة السياسية، معربا عن أسفه لما للمستجدات "المتعاظمة" في عدة مناطق باليمن، وما حدث من اعتقالات "عشوائية" وحصار عسكري وأمني لمدينة عدن
بمناسبة عيد الاستقلال، معتبرا أنها تعبر عن أزمة عميقة تضع الوطن على حافة الانهيار وتستدعي من الجميع استشعار الخطر المتفاقم والتعامل بمسئولية عالية.
على الصعيد الميداني، تمكنت قوات الجيش والأمن اليمنية من السيطرة علي عدد من تباب "القلة" والعديد من المناطق الاستراتيجية المطلة علي طريق سفيان الجوف شمال اليمن في المواجهات التي جرت مع العناصر الحوثية خلال الساعات الماضية والتي أسفرت عن مصرع عدد من القيادات الميدانية للمتمردين.
صرحت بذلك اليوم الخميس مصادر بالسلطة المحلية في محافظة "صعده" شمال اليمن، وقالت: "إن وحدات القوات المسلحة والأمن تمكنت من تدمير عدد من أوكار عناصر الإرهاب والتخريب "الحوثية" في محور "سفيان" وألحقت بها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات من بينهم عدد من العناصر القيادية الميدانية".
وفى محور «صعده» دمرت وحدات من القوات المسلحة والأمن العديد من المواقع والأوكار الإرهابية وأحبطت عددا من محاولات التسلل لعناصر الإرهاب والتخريب إلى بعض المواقع العسكرية والأمنية ودمروا آلياتهم كماأحبطت عمليات لتلك العناصر لزرع ألغام ومتفجرات ودمرت وحدات أخري عددا من السيارات التابعة للعناصر الإرهابية في منطقتي سبهلة والمحرق بصعده.