«استقصر أحسن وهاتها البر.. أحسن لك
وامشي في طريق الهدى والبر.. أحسن لك
هو انت فاكر مايوجدش أحد غيرك
تلقى الزمن صعب ياما بهدل ألوف غيرك
وحسن سيرك مع المخاليق.. أحسن لك»
بهذا الموال يظهر الحاج محمد عيسوي، أحد الوجوه في فيلم «العاصمة السرية»، أحد الشخصيات الحقيقية التي يرصد الفيلم التسجيلي من خلالها «ثورة يناير» في الريف المصري، واختياره لهذا الموال الشعبي ليرويه في الفيلم، ليكون رسالته إلى الحاكم.
في 28 دقيقة هي مدة الفيلم التسجيلي، تُروى قصة قرية «منية المرشد» مع الثورة، القرية الواقعة في محيط بحيرة البرلس بكفر الشيخ، والتي يمثل الصيادون أغلب سكانها.
الفيلم كما قال مختار شحاتة، كاتب سيناريو ومخرج الفيلم، للمصري اليوم « جزء من مشروع (العاصمة السرية) والمكون من كتاب بنفس الاسم شارك في كتابته شباب من القرية، منهم سيد الجزايرلي ومحمد سعد شحاتة وسعيد حامد شحاتة ومحمود أبو راجح وعبير حماد وخليل محمد وعبد الفتاح شحاتة»
ويتضمن المشروع أيضًا رواية «العاصمة السرية» لمختار شحاتة، وتدور حول أحداث متخيلة في مستقبل قرية «منية المرشد»، ولا تخلو من أساطيرها القديمة.
يروي مختار شحاتة رحلة الفيلم منذ بدء تصويره: «بدأنا التصوير في 10 فبراير 2011، وأنهيناه بعد انتهاء انتخابات الرئاسة يونيو 2012، وجمعنا حوالي 48 ساعة تصوير قبل المونتاج، ويرصد الفيلم احتجاجات أهالي القرية المتتالية، ضد رئيس مجلس مدينة «مطوبس» التابعة له القرية، ونجاحهم في إقالته، وضغطهم على مجلس القرية والمدينة لإعادة توزيع حصص الخبز وأنابيب البوتاجاز، ومحاولاتهم لمنع السرقات المتكررة والتعديات على بحيرة البرلس، وتحويل جزء من مساحتها المائية إلى أراض ومزارع، تزامنًا مع الفراغ الأمني بعد الثورة»
أيضًا يوثّق الفيلم لمشاركة مجموعة من شباب القرية في الثورة عبر أحداثها المستمرة منذ يناير 2011، ووجودهم في القاهرة في «التحرير» و«أحداث محمد محمود» و«أحداث مجلس الوزراء»، ويحاول تصنيف «حزب الكنبة» في القرية والبحث عن أسباب عدم مشاركة البعض في الأحداث، أو رفضهم للثورة.
وحول تسمية «العاصمة السرية»، يوضح «شحاتة» هي «الريف المصري والعمق الذي يمثل الضامن الوحيد لميادين التحرير في مصر كلها، وإذا أُكِلت الثورة؛ فسيكون هذا عن طريق السيطرة على هذا العمق المتمثل في الريف».
الفليم من المقرر عرضه للمرة الأولى في مركز «الكابينة» بالإسكندرية، يناير المقبل، وهو الفيلم الثاني لمختار شحاتة وصامولي شيلكه، المصور ومساعد المخرج، فقد سبق لهما إنتاج فيلم «الناحية التانية» الذي شارك في «مهرجان برلين» 2010 وحصل على جائزة أحسن سيناريو للهواة، وشارك صامولي شيلكه في «العاصمة السرية» بالتصوير والترجمة، وقام بالمونتاج ماجد مكرم، وبالتصوير محروس عبد الرؤوف