x

النيابة والشرطة تحددان هوية 72 من المتورطين فى «مذبحة كرداسة»

الثلاثاء 20-08-2013 21:34 | كتب: عصام أبو سديرة, محمد القماش, محمد علي الدين |
تصوير : سمير صادق

كشفت مصادر مسؤولة بمديرية أمن الجيزة، الثلاثاء ، أن تحريات فرق البحث الجنائى، وجهاز الأمن الوطنى، وتحقيقات النيابة العامة، حددت هوية 72 من المتورطين فى أحداث مجزرة قسم شرطة كرداسة بالجيزة، التى وقعت الأسبوع الماضى، وأسفرت عن مقتل 16 من ضباط وأفراد القسم، بينهم مأمور المركز العميد محمد جبر، واللواء مصطفى الخطيب، مساعد فرقة شمال الجيزة.

وقالت المصادر إن التحريات أكدت أن 8 من المتهمين متورطون فى ارتكاب الأحداث، بالتخطيط لارتكاب الواقعة قبلها بأيام، واستخدام عناصر مسلحة من قرى كرداسة وناهيا، فى الهجوم على القسم بقذائف الـ«آر بى جيه» والأسلحة الآلية، واقتحام مبنى القسم وقتل ضباطه وأفراده، والتمثيل بجثثهم، وتصويرهم بالهواتف المحمولة، وكذلك تحريض مئات المواطنين من أهالى كرداسة بالمشاركة فى الأحداث.

وأضافت المصادر أن أجهزة الأمن حددت هوية عشرات المتهمين المشاركين فى الأحداث، من أصل 72 متهما من المشاركين، وتعمل أجهزة الأمن الوطنى، والمباحث العامة وتحقيقات النيابة العامة، على التحقق من هوية باقى المتهمين، مشيرة إلى أن الـ8 رؤوس المدبرة للمجزرة ينتمون لجماعات جهادية وجماعة الإخوان، وأنهم مقيمون بعدة أماكن بالجيزة، منها قرية كرداسة الأم، وبعض القرى المحيطة بها، وأن من بينهم متهمين اثنين من خارج محافظة الجيزة، وأن أحدهم صدر له قرار بالعفو الرئاسى، إبان حكم مرسى.

وتابعت المصادر أن الأجهزة الأمنية بالجيزة، بإشراف اللواءات محمد الشرقاوى، مدير الإدارة العامة للمباحث، ونائبه محمود فاروق، ومجدى عبدالعال، مدير البحث الجنائى، والعميد وجدى عبد النعيم، مفتش مباحث شمال الجيزة، شكلت فرق بحث، وأكمنة ثابتة ومتحركة فى نطاق محافظة الجيزة، بالتنسيق مع القوات المسلحة، ومصلحة الأمن العام وجهاز الأمن الوطنى، والعمليات الخاصة بالأمن المركزى، لضبط المتهمين خلال ساعات، بعد استصدار أذون النيابة العامة بضبطهم وإحضارهم، وأن خطة أمنية وضعت لرصد المتهمين وتضييق الخناق عليهم، على مدار الساعة.

وقالت مصادر أمنية مسؤولة بمديرية أمن الجيزة، إن الأجهزة الأمنية حددت اختباء العشرات من المتهمين الـ72 المشاركين فى الواقعة، داخل كرداسة، وحيازتهم أسلحة نارية وآلية، تحسبا لقيام قوات الأمن بمداهمة أماكن الاختباء والمنازل، وأشارت المصادر إلى أن المعلومات الواردة بشأن حيازة المتهمين أسلحة ثقيلة، تأتى فى إطار الحرب النفسية التى تنتهجها العناصر الإرهابية والمحرضة، بغرض تحذير الأمن من مداهمة المنطقة، وأن احتمالية حيازتهم بعض القطع الثقيلة كـ«الآر بى جيه»، والقنابل اليدوية قائمة، مشيرة إلى أن قوات الأمن عايشت مثل هذه التهديدات فى أجواء اعتصام ميدان نهضة مصر.

وأضافت المصادر، أن أجهزة الأمن تواصل فحص المعلومات الواردة بشأن قيام بعض المتهمين داخل المدينة باتخاذها كنقطة ارتكاز، بدلا من محاولة هروبهم، وقيامهم بترويع بعض الأهالى وشهود العيان، وتهديدهم فى حال الإبلاغ عنهم أو عدم التعاون معهم، وكذلك قيام بعض أسر المدينة، بمغادرة القرية.

وقالت المصادر، إن النيابة واصلت تفريغ الفيديوهات المتداولة بشأن الواقعة، التى كشفت عن هوية العديد من الأشخاص المشاركين، وأن تفريغ الفيديوهات وفر معلومات مهمة ساعدت أجهزة البحث فى التوصل لهوية المشاركين، خاصة أرقام السيارات، التى وردت فى الفيديوهات، وأضافت أن شهود عيان على الواقعة، بدأوا فى التخلص من مخاوفهم، والمثول أمام النيابة للإدلاء بشهاداتهم، مشيرة إلى أنه لايزال العشرات من الشهود خائفين من تهديدات المتهمين المتواجدين بكرداسة، وأن النيابة انتهت من سماع أقوال الأفراد والضباط الناجين من الأحداث.

وقالت مصادر قضائية مطلعة على سير التحقيقات، إن المتهمين الـ8، ينتمون إلى جماعة الجهاد، المتواجدة بشكل كبير بمنطقتى كرداسة وناهيا، وأن جهات التحقيق تنتظر استكمال تحريات البحث الجنائى، وورود تحريات الأمن الوطنى، لإصدار قرارات ضبط وإحضار المتهمين الثمانية، بالإضافة إلى حوالى 72 متهما، أكدت التحريات الأولية مشاركتهم فى الأحداث، وأن النيابة تحفظت على معظم أسمائهم، خشية فرارهم من جهات الأمن.

وقامت النيابة بمطابقة صور المتهمين المطلوب ضبطهم وإحضارهم، مع صور الفيديوهات التى تسلمتها من جهات أمنية واتحاد الإذاعة والتليفزيون والفضائيات، فتوصلت إلى هوياتهم، وذلك بعدما تعرف عليهم شهود الرؤية الذين أدلوا بأوصافهم أمام النيابة، وسمى بعضهم بالاسم فور رؤيتهم صورهم، التى كانت بحوزة الأمن الوطنى، نظرا لنشاطهم الدينى المتطرف.

واستمع أحمد ناجى، ومحمد مكى، وكيلا النيابة، لأقوال ضابط ومجند، من المصابين، أحدهم مصاب بطلق نارى فى الكتف والآخر بطلقات خرطوش، فور تماثلهما للشفاء وخروجهما من مستشفى الشرطة بالعجوزة، إذ أكد الضابط أنه تمكن من الفرار بمعرفة صديق له من الأهالى، وتخفى فى زى مدنى، مشيرا إلى أن بداية الأحداث اندلعت فى تمام الساعة 8 صباحا، أثناء قيام المتهمين بالدخول فى مشادات كلامية مع ضباط وأفراد الأمن بمركز شرطة كرداسة، ثم تتطور الأمر إلى القيام بإطلاق الرصاص والخرطوش، بعد الساعة 2 ظهرا، إبان محاولة قوات الأمن تفريقهم عن طريق إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.

وتابع قائلاً: «هؤلاء المتهمون قاموا باستدعاء آخرين، عددهم نحو 200 شخص، من الملثمين والملتحين، وتم اقتحام مركز الشرطة، عقب القصف بالأسلحة الخارقة للحوائط، وفوجئنا بسقوط الجدران من فوقنا، وحاولنا الفرار، لكنهم استهدفوا قيادات الضباط الذين يعرفونهم بالأسماء».

وأكد مجند الشرطة، فى أقواله أمام النيابة، أنه شاهد هؤلاء الملثمين، وكانوا بحوزتهم أسلحة آلية ورشاشة، أثناء اقتحامهم لمركز الشرطة، فأصدروا أوامرهم لنا بالانصراف دون التعرض لأحد منا، فى حين قاموا بإطلاق وابل من الرصاص فى اتجاه الضباط والمأمور ونائبه ومعاونى المباحث، وبعض أفراد وأمناء الشرطة، الذين حاولوا مقاومتهم بشراسة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية