قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز»، الأمريكية، إنه إذا كان الربيع العربي لم ينجح في جلب الديمقراطية إلى الشرق الأوسط، فإنه أكد بوضوح «زيف الأوهام» الخاصة بحجم النفوذ الأمريكي على عدد من الحكومات العربية، وأن مصر مثال على صحة كلامها.
وأشارت الصحيفة إلى محاولات إدارتي الرئيسين الأمريكيين، جورج بوش وباراك أوباما، قبل عام 2011، توجيه الرئيس الأسبق، حسني مبارك، صوب الديمقراطية، إلا أنه تجاهل تلك المحاولات، وأضافت أنه حتى عندما ناشدت إدارة أوباما، الرئيس المعزول، محمد مرسي، بأن يجعل حكومة جماعة الإخوان المسلمين أكثر شمولاً، فما كان منه، هو الآخر، إلا أن تجاهل هذه المناشدات.
وتابعت الصحيفة الأمريكية: «والآن تتوسل الولايات المتحدة إلى الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ووزير الدفاع ونائب أول رئيس الوزراء، للامتناع عن اللجوء للقوة»، متسائلة عما إذا كان «السيسي» سيستجيب أم لا.
وتساءلت «لوس أنجلوس تايمز»، في تقرير نشرته، الأحد، عما حل بنفوذ أمريكا كقوة عظمى، قائلة: «إذا كان ثمة مؤسسة في العالم العربي يتوقع أن يظهر فيها نفوذ الولايات المتحدة أكثر من غيرها فهذه المؤسسة ينبغي أن تكون حكومة مصر، التي تتلقى مساعدات أمريكية بقيمة 1.6 مليار دولار سنويًا».
وأوضحت أن هناك عاملين وراء تراجع النفوذ الأمريكي المكتسب بفضل توزيع المعونة، وهما قلة المال، وزيادة المنافسة، حيث إن قيمة المعونة المقدمة إلى مصر لم تعد تكفي لشراء ما كانت تشتريه من قبل، مشيرة إلى أن القوة الشرائية لحجم المعونة اليوم يعادل نحو ثلث قيمتها عام 1986.
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن «السيسي» وغيره من المصريين يدركون هذه الحقيقة جيدًا، غير أن الساسة في أمريكا يبدون حالة من اللامبالاة، هذا فيما يتعلق بالعامل الأول، ومضت تقول: «أما العامل الثاني، فيتمثل في اضطلاع قوى أخرى بسد الثغرة التي خلفتها قلة قيمة المعونة الأمريكية، ومن بين هذه القوى السعودية والإمارات والكويت، فقد تلقت مصر على مدى الشهر الماضي مساعدات اقتصادية من تلك الدول تبلغ قيمتها 12 مليار دولار بهدف مساعدة النظام الجديد على الاستقرار».
وقالت الصحيفة إنه إذا كانت المساعدات تصنع نفوذًا، فإن قيمة المساعدات الخليجية تربح بسهولة قيمة نظيرتها الأمريكية، لافتة إلى أن هذه الدول لها أجنداتها الخاصة، حيث إنها تخشى من المد الإخواني، كما أنها لا تأبه بعودة الديمقراطية، وستكون سعيدة للغاية إذا لجأ «السيسي» إلى استخدام القوة، بحسب الصحيفة.
وأشارت إلى لجوء الساسة في أمريكا، على مدى عامين، إلى التلويح بقطع المعونة عن مصر ما لم تتغير الأحوال، قائلة إنهم «لم يجرؤا أبدًا على قطعها»، وشددت على أن الوضع هذه المرة لن يختلف كثيرًا، ونفت أن يكون ذلك معناه أن الولايات المتحدة باتت بلا نفوذ على مجريات الأحداث بالعالم العربي، وإنما يعني تراجع هذا النفوذ عما كان يظن الأمريكيون.
من جانبها، قالت شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأمريكية، إن واشنطن باتت مضطرة خوض صراع صعب للغاية لإصلاح سمعتها في المنطقة، مضيفة أن المشاعر المعادية للولايات المتحدة تتزايد على جانبي الانقسام السياسي في مصر، كما أن حالة الاستياء تجاه سفيرتها لدى القاهرة، آن باترسون، وصلت لأعلى مستوى لها، على الإطلاق.