عقد عضو الكونجرس الأمريكى، جون ماكين، الثلاثاء، لقاءين منفصلين، الثلاثاء، الأول مع عدد من القوى السياسية المدنية والدينية بينهم الدكتور عماد عبدالغفور، رئيس حزب الوطن السلفى، ونائبه يسرى حماد، السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، ورامى لكح، عضو مجلس الشعب السابق، وإسراء عبدالفتاح الناشطة السياسية، وإيهاب رمزى، عضو مجلس الشعب السابق، واللقاء الآخر كان مع وفد من تحالف دعم الشرعية، ضم الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء السابق، وأحمد فهمى، رئيس مجلس الشورى المنحل، بأحد فنادق القاهرة، واستمر كل منهما ساعة.
وكشف مصدر مقرب من الإدارة الأمريكية، أن ماكين، بحث مع قنديل وفهمى، آليات تعطيل الخارطة الانتقالية للبلاد عن طريق الاعتصامات وتصعيد سقف المطالب، وعدم التنازل عنها بسهولة.
وقال المصدر، طلب عدم نشر اسمه، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، إن ماكين أكد خلال الاجتماع أن الهدف الأساسى من زيارته للقاهرة إبقاء الإسلاميين فى المشهد لتمكينهم من معارضة النظام الجديد، كما شدد على سعيه وضغطه على الإدارة الأمريكية للإفراج عن قيادات جماعة الإخوان، وأعرب عن استشعاره أن أمريكا فى مأزق لانهيار طرف عولت عليه فى بناء شراكة مع القوى الدينية السياسية فى الشرق الأوسط.
وأوضح إيهاب رمزى، نائب رئيس حزب المؤتمر، أن اللقاء الذى تم بناء على دعوة وجهت لهم من السفارة الأمريكية، فى محاولة لعمل حوار بين القوى السياسية والإخوان، وحاول خلاله ماكين إقناع القوى السياسية بمشاركة الإخوان فى الحياة السياسية مرة أخرى، والإفراج عن قيادات جماعة الإخوان المسجونين، إضافة إلى الإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى.
وأضاف «رمزى»، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «ماكين كان يريد فرض هذه المطالب وأن مبرراته هى المعونة وإنهاء الاعتصامات والاستقرار فى الشارع، وهو ما واجهناه بترد شديد، وقلنا له لا يمكن أن يفلت مجرم من العقاب ولا يجوز أن تطلب بالإفراج عن متهم تتم محاكمته، فهل لو طلبنا منكم الإفراج مثلا عن عمر عبدالرحمن هل ستوافق، فكان رده من حقك أن تطلب والمهم من سينفذ هذا الطلب».
وتابع: «شدد ماكين على أن فض اعتصام أنصار مرسى فى رابعة العدوية أو النهضة بالقوة سيؤدى إلى قطع العلاقات بين أمريكا ومصر، وقطع المعونة، فقلنا له إن قطع المعونة لا يهمنا فهناك دول كثيرة تريد أن تعطينا معونات، أما قطع العلاقات فهو أمر خاص بكم ونحن لا نسعى إليه».
ولفت إلى أن جهاد الحداد، المتحدث باسم جماعة الإخوان، وعماد عبدالغفور، المستشار السابق للرئيس المعزول، كانا بين الحاضرين وحديثهما كان واحدا ذكروا فيه أن ما حدث انقلاب عسكرى، وطالبوا بعودة الشرعية والإفراج عن المعتقلين وقيادات الجماعة، لأن المعتصمين هم شعب بلا قيادة وخروج قيادته من السجون سينهى الاعتصامات.
وتابع: «ماكين قال هل يعقل أن تتركوا الصندوق وتنقلبوا على سلطة منتخبة، لأن بعض الناس نزلوا إلى الشارع رافضين، وهى التصريحات التى رفضناها أثناء الاجتماع».
وقالت إسراء عبد الفتاح، الناشطة السياسية، فى تصريحات خاصة لـ «المصرى اليوم»، إنها رفضت استكمال اللقاء الذى لم يستغرق أكثر من خمس دقائق بعد أن بدأ بالحديث عن ضرورة الإفراج عن جميع المعتقلين من قيادات الإخوان من أجل البدء فى التحول الديمقراطى فى المرحلة الانتقالة والعمل على اندماجهم فى كتابة الدستور الجديد، ملمحا إلى أنه ليس من المهم الإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى مبكرا، لكن من الضرورى الإفراج عن القيادات الإخوانية المقبوض عليها على ذمة قضايا جنائية، الأمر الذى دفعنى لمقاطعته بالقول إن ما تطالب به ليس تدخلا فى الشأن السياسى المصرى فحسب بل إنه تدخل فى القضاء المصرى بعدما ظهر أمام العالم تورط جماعة الإخوان فى أعمال العنف بدعوتهم على شاشات الفضائيات إنهم لن يفضوا اعتصاماتهم إلا بالدم.
وأضاف، أنها أخبرت «ماكين» أن الشعب المصرى لن يسمح لقيادات الإخوان وعلى رأسهم مرسى بالخروج الأمن وسيكون رد فعل الثوار شديدا على التدخلات الأجنبية خاصة الأمريكية، وأخبرته أيضا أنه ينبغى على الإدارة الأمريكية أن تكف عن الضغط على الإدارة المصرية، وأن تترك المصريين يقررون مصيرهم، وإلا ستصبح أمريكا بالنسبة للشعب المصرى كإسرائيل.
وقال يسرى حماد، المتحدث باسم حزب الوطن السلفى، إن ماكين لخص رؤيته لحل الأزمة بضرورة الإفراج عن المعتقلين السياسيين أولا كخطوة أولى تساهم فى تهيئة الأجواء لإجراء تسوية سياسية، مشيرا إلى أنه لم يتحدث عن رؤيته لكيفية حل الأزمة، قائلا: «نحتاج إلى إثبات حسن النوايا أولا، وكيف يتم التحاور مع فصيل كل قياداته فى السجن».
وأضاف، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، أن الحزب أكد لماكين أنه لن تصلح أى مبادرة وطنية لحل الأزمة السياسية، ولن يقتنع المعتصمون بأى حل قبل الإفراج أولا عن مرسى، ورجوع الدستور والقانون وإلغاء جميع الإجراءات الاستثنائية.