فى «كلاكيت رابع مرة» خلال حوالى (7 شهور فقط) ، يصطدم منتخب الفراعنة المصرى مع محاربى صحراء الجزائر خلال مباراة الدور قبل النهائى لبطولة أمم افريقيا المقامة حاليا بأنجولا ، و لا تزال ذكريات الخروج القريب من تصفيات كأس العالم تتداعى فى أذهان المصريين ، إلا أن القدر آبى أن تمر بطولة افريقيا بدون مواجهة جديدة بين الفريقين ، اما أن يثبت فيها المنتخب الجزائرى أحقيته الكاملة فى الوصول الى المونديال العالمى القادم أو ترتفع هامات لاعبى المنتخب المصرى عاليا مؤكدة أن الكبوة السابقة لا تعنى انهيار جيل ، وانما هى تحدى جديد من أجل دعم الأمل فى مستقبل باهر قريب !.
اللقاءات الثلاثة الأخيرة التى جمعت المنتخبين ، شهدت فوزين للمنتخب الجزائرى وواحدا لنظيره المصرى ، وكان الفوز الاخير لمنتخب "الخضر" هو اعلان حصولهم على تذكرة التأهل الى المونديال القادم فى "جنوب افريقيا (صيف 2010)" و يتفوق المنتخب الجزائرى على نظيره المصرى تاريخياً فى كل مباريتهما التى أقيمت ضمن بطولات أمم افريقيا السابقة ، حيث لم تحقق مصر أى فوز على الجزائر أبدا فى تلك البطولات بينهما فاز "الخضر" فى (3 مباريات) وتعادلا فى مباراة واحدة فقط .
وحملت أقدام المهاجم المصرى حسن الشاذلى أول فوز رسمى للمنتخب المصرى على الجزائر فى اطار تصفيات كأس الأمم الافريقية ( السودان 1970 ) يومها حققت مصر الفوز على الجزائر (1/0).
ولم تتمكن الجزائر من تحقيق أى فوز على المنتخب المصرى الا فى عام (1975) وكان هذا فى شهر أغسطس خلال بطولة ألعاب البحر الأبيض المتوسط ,, لتبدأ الجزائر بعدها فى تحقيق نجاحات متتالية على حساب المنتخب المصرى .
أول لقاء جمع بين الفريقين فى نهائيات كأس الأمم الافريقية كان فى بطولة (1980) بنيجيريا ، وواجه الفراعنة منتخب «محاربى الصحراء» فى الدور قبل النهائى ، ولم يتمكن أى منهما تحقيق الفوز على الآخر فظلا متعادلين بنتيجة (2/2) ولجأ الفريقان الى ركلات الترجيح والتى انتهت لصالح الجزائر ( 4/2).
و من هذا التاريخ تفوق كبير للجزائر فى بطولات أمم افريقيا حيث فازت فى كل اللقاءات التى جمعتها بمصر لاحقا ، و كان هذا هو اللقاء الوحيد فى الدور قبل النهائى الذى جمع الفريقين قبل أن يتكرر هذا فى البطولة الحالية للمرة الثانية فى التاريخ
بعد 4 سنوات فقط ، وخلال كأس أمم افريقيا 1984 بكوت ديفوار ، لم يفلح الفريقان من المرور بنجاح من عقبتى نيجيريا والكاميرون ويصطدمان مجددا من أجل تحديد المركز الثالث "الشرفى" ، وتنجح الجزائر فى تحقيق فوز عريض (3/1) على المنتخب المصرى ليحتل المنتخب المصرى المركز الرابع فى تلك البطولة أيضا وكأنه أصبح مرتبطا بالفراعنة عقب أى لقاء يجمعهم بمنتخب الجزائر فى الأدوار النهائية !!.
ولم يكن غريبا أن تكرر الجزائر فوزها على مصر فى اطار بطولة أمم افريقيا (1990) والتى أقيمت على أرض الأول حيث لم يشارك منتخبنا فى تلك البطولة بالفريق الأول بعد حصده لتذكرة الصعود الى مونديال "ايطاليا 90" على حساب المنتخب الجزائرى قبلها بشهور قليلة .
وفاز المنتخب الجزائرى (2/0) على المنتخب المصرى والذى هُزِمَ فى مبارياته الثلاثة وغادر البطولة من دورها الأول ، قبل أن يعود ويكرر نفس الأمر الى حد كبير فى بطولة (2004) والتى أقيمت بتونس ، حيث التقى مع المنتخب الجزائرى وخسر أمامه (1/2) فى اطار الدور الاول من البطولة وغادرها أيضا سريعا بعد تعادل وفوز لم يشفعا له حيث تفوق عليه المنتخب الجزائرى .
وبالتأكيد فان الامر لا يتوقف على تاريخ فقط ، فهناك عوامل عدة تحدد مصير مواجهة اليوم الحاسمة ، وخاصة أن البطولة الحالية رقميا تؤكد أن المنتخب المصرى قادر على المرور الى النهائى الثامن فى تاريخه والثالث على التوالى ، ولكن يبقى الاجتهاد والسعى الجاد نحو تحقيق ذلك ، فأداء المنتخب الجزائرى أمام نظيره الايفوارى مؤشر يوضح مدى خطورة هذا الجيل الجزائرى العنيد الذى يصنع مجدا جديدا لبلاده .
واذا كان منتخب مصر يصل الى المربع الذهبى للمرة الرابعة عشر فى تاريخه مؤكدا على قدرات عالية لهذه المجموعة من اللاعبين ومعهم جهازهم الفنى بالرغم من كبوات بسيطة الا انه ينهض منها سريعاً أكثر قوة ، كما انها المرة الثالثة على التوالى التى يظهر فيها الفراعنة فى الدور قبل النهائى ساعيا وبقوة للحفاظ على لقبيه السابقين ولو تحقق هذا سيصبح المنتخب الافريقى الوحيد الذى يتمكن من هذا كما أنه سيضمن وقتها الاحتفاظ بتلك الكأس للأبد ولم يصعد المنتخب الجزائرى الى الدور قبل النهائى منذ 20 عاما ، أى منذ فوزهم ببطولتهم الوحيدة عام 1990 التى أقيمت على أرضهم ، وبالتالى فهو متعطش الى انجاز افريقى جديد يؤكد به استحقاقه الكامل للصعود الى مونديال جنوب افريقيا
وحقق المنتخب المصرى فى البطولة الحالية الفوز فى كل مبارياته حتى الآن ، وهو صاحب أقوى خطوط الهجوم وأقوى دفاع فى الفرق الأربعة المتأهلة الى هذا الدور سجل 10 أهداف وسكن مرماه هدفين فقط ، بينما فاز المنتخب الجزائرى فى مبارتين فقط وتعادل فى واحدة وخسر أخرى ، وهو يمتلك رصيداً سلبيا من الاهداف ، حيث سجل 4 أهداف وسكن مرماه 5 .
كلا المنتخبين حقق فوزا عريضاًعلى منافسين غاية فى القوة والشراسة وهما منتخبى الكاميرون وكوت ديفوار ، وكان كلاهما مرشحا وبقوة للفوز باللقب ، كما تمكن المنتخب الجزائرى من قهر ألأفيال الايفوارية فى مباراة رائعة وعصيبة دارت أحداثها بسرعة جنونية وبشكل متقلب تماما .
ويعتبر «عماد متعب» و «عبد الظاهر السقا» الوحيدان الذان سجلا فى مرمى المنتخب الجزائرى ، وجاء هدف السقا عام (2001) فى اطار تصفيات كأس العالم وانتهت المباراة بفوز مصر الأكبر على الجزائر (5-2) ، فيما يأتى هدف "متعب" كهدف تاريخى فى المرمى الجزائرى فى المباراة التى أقيمت بينهما فى تصفيات كأس العالم .