اهتمت وسائل الإعلام الأمريكية بمباراة المنتخب الوطنى المصرى مع نظيره الجزائرى، المقررة مساء اليوم فى الدور نصف النهائى لبطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة فى أنجولا، وأشارت معظمها إلى حالة العداء بين المنتخبين منذ فوز الجزائر على مصر بهدف فى السودان، وتأهلها إلى نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا الصيف المقبل.
ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريراً تحت عنوان «اشتعال النيران مع تجدد التنافس المر»، فى إشارة إلى «مباراة اليوم»، بسبب تصريحات بالوعيد من بعض اللاعبين من الجانبين.
وقالت الصحيفة إن كأس الأمم الأفريقية التى انطلقت بمقتل ثلاثة أشخاص فى الاعتداء الإرهابى على حافلة منتخب توجو قبل ثلاثة أسابيع اقتربت من نهايتها بتأهل أربعة منتخبات إلى الدور نصف النهائى، إلا أن إحدى مباراتى هذا الدور ستشهد مواجهة من نوع خاص بين مصر والجزائر فى مباراة لم يكن أحد يرغب فى إقامتها، أو تمنى الجميع تجنبها.
وأضافت الأمن ستكون له الكلمة العليا فى السيطرة على الموقف ليس فى أنجولا وإنما فى القاهرة والجزائر بسبب أحداث الشغب فى البلدين التى أعقبت مباراتهما فى تصفيات كأس العالم قبل شهرين وقيام جماهير البلدين بحرق الأعلام وأعمال الشغب أمام سفارة كل دولة.
وأوضحت الصحيفة أنها فى الوقت الذى توقع فيه الجميع الهدوء من اللاعبين فى الجانبين، أشعل أحدهم الموضوع بتصريحاته التى أكد فيها أنها «مباراة حياة أو موت»، وهى التصريحات التى أدلى بها محمد زيدان نجم المنتخب المصرى، وقال علينا أن نفوز بالمباراة من أجل الشعب المصرى، وإظهار أحقيتنا فى تمثيل القارة السمراء فى مونديال جنوب أفريقيا فى يونيو المقبل.
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات زيدان الذى يتمتع بمهارة كبيرة على غرار الفرنسى «زين الدين زيدان» ربما تنبع من الحماس الذى حصل عليه لاعبو المنتخب المصرى بالفوز على الكاميرون فى مباراة دور الثمانية، خاصة أنه تحدث باللغة الألمانية أحدى القنوات فى التليفزيون الألمانى لكونه لاعباً فى بروسيا دورتموند الألمانى، مؤكدة أن «زيدان» على علم بالصراع التاريخى الكروى بين البلدين، الممتد منذ عام(1978).
وطالبت «نيويورك تايمز» بالتهدئة قبل المباراة، مشيرة إلى أن بطولة كأس الأمم الأفريقية تستحق أن تعامل بشكل أفضل، خًاصة أنها تفرز العديد من النجوم، وأكبر دليل على ذلك هو الزامبى إيمانويل أمبولا الذى تفوق فى مستوى الأداء وخطف الأضواء من نجوم الصف الأول مثل صامويل إيتو وديدييه دروجبا رغم أن عمره 16 عاماً ويلعب لنادى بيونيك الأرمينى ولم يخش من النجوم الكبار عندما التقى منتخب بلاده مع نيجيريا فى ربع النهائى، ونجح مع زملائه فى الوصول إلى الدور ربع النهائى وخرجوا بشرف بعد الخسارة بضربات الجزاء.
ورغم إشادة الصحيفة الأمريكية بإمكانيات اللاعب الشاب فإنها حذرت من إمكانية عدم تألقه مجدداً فى نهائيات كأس الأمم الأفريقية، كعادة بعض اللاعبين الأفارقة الشباب الذين يظهرون بمستوى متميز ثم يختفون، ولكن ذلك على عكس قائد المنتخب المصرى أحمد حسن الذى أصبح أكثر لاعب مصرى شارك فى المباريات الدولية مع منتخب بلاده بعد مشاركته الفعالة أمام الكاميرون فى مباراته الـ 170 دولياً، ولعب دوراً قوياً فى حسم اللقاء الذى وصفته الصحيفة بالمجنون.
واختتمت الصحيفة تقريرها بمقولة إن أفريقيا مليئة بالألغاز الخاصة بها، فى إشارة إلى تفوق «أحمد حسن» الذى سجل هدفاً فى مرمى فريقه قبل أن يعدل النتيجة بتسديدة صاروخية من (35 متراً)، قبل أن يسدد كرة قوية احتسبت هدفاً رغم عدم دخولها المرمى بعد أن اصطدمت بالحارس والعارضة .