وصفت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية منطقة سيناء بأنها "مثلث الأزمات" بالنسبة لمصر، قائلةً إن تلك المنطقة أثبتت في الآونة الأخيرة أنها "مزعجة" على الرغم من خوض مصر ثلاثة حروب مع إسرائيل لإثبات حقوق ملكيتها فيها التي تعود إلى العصور الفرعونية.
وذكرت المجلة، في تقرير لها في عددها الصادر اليوم الجمعة بعنوان "ما هو سبب غضب البدو في سيناء؟"، أن المشكلة الأخيرة لم تصل إلى نفس الحجم الذي وصلت إلية في يوليو 2004 عندما وقعت سلسلة من التفجيرات من قبل تنظيم القاعدة على شواطيء جنوب سيناء مما أسفر عن مقتل حوالي 130 شخصاًَ، مضيفةً أنه ومع ذلك فإن الحوادث الأخيرة التي تتراوح ما بين الاحتجاجات المناهضة للحكومة من قبل بدو سيناء الأصليين، إلى معارك مع المهربين وإطلاق النار على اللاجئين، فضلاً عن إطلاق الصواريخ من سيناء إلى إسرائيل والأردن، تشير إلى "تزايد مفاجئ" في عدد المشاكل.
واعتبرت المجلة أن "التهريب" هو هواية بدو سيناء منذ القدم، موضحةً أن تلك الهواية أصبحت "أكثر ربحاً" و"أكثر ضرورة للبقاء" على الرغم من خطورتها الشديدة، وأضافت أن الحصار الإسرائيلي على غزة عمل على توفير "سوق كبيرة" عبر الأنفاق.
وأوضحت المجلة إن مصر اتبعت سياسة "إطلاق النار بقصد القتل" في أخذ أرواح 21 شخص منهم 19 في 2009، زاعمةً أن ذلك يشير إلى وجود ضغوط من جانب إسرائيل للحد من المهاجرين من إريتريا والسودان الذين يبحوث عن العمل أو اللجوء السياسي في إسرائيل.
وأشارت المجلة إنه بالنظر إلى ضغط إسرائيل وخطورة الاشتباكات التي قد تحدث مع المهربين المسلحين الذين يرشدون المهاجرين إلى طريقهم، فإن مصر لم تبال بضغوط جماعات حقوق الإنسان والأمم المتحدة في البحث عن سبل "أكثر إنسانية" للحد من حركات الهروب أو التسلل.
وقالت المجلة إن الصواريخ وعمليات قتل اللاجئين من أهم العوامل التي ساعدت في زيادة العلاقات المتوترة بين الحكومة المصرية وبدو سيناء الذين ارتفع عددهم منذ عودتهم إلى مصر عام 1982 بعد 15 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي، مضيفةً أن القبائل الأصلية في شمال شبه الجزيرة يشكون من "التهميش والفقر" في الوقت الذي استعمر فيه المصريون من وادي النيل على أراضي الساحل الجنوبي بغرض السياحة.