تباينت ردود فعل عدد من قادة الأحزاب حول لقاء «كاثرين أشتون»، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، مع محمد مرسى، الرئيس المعزول، فى المكان غير المعلوم، المتحفظ عليه فيه، حيث اعتبر البعض أن اللقاء رسالة للغرب بأن ما حدث فى مصر ثورة، وليس انقلابا، وأن التحقيقات التى تتم معه تجرى وفق القانون المصرى، والمعايير الدولية لحقوق الإنسان، فيما إعتبر البعض الآخر أن اللقاء يُعد تدخلا فى الشأن الداخلى المصرى.
قال الدكتور أحمد دراج، القيادى بحزب الدستور، إن اللقاء هو تدخل فى الشأن المصرى، ومحاولة لفرض إملاءات لحلف استعمارى جديد، ولا يقل عن تدخل السفيرة الأمريكية بالقاهرة، آن باترسون، وشدد على رفض القوى السياسية المدنية محاولات أفراد جماعة الإخوان الاستعانة بالأجنبى فى الشأن المصرى. وأضاف دراج أنه من غير المقبول مقابلة أى شخصية أجنبية مع الرئيس المعزول، خاصة بعد سعى المنظمات الحقوقية المصرية لمقابلته ومكاشفة العالم بما يحدث معه من تحقيقات، ورفضه لذلك.
وقال الدكتور محمود العلايلى، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، إن لقاء أشتون مع مرسى هو انتهاك للقانون، والإرادة المصرية، التى خرجت فى الشوارع للمطالبة بإسقاط نظام الإخوان وعزل مرسى ومحاكمته على الجرائم التى ارتكبت فى عهده.
من جانبه رأى عبدالغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبى، إن اللقاء يأتى فى إطار إعلان مصر احترامها لدولة القانون، وأنها تعامل الرئيس السابق معاملة طيبة، دون تجاوز فى حقه، أو التعرض لأى شخص من المعارضة أو الخصوم السياسيين للإيذاء. وأضاف أن الاتحاد الأوروبى له مصالح عديدة مع مصر، ويريد أن يعرف مصير التحقيقات التى تجرى مع المعزول، لافتا إلى أن الزيارة تعد ناجحة فى توصيل رسالة للمجتمع الدولى بأن الشعب المصرى حريص على ترسيخ قواعد دولة القانون، وتابع شكر: «كنت أتمنى أن يتم الإفصاح عن مكان محبسه ونتائج التحقيقات التى تُجرى معه».
من جانبه قال الدكتور عماد جاد، نائب رئيس حزب المصرى الديمقراطى، إن الإدارة الأمريكية ضغطت فى الآونة الأخيرة على الحكومة المصرية الجديدة لمقابلة مرسى، إلا أن الحكومة رأت أن تكون المقابلة فى شخص ممثل الاتحاد الأوروبى، وليس مع الأمريكان.
وأضاف جاد أن مقابلة مرسى مع أشتون تُعد الورقة الأخيرة التى علقت عليها جماعة الإخوان آمالها فى تزييف الواقع المصرى، بأن ما حدث فى مصر انقلاب عسكرى، وليس ثورة شهد لها العالم، وتابع: أعتقد أن أشتون تأكدت أن م احدث ثورة وليس انقلابا كما يدعون، خاصة بعدما رأت مرسى دون أن يتعرض لثمة ضغوط.