شن عدد من المثقفين والأدباء هجوماً حاداً على مليونية تطبيق الشريعة الإسلامية التي نظمها عدد من التيارات الإسلامية، الجمعة، ووصفوها بأنها تنفيذ لأجندات خارجية تطبق مؤامرة استعمارية تهدف لتفتيت منطقة الشرق الأوسط وتكرار لسيناريو تقسيم السودان وقندهار بأفغانستان.
وقال الكاتب والأديب يوسف القعيد، إن «جمعة الشريعة هي (مليونية خداع المصريين) بعد ما أعلن الإخوان والسلفيون وحزبًا الحرية والعدالة والنور (كذباً) عدم مشاركتهم ثم شاركوا من خلال رموزهم وعناصرهم وظهروا في الفضائيات بشكل منظم»، حسب قولهم.
ووصف «القعيد» هذا الحدث بأنه «لي ذراع» مصر، لتطبيق الشريعة الإسلامية وعمل سياسي ملتو تمارسه التيارات الإسلامية لتهيئة الشعب المصري لدستور معيب جديد، أما القوى الليبرالية فهي غائبة عن الشارع المصري، وأضاف أن الإخوان والسلفيين يختلفون في توجهات كثيرة، لكنهم يتفقون على أمور بعينها على طريقة «أنا وأخويا على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب»، حسب قوله.
وأوضح «القعيد» أن أخطر ما في الأمر هو قيام الشرطة بحماية وتأمين المليونية وعمل حواجز وكردون لحماية الإسلاميين، الأمر الذي يحدث للمرة الأولى في مصر، ولفت إلى أن ما يحدث الآن هو عبارة عن «عود كبريت» لتطبيق الشريعة دون مراعاة انتخاب الإخوة الأقباط لـ«بابا جديد» ودخول رئيس جديد لأمريكا والبيت الأبيض لاستكمال فترة ثانية، وأضاف أن ما فعله الإسلاميون في مليونية الجمعة، هو إلهاء الشعب المصري عن ثورة الجياع القادمة.
وقال جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، إن «هذه المليونية انطلقت لتحقيق أهداف شريرة أبرزها إيهام الشعب المصري كذباً أن الشريعة الإسلامية غير مطبقة، مع أنها مطبقة في مصر قبل أن يولد أكبر شخص في المتظاهرين».
وأضاف «عصفور» أن هذه المليونية تهدف إلى تحقيق ديكتاتورية «الصوت الواحد» صوت المجموعات السلفية التي لاتزال بعيدة عن قضية الإيمان بالديمقراطية، ويرفضون الآخر، وأوضح أن هذه المليونية تتهم كل من لم يشترك فيها على طريق الحديث النبوي «تنقسم أمتي إلى 73 فرقة كلها في النار ما عدا فرقة واحدة» وهم يتصورون أنهم تلك الفرقة الناجية.
وحذر «عصفور» من أن مليونية الشريعة تحوِّل القاهرة إلى «قندهار ثانية»، لافتًا إلى أن «الإسلاميين الذين نظموها يشبهون حركة طالبان في توجهاتهم وأهدافهم»، وقال إن «القوى العاقلة، وعلى رأسهم الإخوان المسلمون لم يشاركوا في هذه المليونية»، وقال إن «الجماعات السلفية المتشددة تمثل خطورة على مستقبل مصر».
ووصف الكاتب والمؤلف وحيد حامد ما يحدث في مصر الآن «هو تكرار لسيناريو تقسيم السودان، خاصة أن التيارات المنظمة لمليونية الشريعة شبيهة بحركة طالبان بأفغانستان وتعمل لصالح جهات أجنبية»، واصفاً المليونية بأنها مؤامرة استعمارية تهدف إلى تفتيت منطقة الشرق الأوسط وزرع الخلافات الدينية بالمنطقة.