رفض وفد لجنة الحريات الدينية الأمريكية، الذي يزور القاهرة حالياً، عقد لقاء مع الدكتورة «نوال السعداوى» الكاتبة والناشطة الحقوقية، بسبب اشتراطها تواجد صحفيين خلال اللقاء، في الوقت الذي أصر فيه أعضاء الوفد على أن يكون اللقاء «مغلقاً»، وبعده يمكن لـ«السعداوى» أن تدلى بتصريحات صحفية للإعلام بشأن ما دار في اللقاء.
كانت «السعداوي» وجهت دعوة لـ«المصرى اليوم» لحضور لقائها مع الوفد الأمريكي بمنزلها في الثامنة مساء أمس، وفور وصول أعضاء الوفد فوجئوا بتواجد صحفيين، فأوضحوا للناشطة أنه لا يمكن عقد اللقاء فى وجود وسائل إعلام، مشيرين إلى أنهم اعتادوا أن يطلبوا خلال كل مقابلاتهم فى مصر أن تكون اللقاءات "مغلقة"، وبعدها يمكن لصاحب اللقاء عقد مؤتمر صحفي وشرح ما يريد قوله.
وحاولت «السعداوى» إقناع الوفد بوجود الصحفيين، وقالت لهم إنها «شخصية عامة وما تقوله في الشارع تقوله في المنزل، وليس لديها أسرار تخفيها، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يُطلب منها عقد لقاء مع اللجنة، وأنها فوجئت بهذا الطلب ولا تعرف من رشحها لهم.
وأضافت: "ربما تكونون قد جئتم للشخص الخطأ، لكنني لا أعقد لقاءات سرية أو مغلقة"، لكن الوفد أصر على أن يكون اللقاء "خاصاً"، مؤكداً أن هذه "هى الطريقة التى يعمل بها فى كل لقاءاته".
وكادت «السعداوى» توافق على طلب الوفد، وبالفعل استعدت «المصرى اليوم» للخروج من المنزل، مع وعد بالتحدث معها فى أعقاب اللقاء، لكن الدكتورة «نوال» عادت وطلبت من مندوبة الجريدة الجلوس، فى محاولة أخرى لإقناع الوفد بوجود الصحافة.
وقالت لأعضاء اللجنة الأمريكية: "أنا متهمة في المجتمع المصري، وإذا قبلت عقد اللقاء بعيدا عن الإعلام، فستتحدث كل الصحف عنى فى الصباح وتقول إننى عقدت لقاءً سرياً مع الوفد الأمريكى»، لكن الوفد أكد لها أنه «موجود هنا فقط لجمع معلومات لإعداد تقرير، وأنه لا يمكنه الحديث للصحافة فى الوقت الحالى"
وقبل مغادرة أعضاء الوفد الأمريكي حاولت «السعداوى» أن توجه لهم مجموعة من الأسئلة كانت أعدتها للحوار، تدور حول مهمتهم وطبيعة عملهم، ولمن يقدمون تقاريرهم عن الحريات الدينية فى مصر وغيرها من البلاد، وما البلاد الأخرى التى يزورونها، وهل زاروا إسرائيل والسعودية مثلاً، وما معنى الحريات الدينية من وجهة نظرهم وهل تنفصل الحرية الدينية عن الحرية السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية والجنسية والعنصرية وغيرها، وما الدولة الموجودة فى العالم التى توفر هذا النوع من الحريات، وهل أدت فكرة الحريات الدينية التى تبنتها الولايات المتحدة إلى مزيد من العدل والمساواة.
وتضمنت القائمة سؤالاً حول الأسباب الأساسية التى أدت إلى تصاعد التيارات الدينية الأصولية فى العالم، وما علاقة الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان، والرئيس الراحل أنور السادات بتصاعد التيارات الإسلامية والمسيحية داخل مصر وخارجها، مشيرة إلى أن «الرئيسين كانا يحاولان استخدام التيارات الدينية الذكورية لضرب القوى الشعبية والنساء والفقراء".
وتساءلت نوال حول السبب الذى أدى إلى تصاعد الصراعات الدينية والمذهبية فى العراق تحت الاحتلال الأمريكي"، وقالت "إن الولايات المتحدة تتبع نفس الطريق الذى اتبعه الاستعمار البريطانى من قبل فى استخدام الدين لتقسيم الشعوب، حيث مبدأ فرق تسد».
ولم يجب الوفد عن كل هذه الأسئلة لأنه بالفعل استعد للرحيل لرفضه عقد اللقاء فى وجود صحفيين، وقدمت السعداوى نسخة من مذكراتها بالسجن باللغة الإنجليزية، وقعتها لأحد أعضاء الوفد، الذى لم يحضر اللقاء أمس الأول، وهو طلال عيد.
وأوضحت الكاتبة المعروفة أن «الوفد كان يضم كلا من ليونارد أنتونى ليو، وكويكس تايمز، ومايكل لويس كروماتى، ودويت بشير»، وأنه جاء للحديث معها عن العلاقة بين المسلمين والأقباط فى مصر، رغم أن الوفد قال لها خلال اللقاء إنه جاء ليتحدث معها عن وضع المرأة فى مصر، خاصة أن لديها الكثير من الكتابات في هذا المجال. من جانبها، قالت المتحدثة باسم السفارة الأمريكية فى القاهرة «مارجريت وايت» إن 3 أعضاء من "لجنة الحريات الدينية الأمريكية"، وهى هيئة مستقلة يتم تعيين أعضائها من قبل الكونجرس والرئيس الأمريكي، يزور مصر حاليا، فى «زيارة روتينية لجمع المعلومات تمهيداً لإصدار تقرير اللجنة السنوي