رأت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن التجاهل المصري للولايات المتحدة يبدو منطقيا، لاسيما في ظل غموض وأخطاء السياسة الأمريكية المستمرة.
ولفتت الصحيفة، في مقالها الافتتاحي الخميس، إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ارسلت نائب وزير الخارجية الأمريكية وليام بيرنز إلى القاهرة هذا الأسبوع في محاولة لتوضيح موقف الولايات المتحدة للمصريين من عزل الرئيس السابق محمد مرسي.
وتابعت الصحيفة قولها «ونقل بيرنز رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة ستدعم عملية ديمقراطية تتسم بالانفتاح والشمول والتسامح» لاستعادة الحكم المدني، وأنه يجب على السلطات المصرية الكف عن «الاعتقالات ذات الدوافع السياسية» ولابد أن تبدأ حوارا مع «كافة الأطراف والأحزاب السياسية» أي بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين.
وأضافت الصحيفة: «إلا أن المشكلة هنا تكمن في تجاهل مصر الواضح لرسالة واشنطن، حيث إن مجلس الوزراء الجديد، الذي يشغل فيه الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الذي وصفته بزعيم الانقلاب، منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع، لا يضم أي ممثلين عن الأحزاب الإسلامية التي فازت بـ 70% في الانتخابات البرلمانية قبل عام ونصف العام، وهناك ستة وزراء على الأقل، من بينهم وزير الخارجية، سبق أن خدموا في نظام حسني مبارك».
وألمحت الصحيفة إلى أن الواقع يشير إلى أن الحلفاء المدنيين للقوات المسلحة لم يعد لديهم الرغبة للإصغاء لرغبات واشنطن، فحركة «تمرد»، التي تولت تنظيم مظاهرات الثلاثين من يونيو وهي المظاهرات التي وفرت الغطاء لما اعتبرته الصحيفة «انقلاب»، رفضت لقاء بيرنز بسبب الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني.
واعتبرت الصحيفة أن ما وصفته بانهيار هيبة الولايات المتحدة ونفوذها في القاهرة هو في جزء منه نتيجة لتنامي نزعة الكراهية للأجانب التي تغذيها كل الأحزاب المصرية، إلا أنها تعكس أيضا الأخطاء المستمرة من قبل إدارة أوباما والتي فشلت مرارا وتكرارا على مدى عامين في تأكيد رفضها الواضح لإنتهاكات حقوق الإنسان أو استخدام المساعدات الأمريكية والبالغ قيمتها 3ر1 مليار دولار سنويا والتي تقدمها واشنطن للجيش المصري.
وأردفت تقول «رغم أن القانون الأمريكي ينص على تعليق المساعدات إلى البلدان التي تشهد حدوث انقلاب ضد حكومة منتخبة، إلا أن الإدارة رفضت أن تطلق على ما شهدته مصر انقلابا، بل وافقت على إرسال 4 طائرات من طراز (إف -16) للجيش المصري».
واختتمت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية افتتاحيتها قائلة «إن موقف الجنرالات في مصر يعد منطقيا: إذ لماذا يستمعون لنصيحة واشنطن إذا كان رفضها لن يؤدي إلى وقف تدفق الأسلحة الأمريكية؟، كما أن هذا الاحتقار للمبعوثين الأمريكيين من جانب السياسيين المدنيين يمكن فهمه أيضا: إذ لماذا يتم احترام حكومة لا ترتبط أقوالها المناصرة للديمقراطية من قريب أو بعيد بأفعالها؟» .