غادر نائب وزير الخارجية الأمريكى، ويليام بيرنز، القاهرة، الثلاثاء، بعد زيارة استمرت يومين، أجرى خلالها لقاءات بعدد من المسؤولين المصريين، لبحث الأوضاع الراهنة فى البلاد، كان أبرزها الاجتماع مع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة وزيرالدفاع والإنتاج الحربي، والذى وصفه موقع «ديبكا» الإخبارى الإسرائيلى بأنه «لقاء عاصف»، وأن الوزير المصري رفض تهديدات واشنطن بقطع المساعدات عن مصر.
وأضاف «ديبكا»، نقلا عن مصادر «شرق أوسطية»، أن السيسى سأل بيرنز بشكل مباشر عن سبب دعم إدارة الرئيس باراك أوباما جماعة الإخوان المسلمين، وما إذا كان أوباما يفضل رؤية مصر وهى تنهار بسبب الفوضى والانهيار الاقتصادي، بسبب الطريقة التى أدار بها المعزول محمد مرسى وجماعة الإخوان أمور البلاد، والتى أدت إلى تدهور أحوال مصر فى جميع المجالات، خلال عام واحد فقط.
وأكد السيسى أن العملية السياسية التى طرحها الجيش المصري لعزل مرسى كانت تعبيرا عن الإرادة الحقيقية للشعب المصرى.
وقالت المصادر للموقع الإسرائيلى إن اللقاء شهد أوقاتا من التوتر الشديد بين وزير الدفاع والدبلوماسى الأمريكى، وأوضحت أن السيسى خاطب بيرنز قائلا: «إنه يتوجب على إدارة أوباما أن تتوقف عن التهديد بقطع المساعدات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية لمصر».
وأضاف أنه إذا أقدمت واشنطن على فعل ذلك فإن دول الخليج العربى مستعدة لتدبير قيمة المساعدات ومنحها لمصر.
ونسب الموقع إلى مصادر مصرية قولها إن السيسى قال إن الولايات المتحدة ينبغى أن تكون أكثر حرصا من مصر نفسها على استمرار تقديم المساعدات لمصر، لأن ذلك يضمن دعم الجيش لاستمرار العلاقات العسكرية بين الدولتين.
من جهتها، قالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية، جين ساكى، إن واشنطن على اتصال منتظم مع جميع الأطراف فى مصر، بما فيهم جماعة الإخوان المسلمين، ولكن بيرنز لم يلتق أيا منهم أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة.
وأكدت «ساكى» أن زيارة بيرنز إلى القاهرة تهدف إلى تشجيع جميع الأطراف على العمل معا والمضى قدما فى عملية تضم الجميع، بما فيهم جماعة الإخوان المسلمين.
وبشأن اقتراح عضوى مجلس الشيوخ السيناتور جون ماكين والسيناتور ليندسى جراهام بالإبقاء على أجزاء من المعونة، أكدت «ساكى» أن الخارجية الأمريكية لاتزال فى مرحلة مراجعة المعونة وأنها ستستغرق بعض الوقت.
فى سياق متصل، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن دينيس روس، المستشار السابق للرئيس الأمريكى باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط، قوله إن أوباما يهتم جيدا بما يقوله تجاه مصر، مرجعا السبب إلى عدم استقرار الأوضاع فى مصر وإلى رد فعل الجمهور بالنسبة لواشنطن.
من جانبه، قال الدكتور محمد أبوالغار، رئيس حزب المصرى الديمقراطى، إن لقاء بيرنز بالأحزاب وأعضاء الحكومة يعد اعترافا أمريكيا بالحكومة الجديدة وثورة 30 يونيو، مشيرا إلى أنه قال لبيرنز إن الشعب المصرى أطاح بالإخوان من الحكم بعد أن كرههم.