x

الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون: لن نستثمر في مصر إلا إذا أصبحت لكل المصريين (حوار)

الأحد 28-10-2012 18:18 | كتب: محسن حسني |
تصوير : اخبار

بمهمتين إحداهما سياسية والأخرى اقتصادية، يحل الملياردير البريطانى ورجل الأعمال الشهير ريتشارد برانسون، ضيفا على مصر هذه الأيام، فى زيارة تفقدية للأوضاع بعد الثورة.

مهمته السياسية تتمثل فى عمله كمستشار لمجموعة الحكماء الاثنى عشر الكبرى وهو أحد مؤسسيها، وهى مجموعة مكونة من شخصيات سياسية واقتصادية كبرى منها الأمريكى جيمى كارتر، وميرى رابنسون من أيرلندا الشمالية، وجروهارلم برنتلاند من النرويج، وإيلا بات من الهند، والأخضر الإبراهيمى وغيرهم، وهذه المجموعة تساهم فى حل المشكلات السياسية المعقدة، وقامت مؤخراً بزيارة الرئيس مرسى، وسبق أن ساهمت فى حل مشكلات عديدة فى عدة بلدان منها كينيا والسودان وتبحث حالياً المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية.

أما مهمته الاقتصادية فتتمثل فى استطلاع بيئة الاستثمار الأجنبى فى مصر لبحث إمكانية ضخ استثماراته بها، ويركز بصفة خاصة على قطاع الطيران فى مصر، بالإضافة إلى اللقاء المفتوح الذى يعقده اليوم مع الشباب من رجال الأعمال المصريين وإجراء حوار تفاعلى معهم يجعلهم يستفيدون من خبراته باعتباره شخصاً عصامياً بدأً من الصفر، وأصبح حالياً من كبار رجال الأعمال فى العالم. «ريتشارد» هو مؤسس مجموعة شركات فيرجن العالمية التى تعمل بقطاعات عديدة أهمها الاتصالات والنقل والإعلان والصحة والفنادق والفضاء الخارجى والخدمات المالية واللياقة البدنية وأشياء أخرى، وحققت شركاته خلال عام 2011 وحده نحو 13 مليار جنيه إسترلينى. «المصرى اليوم» حاورت ريتشارد برانسون ـــ الذى قامت بترتيب زيارته إلى مصر الإعلامية ياسمين شحاتة ـــ حول تفاصيل عديدة حول زيارته لمصر وإمكانية جذب استثمارات أجنبية جديدة بمصر بعد الثورة، وإلى الحوار.

نبدأ بمهمتك السياسية .. نريد أن نعرف تفاصيل أكثر عن مجموعة الحكماء.. وما الهدف من زيارتك لمصر؟

- قبل دخول أمريكا للعراق فكرت فى طريقة أخرى للحوار مع العراق بدلاً من قتل آلاف الناس والتعامل عسكريا مع صدام حسين، فاتصلت بكل من نيلسون مانديلا وكوفى عنان وطلبت منهما الذهاب إلى بغداد لمقابلة صدام، ووافقا لكن للأسف الشديد قبل أن نبدأ نحن بدأت القنابل الأمريكية فى السقوط على بغداد، ولم تحدث تلك المقابلة ولكن بالرغم من ذلك طلبت من نيلسون مانديلا تأسيس مجموعة من عدة أشخاص ووصل عددها فيما بعد إلى 12 رجلاً وامرأة لديهم قوة أخلاقية سيستفيد منها العالم.

وطلبنا من مانديلا تأسيس مجموعة الاثنى عشر الكبار، ووافق مانديلا، واختار 12 شخصا متوازنين من الرجال والنساء من مختلف دول العالم، فاختار الأخضر الإبراهيمى الذى يساعد حاليا فى حل الأزمة السورية.

وهذه المجموعة يترأسها حالياً القس الجنوب أفريقى ديسموند توتو والمجموعة تشمل عضويتها كلا من كوفى عنان، وجيمى كارتر من أمريكا وميرى رابنسون من أيرلندا الشمالية وجروهارلم برنتلاند من النرويج وإيلا بات من الهند، وخلال السنوات الأربع الأخيرة بدأوا يهتمون بمناطق الصراع ويلعبون بها دورا إيجابيا لحل تلك الأزمات، ونجحنا فى عدة أماكن بها صراع منها كينيا والسودان، والمجموعة تبحث حاليا الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية وتفكر فى إيجاد حل لها، وتدعم استمرار وجود الدولتين وفقا لحدود 1967، وخلال زيارة «مجموعة الكبار» إلى مصر التقوا بالرئيس المصرى محمد مرسى وتكلموا معه عن القضية الفلسطينية وموضوعات أخرى، والحقيقة أن المجموعة استمتعت باللقاء لأن كلامه كان مفعماً بالأمل.

ما فكر هذه المجموعة؟

- هذه المجموعة لا تتبنى وجهة نظر واحدة على حساب الأخرى، لأنهم فى أواخر 10 أو 15 عاماً من حياتهم، وبالتالى ليس لديهم أنانية أو غرور أو معاداة لشخص ما أو العمل ضد قضية ما، هم فقط يريدون استخدام قوتهم الأخلاقية للمساعدة فى حل الأزمات الإنسانية.

ما دورك فى المجموعة بالتحديد؟

- لست عضوا فى المجموعة لكننى مستشار لهم وأشعر بالفخر فى هذا العمل، وأحضر اجتماعاتهم وأستمع إليهم وأتعلم كثيراً منهم.

بالنسبة لحوارك مع رجال الأعمال الشباب اليوم ما هدفك من الحوار وهل تمارس ذلك النشاط عبر العالم أم فى مصر فقط؟

- أنا بدأت أعمالى منذ أن كان سنى 15 عاما، وتواصل مسلسل الاستثمارات لمدة 45 عاما فى التجارة، وأسست أكثر من 400 شركة وأعتقد أن هذه الخبرة ستفيد الشباب من رجال الأعمال المصريين، ولهذا السبب سأقوم بإجراء حوار مع رجال الأعمال المصريين وسنستمتع معا بهذا النقاش فهو سيكون حوارا تفاعليا مع الجمهور وليس رسمياً، وسأسأل أسئلة وأتمنى أن أجد إجابات لها ممن يريدون تأسيس شركات، وسأعرض عدداً من مقاطع الفيديو وبعد العرض لدينا برنامج فضائى سأتحدث عنه قليلاً ولدينا أيضا عمل خيرى مسؤولة عنه شركتنا «فيرجن» وسيركز هذا الجزء على قضايا نهتم بها مثل مكافحة تجارة المخدرات ومحاربتها، ونفكر فى صناعة أفكار إضافية كحلول بديلة لتلك المشكلة وخلال الحدث نفسه سنحاول جمع الأموال لصالح إحدى المؤسسات الخيرية بمصر التى سنختارها بمعيار المؤسسة الأكثر مساعدة لرجال الأعمال الشباب فى مصر.

ما الشروط التى يجب أن توفرها مصر لتشجع رجال الأعمال للاستثمار فى مصر؟

- أهم شىء أن تحتضن مصر كل المصريين، لن نستثمر فى مصر إلا حينما نشعر أنها أصبحت لكل المصريين بعد الثورة، حين يشعر المصريون بأنهم مرتاحون للحياة فى بلادهم سنستثمر بها، فالأموال المرتعشة أو المرعوبة لا تجنى أرباحاً، ولا تخلق استثمارات جيدة، خاصة إذا تزامن ذلك مع وجود انفلات أمنى وسياسى، وبالطبع كانت نتيجة الانتخابات المصرية متقاربة جدا، لكن مصر بلد محظوظ لأن الرئيس محمد مرسى قال إنه رئيس لكل المصريين، وإن كان لايزال عدد من المصريين - ممن هم ضد مرسى - لا يثق بهذا الكلام ويجب على الإخوان المسلمين أن يحتضنوا كل المصريين ولو فعلوا هذا فلن يخاف المستثمرون من العمل بمصر، لأنها فى هذه الحالة لن تصبح مثل إيران وبالتالى سيتشجع رجال الأعمال للاستثمار فى مصر.

ما الخطوات المطلوبة لتحقيق ذلك الوضع؟

- يجب على الرئيس ومستشاريه وأعضاء الحكومة أن يؤكدوا أن مصر لكل المصريين ويتم احتواء الجميع، لتصبح مصر مستقرة وبعيدة عن الفوضى، ونأمل فى الحصول على رخصة لشركة الطيران فيرجن للدخول لمطارات مصر، وفى هذه الحالة سيسافر عدد أكبر إلى مصر وستنخفض أسعار الطيران التجارى فيما يتعلق بحمولات البضائع، وستلعب الشركة دورا مهما فى تنمية الاقتصاد المصرى.

ما أهم طريقة - من وجهة نظرك - لتنمية الاقتصاد المصرى؟

- أهم طريقة لتنمية الاقتصاد المصرى هى تشجيع الشركات الصغيرة لأنها تخلق فرص عمل كثيرة، وأنا أعرف أن الأرصدة الصغيرة أو المشروعات الصغيرة لخلق ملايين فرص العمل، فمثلا سيدة الأعمال الهندية «إيلا بات»، هى واحدة من مجموعة الكبار الـ12، وفرت مليون فرصة عمل جديدة بالهند من خلال المشروعات الصغيرة، وإذا لم تتواجد مؤسسات لرعاية المشروعات الصغيرة فلن ينمو الاقتصاد خاصة فيما يتعلق بالنساء تحديدا وبشرائح الفقراء.

بماذا تنصح رجال الأعمال الشباب المصريين وأنت بدأت من الصفر؟

- يجب أن نتفق على مفهوم الشركات التجارية، الشركة هى المؤسسة التى تحسن حياة الآخرين، كانت عندك فكرة لتحسين حياة الآخرين، إذا الأفضل أن تختار شركة فى مجال تهتم به وتعرف عنه الكثير لتؤدى إلى النجاح.

أنت استثمرت فى مجال الاتصالات بجنوب أفريقيا.. فى أى مجال بمصر تحديدا ستوجه استثماراتك؟

- لو كان فى مصر قطاعات مصرية تتضمن شركات كبيرة تحتكر سلعة أو خدمة معينة، أو قطاعات مهمة لا تدار بشكل جيد، يمكن أن نستثمر فيها، فهذه القطاعات هى التى تحتاج تحسينات الاستثمار الأجنبى، ونريد أن نستثمر فى قطاعات تعانى الاحتكار لمنع الاحتكار، وهذه رسالة منى للجريدة لنشرها للمصريين، نريد أن تمتد علامتنا التجارية إلى مصر من خلال شركة فيرجن للطيران، لو رأينا أن مصر مستقرة وعلمانية ولكل المصريين فمن المؤكد أننا سنبدأ استثماراتنا بها.

هل استثمرت فى مصر من قبل؟

- نعم كانت لدىَّ شركة سياحة بالأقصر تعمل فى مجال البالون للسائحين، وأنا شخصياً طرت بهذا البالون فوق وادى الملوك ونهر النيل وكان النشاط والتجربة رائعين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية