لماذا الخروج..؟ سؤال طرحته «المصرى اليوم» على قيادات ورموز العمل الوطنى حول الحشد وإعلان التعبئة الشعبية يوم 30 يونيو للمطالبة بإسقاط نظام لم يعتل سدة الحكم سوى 365 يوماً، شهدت أحداثاً وحوادث وقرارات أدت لإعلاء مبدأ المحاسبة، الذى تلاه الرفض ثم التمرد حتى وصل إلى الإصرار على الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
«30 يونيو.. أسئلة الخروج الكبير» سلسلة حوارات يومية تنشرها «المصرى اليوم» لمتابعة ورصد وتحليل المشهد لتفنيد الأسباب التى دعت إلى استدعاء شعار الربيع المصرى «الشعب يريد إسقاط النظام» فى مواجهة أول رئيس منتخب بعد ثورة 25 يناير.
قال الدكتور حسام عيسى، القيادى بحزب الدستور سابقاً، عضو جبهة الإنقاذ، إن فترة حكم الدكتور محمد مرسى، لمصر هى عام من الفشل الذريع وتفكيك للدولة، وإن ما تعيشه مصر الآن هو قمة الانهيار بعد أن تحولت من دولة إلى غابة بسبب السياسات التى يتبعها النظام الحاكم. وأضاف عيسى فى حواره مع «المصرى اليوم» أن الرئيس فقد شرعيته عندما لم يلتزم بالحفاظ على ما أقسم عليه وهو النظام الجمهورى.
وأضاف أن الإخوان المسلمين سعوا منذ وصولهم للسلطة إلى تغيير المفاهيم الأساسية للدولة والهوية المصرية بهدف تغييرها وهو ما لا يجوز، فالأنظمة تصل للحكم للإدارة وليس قلب المفاهيم. وأشار«عيسى» إلى أن الجيش فى قلب الحركة الوطنية ولم يخرج من المشهد السياسى طوال عمره، وأنه سيتدخل فوراً إذا حدث عنف أو اعتداء من التيارات الإسلامية على المتظاهرين يوم 30 يونيو.
ووصف القيادى السابق بحزب الدستور «حركة تمرد» بأنها أنبل شىء حدث فى مصر منذ ثورة 25 يناير، واصفاً تصريحات الدكتور محمد البلتاجى، القيادى البارز بحزب الحرية والعدالة، واتهامه للجيش بأنه جيش النكسة، بالجهل التاريخى والوقاحة. وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى مصر بعد عام من حكم الدكتور محمد مرسى؟
- ما تشهده مصر حالياً لم تعرفه من قبل سواء ما قرأنا عنه فى التاريخ أو ما شهدته طوال حياتى، حتى إن مصر الرسمية والدولة الحالية أصبحت مفككة من الداخل ومتحللة الأوصال وتم تعريتها بالكامل، والقضية ليست أن مصر فقيرة، «لأنها طول عمرها فقيرة نسبياً»، لكن مصر طوال تاريخها قوتها تأتى من الكوادر التى تمتلكها، وهو ما مكنها من الريادة فى المحيط العربى والأفريقى، و«عمرها ما كانت منقسمة طوال تاريخها مثلما هى الآن».
■ ما سبب هذا الوضع من وجهة نظرك؟
-السبب أن هناك جماعة تحكم مع وجود رفض كاسح لها من كل أطياف الشعب، وبالتالى الفئة الحاكمة لم تعد فى الحقيقة تدير شؤون البلاد من أجل جماهير الشعب، وإنما تدير مصر لحساب الجماعة، وذلك يعنى فقدانهم لمفهوم الدولة التى أصبحت مفتقدة للتجانس وارتباط مكونات الشعب، والدولة الحالية لا تنظر للأقلية، باعتبار أنهم شركاء فى الوطن، والأقباط يشعرون بقلق شديد وخوف، فضلاً عن أن كل المصريين الذين لا ينتمون للجماعة أصبحوا خائفين.
■ لماذا؟
- لأن مفهوم الدولة القائم على دولة القانون والحريات تقطع أوصاله من خلال محاولات هدم الأزهر الذى يعد منصة المسلمين، بالإضافة للاعتداء على الكنيسة الوطنية، حتى أصبح الأمر مرعباً، وأريد أن أشير إلى أن كل ذلك أثر بالسلب على امتدادنا الخارجى، حتى إن مصر أصبحت غير موجودة فى أفريقيا وأزمة مياه النيل أكبر دليل على ذلك، لأن تواجد مصر فى أفريقيا أصبح صفرا رغم أننا كنا أحد قادة القارة.
■ كيف أصبحنا على هذا الوضع؟
- لأننا أوقفنا التعاون مع دول القارة سواء فى الخبرات أو المساعدات على عكس فترة الستينيات التى كان فيها عبدالناصر أينما يذهب إلى أى دولة أفريقية تكون شعبيته فيها أكبر من قائد هذه الدولة، وجاء الإخوان وقضوا على ما تبقى لمصر فى أفريقيا، كما أن مصر أصبحت بلا أى دور فى العالم العربى أيضاً.
■ يقال إن غياب مصر عن العالم العربى وأفريقيا بدأ مع النظام السابق، لماذا تحمله للإخوان فقط؟
- رغم أن مبارك كان أكبر المخربين لمصر إلا أن الوضع اختلف تماماً بعد ثورة 25 يناير، ودعنى أشير إلى أن الفترة الأولى من حكم مبارك والتى كان يتولى فيها الدكتور بطرس غالى وزارة الخارجية، كانت جيدة جداً مع أفريقيا والعرب، ولكنها تراجعت منذ أن رمى نفسه فى حضن الأمريكان، والإخوان رموا أنفسهم أيضاً فى حضن الأمريكان لذلك أصبحوا مثل مبارك فى آخر أيامه، وهو ما يثبته التدخل السافر للسفيرة الأمريكية فى شؤوننا الداخلية، فضلاً عن أن الإخوان أصبحوا كنزا استراتيجيا لإسرائيل ويعتبرون الآن أكثر من يخدم مصالح الكيان الصهيونى، لأنهم «بططوا حماس» وأخرجوها من معركتها الأساسية المتمثلة فى مقاومة الاحتلال وجعلوها جماعة إرهابية يستخدمونها فى الهجوم على السجون المصرية وترويع المصريين، وليس مصادفة أن يكون الحليف الأول للإخوان دولة قطر التى يوجد بها القيادة المركزية للقيادة الأمريكية فى الشرق الأوسط.
■ هل ترى أن سوء إدارة الإخوان للبلاد متعمد؟
- إن أيديولوجية الجماعة هى شعار «طز فى مصر»، لأنها بالنسبة لهم لا تمثل أى أهمية فهى عبارة عن عنصر فى كيان وهمى اسمه الخلافة، وهم دائما يؤكدون عدم ولائهم لمصر والشعب والدليل على ذلك أنهم يقولون إن علاقتهم بالمسلم الماليزى أهم بكثير من علاقتهم بالمسيحى المصرى، فكيف لأحد أن يكون علاقته بمواطن غير مصرى أهم من علاقته بمواطن مصرى أى كانت ديانته، فإنه يتحدث نفس اللغة ويحارب عن نفس الأرض، فإن أول من عبر خط بارليف هو الضابط فؤاد عزيز غالى، وقال الله أكبر، كما أن مكرم عبيد كان دائما يقول أنا مسلم الوطن، لأنه تأثر بالثقافة الإسلامية، ومصر الآن لا يوجد بها مسيحى قادر على أن يقول إنه مسلم الوطن بعد عام من حكم الإخوان لأنهم يقومون بتكفيرهم، فضلاً عن أن الإخوان يكفرون من يختلف معهم فى إدارة الدولة، لذلك أصبح الوطن مفككاً، لأن الدولة التى تعد صيغة سياسية للوطن مفككة للغاية.
■ هل كنت تتوقع كل هذا الرفض الشعبى للإخوان وبهذه السرعة؟
- بالفعل كنت أتوقع انهيار شعبيتهم، ولكن ليس بهذه السرعة الكبيرة، وعندما كنت أشاهد أداءهم فى مجلس الشعب وتصريحات قيادات الجماعة سواء كان عصام العريان أو محمد البلتاجى أو محمد سعد الكتاتنى أو حتى الرئيس مرسى نفسه كنت أرى أنهم يخسرون كل يوم بشكل كبير وخسارتهم أكثر مما كنا نحن نستطيع أن نفعله كمعارضين، وذلك لأنهم يفتقدون الخبرة والعلاقة بالدولة، لأنهم يعتبرون أنفسهم أكبر من مصر.
■ هل معرفتك بالجماعة كانت السبب وراء عدم حضورك اجتماع فيرمونت؟
- بالفعل تمت دعوتى والحمد لله أننى لم أحضر، فقد حدثنى الدكتور البلتاجى لمدة ساعتين على التليفون يحاول إقناعى بأن أحضر وقولت له أعوذ بالله أن أحضر، وقولت له اذكر لى موقفا واحدا أوفيتم فيه بوعودكم التى قطعتوها على أنفسكم، فقد قلتم لن يكون لكم مرشح فى الانتخابات الرئاسية «ونزلتوا باثنين»، ولن ترشحوا أكثر من 25% فى الانتخابات البرلمانية ونافستم على جميع الدوائر، فضلاً عن أنكم كنتم معنا فى التحرير وذهبتم للتفاوض مع النظام السابق.
■ ماذا كان رد البلتاجى؟
- قال إننا التزمنا بكل مطالب القوى الوطنية الداعية للدولة المدنية، رددت عليه قائلاً كل ذلك كلام على الورق فقط، وهناك البعض ممن حضروا اجتماع فورمنت اعتذروا عن عدم مشاركتهم فى هذا الاجتماع ومنهم الإعلامى «حمدى قنديل»، الذى اعتذر عن ذلك فى مقالتين بعنوان «أنعى إليكم اجتماع الفورمنت»، ونشرا فى «المصرى اليوم» وأعلن فيهما عن ندمه وأنه أخطأ، وأنا كنت أعلم أن الإخوان جاءوا لينفردوا بالحكم، ولكى يهدموا كيان البلد.
■ لكنهم وصلوا للحكم عبر صناديق الانتخابات؟
- ليس معنى أن تنجح فى الصندوق هو أن تدير البلد كما تشاء، وليس لك الحق فى تغيير كل المفاهيم الدستورية الموجودة، ولكن تتم إدارة الدولة بمساعدة وتأييد الجميع والعمل على تحسين وضع الدولة وليس كما سعى الإخوان وعملوا على تغيير المفاهيم الأساسية لها، فـ«مرسى» افتقد المفاهيم الأساسية للحكم وهى التراضى والتوافق وضمان الحريات الأساسية المكفولة للجميع وصياغة دستور يتوافق عليه الجميع ويحفظ حقوق المسلم والمسيحى ومكتسبات المرأة التى يجب ألا تمس، والدستور الذى تم إقراره جعل مصر فى حالة من عدم الاستقرار.
■ ما رأيك فى مؤتمر نصرة سوريا الذى عقد فى الاستاد؟
- يعتبر من تصرفات الرئيس غير المسؤولة، فإن مشاركته فى مظاهرات لحزبه وأنصاره خطأ كبير، والطامة الكبرى إعلانه قطع العلاقات مع سوريا وهو بين أنصاره دون أخذ رأى أحد بالإضافة لإعلان الكفاح المسلح ضد سوريا، وأنا أتساءل: كيف يتم اتخاذ هذا القرار ومصر وسوريا كانتا دولة واحدة؟
■ ما تفسيرك لهذا القرار؟
- هناك أمران، الأول إعلان الإدارة الأمريكية تسليحها للمعارضة السورية، ومرسى أراد أن يقول لهم «أنا الراجل بتاعكوا وسبقتكم بقطع العلاقات وأخذ موقف تجاه سوريا»، بل ودعا للذهاب إلى الحرب فى سوريا، وهو الأمر الذى يعد بالغ الخطورة، خاصة أن سوريا أصبحت مهددة بالتقسيم، فكيف يحدث هذا والمفروض أن الوطن العربى بالكامل مهم لمصر، لأنه مجال انتشار لنا، بغض النظر عن بشار أو غيره ولكن يهمنا تماسك الوطن السورى.
الأمر الثانى هو أن هذا القرار جاء ليكون عربون محبة للأمريكان وللسعودية وللفرقاء الإسلاميين المحيطين بمرسى، لأنهم ينادون بالجهاد، وهو أراد أن يكسب من جميع هذه الأطراف، لذلك مرسى لا ينظر إلى مصلحة مصر، ولكنه يهتم وينظر لمصلحة الجماعة والفرقاء الجهاديين، فكيف لرئيس لديه أزمات كبيرة فى الداخل والخارج وأهمها أزمة مياه النيل أن يعلن الحرب على سوريا.
■ بمناسبة أزمة مياه النيل ما رأيك فى اجتماع مرسى مع القوى الوطنية لبحث الأزمة؟
- الاجتماع يعد فضيحة كبرى، وأنا شاكر للدكتور مرسى على هذا المؤتمر، لأننا جميعا ضحكنا وبكينا فى نفس الوقت، لأنه ليس من المعقول عسكرياً أن يعلن مرسى الحرب هو وجنرالاته من القوى السياسية، والتى تعد مثل الكشافة المدرسية على الهواء، وهذا المؤتمر تحديداً أكد لى أن مرسى وجنرالاته مثل الكشافة العسكرية فى المدارس، وما حدث هو نوع من الجنون لأن وجود مرسى فى حد ذاته أصبح مهدداً، ومع ذلك يعلن الحرب على سوريا التى حولت فى يوم من الأيام مراكب محملة بالقمح لنا أثناء أزمة القمح فى مصر رغم ذهابها لدولة أخرى.
■ هل ترى أن قرار مرسى قطع العلاقات مع سوريا كان يهدف لإقحام الجيش المصرى فى حرب معها؟
- طبعاً، لكن الجيش رد على قرار مرسى بأن مصر لن تحارب خارج أرضها وإذا حاربت خارج أرضها فلن تحارب سوريا، لأن التاريخ والعقل لا يقبلان ذلك أبداً، لذلك أنا أرى أن فترة حكم مرسى لمصر هى عام من الفشل الذريع لمصر.
■هل يمكن أن تنهار مصر بسبب ما وصلت إليه خلال العام الماضى؟
- ما تعيشه مصر الآن هو قمة الانهيار، وعندما تنظر إلى حادث مقتل أربعة من الشيعة فى إحدى قرى الجيزة فإن ذلك المشهد يلخص أن مصر تحولت لشىء مرعب بعد أن أصبح المواطنون يقتلون بعضهم البعض، وهو ما يتعارض مع طبيعتنا كمصريين، إلا أن مصر تعيش حالة من العربدة السياسية بسبب الإخوان، والمسؤول عن هذا هى الجماعة، لأن كل ما قامت ببنائه من أيديولوجية خرقاء وتكفير للمعارضة أدى إلى هذه النتيجة، خاصة أن كل واحد أصبح يكفر الآخر بعدما رأى النظام يكفر المعارضة، لذلك فمصر تعيش حالة هيجان دينى مما أدى لانتشار دعاوى التكفير.
■ كيف ترى الدولة المصرية الآن؟
- الدولة التى صنعها الإخوان منذ وصولهم للحكم هى دولة الغابة ويسيطر عليها فاشية، وتسمح بقتل الآخر بعدما أسقطوا حكم ودولة القانون وهو ما اتضح فى محاصرة المحكمة الدستورية، وأؤكد أن من حاصر المحكمة الدستورية هم الإخوان لأن رئيس الدولة هو الذى طلب بمحاصرة المحكمة الدستورية وساند من قام بذلك، لذلك سقطت مصر بعدما أسقط مرسى دولة القانون التى تحفظ التوازن بين السلطات، وعندما أخل هتلر بتوازن دولة القانون أصابه الجنون أساس الانتهازية، والإعلان الدستورى جعل مرسى مثل هتلر، حيث جعل نفسه فوق القانون والمساءلة، وذلك لم يحدث فى التاريخ المعاصر إلا مع هتلر ومن بعده مرسى، لأنه جعل قراراته السابقة واللاحقة لا يجوز لأحد الطعن عليها.
■ كيف ترى حركة تمرد؟
- تمرد هى أنبل ما حدث فى هذه الأمة منذ 25 يناير وأكثر المظاهر عبقرية، لأن القائمين عليها شباب صغير لكنهم ابتكروا فكرة رائعة لتعبئة وحشد المواطنين بشكل حضارى، فضلاً عن أنهم وضحوا للعالم كله أن مرسى أصبح غير مرغوب فيه، لأن كل الشعب المصرى سيحتشد فى 30 يونيو.
■ ما توقعاتك ليوم 30 يونيو، وهل سيمر بشكل سلمى فى ظل ما نراه الآن من تهديدات؟
- إذا حدث أى اعتداء على المتظاهرين أو لو نشب اى عنف فذلك يعنى أن مصر انهارت ولم تعد دولة، ولكنها تؤكد أن النظام سقط تماماً رغم أنه أصبح فاقدا للشرعية منذ الإعلان الدستورى وتعيين النائب العام وأحداث الاتحادية، كما أن الشرعية ليست صندوقا فقط وإنما هى فى الأساس احترام لأسس النظام الجمهورى.
■ وزير الدفاع أعطى مهلة أسبوعا للوصول إلى توافق، كيف ترى هذا الأمر؟
- هناك من يقول إنه يجب أن يتدخل الجيش فى السياسية، والسياسة تعنى إدارة شؤون المدينة أو الوطن كما عرفها أرسطو، وطالما أن الخلاف متعلق بالإدارة فذلك خلاف سياسى، ولكن عندما يكون الخلاف حول هدم أسس الدولة فإن ذلك تخطى السياسة، حيث يتعلق الأمر بالوطن وأسس وجوده لذلك لا يجب على أحد القول بعدم تدخل الجيش، وهو ما أكده حديث السيسى الذى أكد فيه أن المؤسسة العسكرية لن تظل تشاهد سقوط وانهيار الوطن دون تدخل.
■ ما موقع الجيش من مشهد 30 يونيو؟
- الجيش طول عمره داخل المشهد السياسى، وعمره ما خرج منه، وعندما تحدث مرسى بلهجة إعلان الحرب على سوريا، خرج تصريح عن الجيش يؤكد أنه لن يحارب فى سوريا، وهو ما يؤكد أن الجيش فى قلب الحياة السياسية منذ ثورة 52، وسبق وأن تصدى المشير طنطاوى فى ظل حكم مبارك لبيع بنك القاهرة وطالب محمود محيى الدين بعدم الحديث فى هذا الأمر مجدداً، وقال للوزير سيد مشعل، وزير الإنتاج الحربى آنذاك «ولاد ال... باعوا ثلاث أرباع البلد وعايزين يبعوا الربع اللى فاضل»، وحديث السيسى الأخير يؤكد أن الجيش فى قلب الحركة الوطنية، وإذا كانت الدولة والوطن فى خطر فإن واجبه التاريخى هو التدخل فوراً وإذا لم يتدخل «ما يبقاش جيش».
■ وهل سيترك الجيش مصر تنهار؟
- لا يمكن ومن المستحيل أن يترك الجيش مصر تنهار أو أن يخرج من يهدد ويروع المواطنين وينفذ ترويعه، كما أن السيسى فى حديثه أكد أن هناك خطا أحمر هو الدولة والوطن.
■ الدكتور محمد البلتاجى وصف الجيش أثناء مليونية نبذ العنف بأنه جيش النكسة، كيف ترى ذلك؟
-الجيش الحالى هو جيش اكتوبر وحرب الاستنزاف، فإن حرب اكتوبر أعادت للجيش المصرى كل ما خربه السياسيون، فضلاً عن الجيش هو الذى حمى ثورة 25 يناير، وما قاله البلتاجى عن الجيش جهل تاريخى ووقاحة، ويجب عليه أن يعلم أن جيش 5 يونيو انتهى بحرب الاستنزاف، وجمال عبدالناصر وعبدالمنعم رياض والفريق فوزى أعادوا بناء الجيش المصرى على أعلى وأعظم مستوى.
■ بعد تهديدات قيادات بالتيار الاسلامى بسحق المتظاهرين وأن الدم سيكون للركب، من وجهة نظرك ما التوقيت المناسب لتدخل الجيش؟
- كل الظروف التى تدعو الجيش إلى التدخل الفورى موجودة الأن بدليل أن الجيش أعطى مهلة اسبوع وذلك يشير إلى أن الوضع الحالى لا يمكن السكوت عليه، لذلك فالظروف الحالية تؤهل الجيش إلى أن يلعب دورا أكبر بكثير للحفاظ على الوطن والدولة، خاصة أن مصر أصبحت دولة بدون إدارة.
■ إذن من وجهة نظرك ما السيناريوهات المتوقعة حال رحيل مرسى؟
- سيتم إعلان فترة انتقالية والقوى التى ستحسم المعركة هى التى ستقرر، ولكن بعد إسقاط هذا النظام، الذى يعد كابس على مصر يجب العمل فورا على بناء البلد التى انهارت من خلال إعادة بناء الأسس والقواعد بالإضافة للم الشمل وإعادة الأمن.
■ فى ظل الانقسام الذى تعيشه مصر حاليا من وجهة نظرك ما الشخصية التى تصلح لقيادة مصر الفترة المقبلة؟
- مصر ولادة وبها شخصيات عظيمة للغاية، وبالنسبة لى فأنا أرشح الدكتور محمد غنيم، لأنه شخصية وطنية وقادرة على الإدارة، فضلا عن أنه من الناحية المهنية شخصية عظيمة وواضح سياسيا، بالإضافة لعدم وجود ارتباطات حزبية أو سياسية تؤثر عليه.
■ هل يمكن أن يكون سقوط مرسى قضاء على تاريخ جماعة الإخوان المسلمين؟
- قضيتنا ليست القضاء على الإسلام السياسى فى مصر، ولا يوجد أحد قادر على ذلك ولا هى مطلوبة، ولكن القضية أنهم لابد أن يعودوا إلى حجمهم الطبيعى، ويؤمنوا بأنهم غير قادرين على تقسيم البلد أو الانفراد بالسلطة وحكم المصريين رغم أنفهم بعد أن حولوا الدولة إلى دولة ميليشيات، لذلك لابد من أن يبتعد الإخوان عن الحكم.