أكدت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن ما وصفته بـ«الإعدام الغوغائي» لـ4 من الشيعة في قرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة من قبل مسلمين سنة، زاد العداء تجاه الشيعة في البلاد، مشيرة إلى تزامن الحادثة مع محاولة الإسلاميين حشد المؤيدين للرئيس محمد مرسي، قبيل الاحتجاجات المرتقبة في 30 يونيو الحالي.
أخبار متعلقة
واعتبرت الصحيفة، في تقرير لها، نشر الثلاثاء، هذا الهجوم أنه أحد أسوأ حالات العنف الطائفي في مصر منذ سنوات، مؤكدة أن «القتل الوحشي» لأشخاص عزّل في منازلهم فاجأ الكثير من المصريين، ونبه إلى تنامي جرأة المتطرفين الدينيين في البلاد، وأن تعداد الشيعة في مصر، ذات الأغلبية السنية، يقدر بنحو 2% من السكان، في وقت تبلغ فيه نسبة الأقباط 10%، وفقا لدراسة أجراها مركز «القدس» للشؤون العامة.
وأضافت أن مصر شهدت الكثير من الاشتباكات السابقة بين الأقباط وقوات الأمن أو المتطرفين الإسلاميين، ومهاجمة مسلمين متشددين أماكن العبادات المسيحية والصوفية خلال الفترة الماضية، إلا أن طبيعة عمليات القتل الأخيرة زادت من مخاوف الأقليات الدينية في البلاد.
ونقلت «فاينانشيال تايمز» عن محمد خميس، العضو في الجماعة الصوفية، قوله إن «ما يحدث تهديد لأي شخص لديه معتقد مختلف»، مضيفا أن التفكير السلفي المتطرف يهدد جميع الأقليات، فنحن نأخذ احتياطاتنا وقلقون من الوضع.
وعلى صعيد متصل، أكد «حزب الله» اللبناني أن «قوى متطرفة تحركها أيادٍ خارجية» هي السبب في مقتل رجل الدين الشيعي في مصر، حسبما جاء في بيان نشر على الموقع الرسمي للحزب.
وأضاف البيان: «أدت حملة التحريض المستمرة، التي طالما حذرنا منها إلى ارتكاب جريمة بشعة، استهدفت تجمعاً للمسلمين الشيعة في الجيزة، وراح ضحيتها الشيخ حسن شحاتة، وعدد آخر من المؤمنين».
وطالب الحزب الأجهزة المصرية باتخاذ الإجراءات اللازمة، للقبض على المجرمين، وتقديمهم إلى العدالة لينالوا القصاص العادل، كما ناشد الشعب المصري العمل على بذل الجهود لمحاصرة ظاهرة التطرف، وحماية المواطنين على مختلف انتماءاتهم من جرائم الاعتداء والقتل، بسبب معتقداتهم الدينية، التي تكفلها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية. كانت إيران قد أدانت الحادث، الثلاثاء، واعتبرته نتيجة «مؤامرة أجنبية».
