x

جلال مصطفى السعيد أنا.. والأمين جلال مصطفى السعيد الإثنين 04-01-2021 02:22


يشغل هو حاليًا موقعًا مهمًا، مستشارًا للرئيس للشؤون المالية، وكان قبلها، ومنذ 2011، رئيسًا لهيئة الشؤون المالية للقوات المسلحة، وهذه كانت مرحلة من أخطر المراحل التى مرت بها مصر فى تاريخها المعاصر، وكان الجيش يتعرض خلالها لضغوط ومؤامرات عديدة، ونجح الجيش ومعه مصر كلها فى تخطيها والحمد لله، وكانت وظيفته هذه تمثل مهمة صعبة ومعقدة ومليئة بالتحديات.

إنه اللواء محمد أمين أو محمد بيه الأمين كما يطلق عليه أصدقاؤه، وقد عرفته لأول مرة فى أواخر 2012، فى ذروة سيطرة الإخوان على السلطة، وبعد ثورة 30 يونيو 2013 وانطلاق أعمال العنف والاعتصامات، كان يدعونا لنشاهد، من المنطقة المرتفعة لفندق الماسة، المظاهرات وأعمال العنف والكر والفر والمتاريس التى كانت تستخدم فى قطع طريق الأوتوستراد فى المنطقة من تقاطعه مع امتداد رمسيس وحتى ميدان هشام بركات (ميدان رابعة فى ذلك الوقت).

ولأن مقر هيئة الشؤون المالية للقوات المسلحة يطل على هذا الميدان، فقد كانت نوافذ مكتبه فى هذا المبنى تشاهد كل ما يحدث هناك، وكأن المبنى مزروع داخل أعمال التجمهر والاعتصام، وكان المبنى لهذا السبب معرضًا بشكل دائم لأعمال التخريب، وإطلاق الرصاص، وغيرها من التصرفات غير المنضبطة التى لازمت التجمع الكبير الذى استمر من نهاية يونيو 2013، وحتى فض الاعتصام فى 14 أغسطس من نفس العام، وهو نفس اليوم الذى توليت فيه موقعى الجديد محافظا للقاهرة.

وعند زيارتى للموقع صباح 15 أغسطس كان أول من قابلته هو محمد بيه الأمين، وأحاطنى هو ورجاله، بكل اهتمام، منذ دخولى أرض الميدان ووفروا لى الحماية، حتى غادرته، كان الدمار يحيط بالمكان، الدخان كان مازال يتصاعد من أرجاء المسجد، الأرضيات كانت مشبعة بالمياه من آثار إطفاء الحرائق، شاهدت آثار الحرائق على الحوائط والأسقف، تفقدت المسجد بكافة أرجائه وتفقدت كذلك ثلاث مدارس فى المنطقة معظمها تم تعديلها لتضم العشرات من دورات المياه، وأماكن لإيواء الدواب، ومجازر لذبحها، ومطاعم لإعداد الوجبات لإطعام آلاف المعتصمين.

أثناء عملى محافظًا للقاهرة، ومع ظهور بشائر مشروع الأسمرات الكبير لمواجهة العشوائيات، كان أول من دعم المشروع هو الرئيس السيسى عقب توليه المسؤولية مباشرة، ومن هنا كان تكليفه لصندوق تحيا مصر، الذى كان حديث النشأة وقتها، أن يصبح شريكًا رئيسيًا فى المشروع، ولأن محمد بيه كان أمينًا للصندوق، فقد أصبح أكبر معين فى التنفيذ والتمويل بتعليمات من الرئيس، وانتهينا من المرحلة الثانية فى وجودى فى موقع المحافظ، واستكمل هو المرحلة الثالثة وأصبح قوام المشروع 20 ألف وحدة سكنية بجميع خدماتها ومرافقها، ويتسع لحوالى 100 ألف نسمة كانوا يعانون من حياة بائسة فى مناطق عشوائية وغير إنسانية.

انطلق محمد الأمين بعد ذلك لتنفيذ مبادرات إنسانية جديدة، كلها بتكليفات وباهتمام رئاسى ملحوظ، ومنها مبادرات فى مجال مكافحة فيروس سى، ومكافحة ضعف وفقدان البصر (نور حياة)، وأخرى فى مجال الدعم الاجتماعى للأطفال بلا مأوى، و(سجون بلا غارمين) والعناية بذوى الهمم (صندوق عطاء)، ومبادرات فى مجال مكافحة العشوائيات، فى الأسمرات وبشاير الخير ومصر النوبة، ومبادرات فى مجال التمكين الاقتصادى للمرأة (مشروع مستورة). وأخرى فى مجال مواجهة الكوارث والأزمات، مثلما حدث فى قوافل الإغاثة التى نظمها صندوق تحيا مصر لمواجهة الظروف الجوية السيئة، وتوصيل التبرعات إلى المحتاجين فى كافة ربوع مصر، وقد حصل الصندوق بسببها على ثلاثة أرقام عالمية فى سجل جينيس للأرقام القياسية فى مجال الإغاثة الإنسانية.

ومع انتقاله للعمل مستشارًا للرئيس، وبالإضافة إلى إسهاماته الإنسانية من خلال صندوق تحيا مصر، توسع فى مشروعات أخرى، منها الماسة كابيتال فى العاصمة الإدارية الجديدة، وبجوارها مدينة الفنون، والأوبرا الجديدة، والمتحف العالمى، وانطلق غربًا منفذًا مشروع الماسة فى العلمين، وغيرها من المشروعات العملاقة، التى تتعجب متى تم التخطيط لها وتصميمها واكتمال بنائها بهذه السرعة فى التنفيذ وبهذا القدر من الفخامة والروعة والجمال.

إن بلادنا مليئة بالشخصيات الرائعة، الجميلة، البشوشة والتى تمتلئ بالحيوية والحب الجارف للوطن، وهى نماذج مشرفة وقدوة للأجيال الجديدة، ومحمد بيه من هؤلاء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية