x

أيمن الجندي أنشودة الطفل «قصيدة نثرية» أيمن الجندي السبت 26-05-2012 22:25


أيها الطفل الأسمر، ذو الوجه النضر والعينين الحزينتين

لماذا استيقظت مبكرا هذا الصباح؟

الديكُ لم يؤذن بعد، والعصافيرُ نائمة

والليلُ يتنهد فى رفق، بأنفاس ناعمة

والقمرُ يلملم ضوءه ليشرق فى الليالى القادمة

والنجومُ تنادى بعضها كى ترحل من السماء

وأنت فى صمت مريب ترفعُ الغطاء

محاذرا أن تستيقظ أمك وتسألك فى دهشة:

إلى أين أنت ذاهب، أيها الطفل الأسمر، ذو الوجه النضر والعينين الحزينتين؟

■ ■ ■

أراك تسير فى جانب الطريق، مستغرقا فى الهم

فلماذا يا عاقد الحاجبين؟

يا صغير السن، يا كبير الحزن

الشمسُ تفتح عينها من بعد نوم المساء

والعصافيرُ تغرد للبكور وللضياء

فلماذا تغفل عن بهاء الكون، أيها الطفل الأسمر ذو الوجه النضر والعينين الحزينتين؟

■ ■ ■

مالى أراك ذاهبا إلى السوق الكبير!!

الريفياتُ يحملن عسل النحل والزبد الوفير

والفلاحون يسحبون بقراتهم الصفراء فى فخر كثير

والرجالُ ذوو الشوارب يعقدون الصفقات فى صمت خطير

وأنت؟ ما بضاعتك أيها الطفل الغرير؟

■ ■ ■

أيها الطفل الأسمر، ذو الوجه النضر والعينين الحزينتين

ما أغرب بضاعتك التى تنادى عليها فى صوت كسير:

من يشترى طفولتى؟، دهشتى؟ قدرتى على الفرح الكبير؟

من يأخذ عينين واسعتين؟

ضحكةً صافيةً تجلجل- حين أفرح- للسماء

نوما سريعا حينما يأتى المساء

بابا حملته الملائكةُ إلى الخلود

وماما تجهدُ نفسها من أجل النقود

هذه بضاعتى! فمن يشترى طفولتى؟

■ ■ ■

آه أيها الطفل الأسمر، ذو الوجه النضر والعينين الحزينتين

لا أحد يريد بضاعتك فى ذلك السوق الكبير

وحدك تعود كسير القلب فى صمت رهيب

بلا نقود ولا طفولة ولا مرح كثير

ما أصعب أن يظل الطفلُ طفلا فى ذلك الوطن المرير!

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية