مساكين يا معشر الرجال! تلقيت خطابين نسائيين رسما البسمة على وجهى وأنا أقرؤهما. الخطاب الأول تعقيبا على مقال «أجمل بطة فى العالم»، وهو عبارة عن سيناريو قصة كتبتها الدكتورة ناهد على، مدرس الأدب الإنجليزى ببنى سويف، وأهديها لمجلة ميكى:
«زيزى مولعة بالمزادات الكبيرة، وتخبر بطوط بأنها ستذهب إلى أحدها وتريده أن يرافقها لأنها فى مدينة بعيدة! وتخبره بأنه إذا لم يذهب معها، فسيرافقها غريمه محظوظ.
ولأن بطوط مفتون بزيزى فإنه يوافق على الفور رغم كراهيته الشديدة للمزادات لأنها مزدحمة بالناس وشديدة الصخب، لكن كله يهون من أجل محبوبته الفاتنة وحتى يفوت الفرصة على غريمه التقليدى!.
وهناك يتورط بطوط فى شراء إحدى اللوحات الفنية باهظة الثمن عن طريق الخطأ، حيث يرفع يده مطالبا الناس بالهدوء، فيظنه المسؤول عن المزاد يقوم برفع السعر، ولحظه العاثر تصبح اللوحة ملكه، وعليه أن يدفع مبلغاً مرعباً لا يملك منه شيئاً.
وطبعاً زيزى لا يعنيها الأمر فى شىء، بل تعنفه على حماقته التى بسببها لا تعرف كيف تعود إلى مدينة البط بمفردها، فهذا هو كل ما يهمها!.
وهنا يظهر محظوظ الذى تصادف ظهوره ليزيد من أوجاع بطوط، ولتنفرج أسارير زيزى وتركب فى عربة محظوظ، وتتعالى ضحكاتهما والسيارة تنطلق، تاركين بطوط المسكين يواجه مصيره البائس مع منظمى المزادات الذين يكادون يفتكون به ليدفع لهم ثمن اللوحة».
القصة الثانية متوحشة جداً! أرسلتها لى قارئة لطيفة، اسمها المستعار «هوجا تيرا»، وتكون مصيبة لو كان هذا هو اسمها الحقيقى، لأن ذلك معناه أنها من كوكب آخر، وربما من مجرة أخرى. اسم القصة «كوكب النساء»:
بمجرد أن تطأ قدماك سطح هذا الكوكب، تجد الحسناوات يختلن فى غرور وتفاخر، تلمع خصلات شعرهن تحت أشعة الشمس الذهبية، وتدوّى ضحكاتهن فى المكان. الرئيس امرأة، المستشارون امرأة، القاضى امرأة. كل شىء مُعد فى نظام دقيق.
وما إن يأتى موعد الغداء حتى يأتى الخدم من الرجال حاملين ما لذ وطاب، منحنى الظهور خافضى الرءوس، وما إن يضعوا الطعام حتى تشير لهم إحداهن بأصبعها فى إيماءة لهم أن يغادروا بسرعة.
من قوانين هذا الكوكب عدم التحدث مع الرجال. فقط يومئون أو يشيرون لهم بأصابعهن. الرجال هنا للأعمال الشاقة فقط وخدمة النساء. لزرع الأرض، وحفر الآبار، وحمل الأحجار لبناء منازل النساء. وإعادة تشكيل السبائك الذهبية لتناسب حلى سيداتهن. غير مسموح لهم بالتحدث مع بعضهم البعض. العمل 16 ساعة يوميا. وجبة طعام واحدة فقط فى اليوم. رغيف خبز وقطعة جبن تفى بالغرض. والعمل بلا راحة صيفا ولا شتاء. بينما النساء يمرحن وتعلو ضحكاتهن.
وما العجب فى قسوتهن، فهؤلاء الرجال قادمون إليهن من كوكب الأرض، وطالما استمتعوا باستعباد النساء! فالمرأة فى هذا الكوكب المتخلف أداة للطبخ وماكينة لإشباع شهوة الرجال. ذلك النوع الشهوانى الذى ما إن يرى امرأة حسناء إلا ويتحرش بها، أو يؤذى حياءها. تنهدت إحدى نساء الكوكب السعيد وقالت: «ما أتعس نساء الأرض».