ربنا الشافى المعافى، متوالية إصابة نفر من المشاهير بكورونا الأسبوع الفائت، خلّف أجواء قاتمة، سحب سوداء تظلل السماء، الطيبون فى خوف مقيم، الخوف سكن البيوت والنفوس.. الخوف زى البرد.. زى الصداع، الله يرحمك ياعم صلاح جاهين.
لافت حملات التفزيع الرهيبة التى يمارسها نفر من متبضّعى اللايكات والمشاهدات، يُمْعنون فى التخويف والتفريع لتحقيق مكسب رخيص فى خسارة فادحة.
الخوف من الخوف، الخوف معدٍ، إذا خاف الناس ارتجف البلد، لن نذهب بعيدًا، محلك سر، الخوف خطر داهم على صلابة الجبهة الداخلية فى مواجهة الوباء.
الصفحات الفيسبوكية الفَزِعة، للأمانة الكثير منها برىء، خوف طبيعى فى ظرف اسْتِثْنائىّ، الناس تنقل بغير حساب وتشيّر تشييرًا كثيرًا، وتخشى وتخاف وتتخوف، حالة هلع لا تهدئ من ضراوتها الأرقام الرسمية المعلنة.
تحت وطأة الجائحة كل حرف يمس عصبًا عاريًا، والبيوت فيها ما فيها من أطفال وكبار السن، ومرضى، أو يخشون مرضًا، ويتحسبون من مغبة العدوى السارية، معذورون ليس أثمن من الحياة فى ظل فقد أحبة بفعل الوباء.
ليس أخطر من الصفحات الالكترونية الموجهة لإحداث حالة ذعر بين الناس، فتتلاطم أمواج البشر، فيحدث ما لا يحمد عقباه، وهذا ما نخشاه ونخشى منه، فالإمكانات الطبية المتاحة (ع القد) وانتظمت بجهد جهيد، وتكلفت كثيرا من لحم الحى، فحسب تكفى فى الحالة الطبيعية، ولكن فى حالة الفزع الأكبر، حتمًا ستسقط من حالق.
أخطر ما نواجهه ليس الفيروس، معلوم طرق الوقاية والعناية الطبية، والوقاية بالكمامة خير من التنفس الصناعى، ولكن الشائعات، جد خطيرة فى ظل الجائحة، الفيس مُترع بشائعات ترشح مصر (رغما عن أنفها وأنف مواطنيها) موطنًا للفيروس، لماذا، لا تعرف سببًا، عبر المتوسط بلاد تفقد آلاف الأرواح كل يوم بفعل الوباء ولا تتقصدها الصفحات الالكترونية هكذا.
لن أعطيهم أكبر من حجمهم، ولكن قنوات الإخوان العقورة ترفع منسوب الخوف، وتنقل عنها الخلايا الإلكترونية تباعا، ومنها يتسرب الفزع إلى ملايين الهواتف النقالة، كل واحد ماسك محموله ومخضوض، إلحقْ فلان مات بكورونا، وفلانة أصابتها كورونا، ويشير أرقامًا وأعدادًا وأخبارًا سوداء، ويزيد ويعيد، ويقسم بأغلظ الأيمان أن ما ينقله صحيح، ولا يعرف مصدره أصلا.
أخطر من الوباء الفيروسى الوباء الفيسبوكى، وباء أسود ضرب البلد، فإذا ما اجتمعا (الوباءان الفيروسى والفيسبوكى) صار الخوف فزعًا. إياكم من الخوف.