أؤيد وبشدة، اقتراح كاتبنا الكبير الأستاذ صلاح منتصر إطلاق اسم «القاهرة الجديدة» على العاصمة الإدارية.. الجديدة.. ليس فقط بسبب سهولة إطلاقه على العاصمة الجديدة، سواء باللغة العربية.. أو باللغات الأجنبية.. ولكن لعدة أسباب.. أولها أن القاهرة اسم براق ومعروف عالميًا، ولأن عمره يعود إلى أكثر من ألف عام.. وأمامنا عدة أسباب، مثلًا عندنا الهند التى أطلقت اسم نيودلهى على عاصمتها، وهى من أكثر الدول سكانًا فى العالم كله، ولكن أمامنا المهاجرون الجدد الذين هاجروا إلى الدنيا الجديدة رأوا إطلاق أسماء مدنهم أو المناطق التى هاجروا منها ربما حنينًا لأوطانهم القديمة، ولذلك نجد دولًا وولايات تحمل أسماء: نيوزيلندا، نيوفوندلاند، نيوإنجلند، كما نجدهم أطلقوا أسماء مدنهم القديمة على المدن الجديدة التى أقاموها واستوطنوها فى العالم الجديد، مثل: نيويورك، نيوأورليانز، نيوجيرسى، نيومكسيكو، نيوهامبشاير، نيوكاسل، فلماذا لا نواصل هذا الحنين فنبقى على القاهرة بإضافة الجديدة؟!، وكفى الله المصريين شر الاختلاف!.
ثم عندنا تجارب محلية فى حكاية «الجديدة»، عندنا دمياط الجديدة، المنصورة الجديدة، العلمين الجديدة، بنى سويف الجديدة، أسيوط الجديدة، وهكذا، وبالتالى نحافظ على الاسم- والحنين القديم للقاهرة- ونشير فى نفس الوقت إلى الجهد الهائل الذى نبذله الآن ونحن ننشئ العاصمة الإدارية.. الجديدة.. وفى نفس الوقت لا نلجأ إلى تعديل الدستور.
وبالمناسبة، القاهرة كان اسمها الأول هو «المنصورية» تيمنًا باسم الخليفة المنصور بن الظاهر إسماعيل والد الخليفة الفاطمى المعز لدين الله بن تميم معد، وكانت العاصمة الأولى للدولة الفاطمية عندما أنشئت فى شمال إفريقيا تحمل اسم المهدية، وهى الآن داخل تونس.. وظل اسم المنصورية هو السائد، بينما كان جوهر الصقلى يُنشئ هذه العاصمة الجديدة، ولكن عندما انتقل الخليفة الفاطمى المعز لدين الله إلى عاصمته الجديدة فى مصر عام ٩٧٢م، من المهدية إلى المنصورية، أى بعد ثلاث سنوات من إنشاء المنصورية!، ودخل المعز عاصمته الجديدة فى مصر يوم ٧ رمضان عام ٣٦٢هـ - أى ١١ يونيو ٩٧٣م، ونزل بالقصر الجديد الذى بناه له جوهر الصقلى، أطلق عليها اسم: القاهرة.. وإن عرفناها باسم «مصر» لاختلاطها بمدينة مصر «مصر القديمة- الفسطاط»، بل كان اسمها المحروسة، وكان اسم قسم المحروسة هو الذى سمى به قسم القاهرة، ثم وردت باسم القاهرة فى كتاب المسالك لابن حوقل، وهو أول كتاب ورد به اسم القاهرة لأول مرة بعد إنشائها بسبع سنوات.. ثم وردت بنفس الاسم فى كتاب أحسن التقاسيم للمقدسى.. إذ ذكرها هكذا بعد إنشائها بسبع عشرة سنة.
■ ■ نعم: القاهرة الجديدة.. وسهلوا ولا تعسروا. واحسموا الأمر فنحفظ الاسم الخالد- القاهرة- التى دخلت به التاريخ، ونالت مصر شهرتها به عالميًا.. واحفظوا لنا الحنين إلى هذا الاسم.. فضلًا عن شهرة كتابته بأى لغة أجنبية.4