هناك عائلات عديدة استمدت شهرتها من المناطق التى نشأت فيها.. وهناك أيضًا عائلات أصبحت أكثر شهرة من المناطق التى جاءت منها.
فإذا كانت عندنا عائلات: الإسكندرانى، المنياوى، السويفى، الطنطاوى، الأسوانى، المنصورى، الدمنهورى، الدمياطى، الأسيوطى.. فإن عندنا عائلات باتت أكثر شهرة من مسقط رأسها.. منها مثلًا: الباقورى، الفرماوى، المنزلاوى، المطرى، المراغى، الدسوقى، العزباوى، الفشنى.. إذ من باقور جاءنا الشيخ المعمم المستنير الذى أصبح وزيرًا ثوريًا ورئيسًا لجامعة الأزهر، وهو الشيخ أحمد حسن الباقورى، والصحفى الكبير عبدالعال الباقورى.. ورغم أن مدينة المراغة فى وسط الصعيد كبيرة ومشهورة إلا أننا لا ننسى الشيخ محمد مصطفى المراغى، وهو أشهر شيخ للأزهر، ويوم عزلته الدولة خرج الآلاف يتظاهرون ويطلبون عودته.. وقد عاد رغم أنف السلطة.. وهو صاحب آراء إصلاحية للأزهر الشريف.. وابنه أحمد مرتضى المراغى، وكان وزيرًا للداخلية فى حكومة على ماهر، التى خلفت حكومة النحاس فى ٢٧ يناير ١٩٥٢، ثم وزيرًا للداخلية والحربية والبحرية فى حكومة نجيب الهلالى الأولى فى مارس ١٩٥٢، وأيضًا فى وزارته الثانية التى قامت فى ليلتها الأولى ثورة ٢٣ يوليو!! وهكذا.
وعندنا عائلات: الكفراوى، المطراوى، والمطرى. ولا نعرف إلى أى كفر تنتسب هذه العائلة. إذ ما أكثر كفور مصر، وهل جاءت عائلة المطرى من مدينة المطرية دقهلية- وسط بحيرة المنزلة- أو من منطقة المطرية شمال شرق القاهرة، وكذلك عائلة البرلسى وكان منها واحد من أشهر الوزراء فى عصر عبدالناصر، وهل تنسب إلى بحيرة البرلس التى تتوسط الدلتا؟.. وأتذكر هنا أن كان لنا زميل صحفى كبير مسؤول عن رئاسة قسم المحافظات هو المرحوم محمد رشاد الشبراباخومى، لأنه جاءنا من قرية شبرا باخوم.. وللعلم فى مصر أكثر من ٣٠ قرية اسمها شبرا، غير حى شبرا، أشهر أحياء القاهرة. وكان يفخر بقريته هذه.. أما الشيخ طه الفشنى، وهو أشهر الشيوخ المدّاحين الذين قدموا لنا الأناشيد والمدائح النبوية، فقد جاءنا من مدينة الفشن.
وإذا كان عندنا من تفخر به مدينته.. فإن عندنا أيضًا من يفخر بالمدينة أو المنطقة التى وُلد بها.. ولكن إذا ذكرت مدينة طنطا يسرع المستمع إلى قول: شى لله يا سيد يا بدوى.. وكذلك إذا ذُكرت مدينة دسوق أسرع المستمع بالقول: شى لله يا سيدى الدسوقى!!.
■ ■ ولكن هناك مدن إذا جاء ذكرها عادت إلى ذاكرتنا أهم ما اشتهرت به. فنحن نتذكر أفضل حامض حلو وهو الرمان إذا تذكرنا مدينة منفلوط، أو نتذكر المشمش إذا سمعنا كلمة العمار، أو عسل النحل إذا سمعنا اسم مدينة بنها.. أو مصانع الغزل والنسيج إذا سمعنا اسم المحلة الكبرى.. أما إذا سمعنا اسم دمياط فنتذكر فورًا المشبك الحلو المشهورة به مع الموبيليا!!.