x

عباس الطرابيلي رد الاعتبار.. للخديو إسماعيل عباس الطرابيلي الثلاثاء 22-12-2020 02:09


بعد أن اكتمل البرلمان المصرى الجديد بغرفتيه، مجلس النواب ومجلس الشيوخ، من حق الخديو إسماعيل علينا أن نشكره.. فهو أول من أدخل النظام البرلمانى المنتخب إلى مصر!! وعلى الذين هاجموا كثيراً الخديو إسماعيل، وفى مقدمتهم ثوار ٢٣ يوليو ١٩٥٢ أن يعتذروا له كثيراً، لأن أول أهداف ثوار يوليو كان أن يشوهوا تاريخ هذا الرجل الذى لم يجدوا إلا تهمة إسرافه وبذخه.. ونسوا أن مصر تفخر الآن باستمرار بأنه هو الذى أنشأ لنا القاهرة الخديوية.. بل إن مصر تهتم كثيراً بالمحافظة على هذه القاهرة الخديوية.. بل إن الذين يعيبون عليه إسرافه فى اح

تفالات افتتاح قناة السويس يتناسون أن هذه القناة الآن هى التى تعطى لمصر أكبر عائد فى حياتها!!.

حقيقة، كان محمد على باشا هو الذى أنشأ المجلس العالى من ٢٤ عضواً ليعاون محمد على عام ١٨٢٤ ثم ضاعف عددهم إلى ٤٨ عضواً عام ١٨٢٩ ولكن كان كل هؤلاء معينين.. أما الخديو إسماعيل - الذى افترينا عليه كثيراً فهو الذى أنشأ أول مجلس برلمانى منتخب وذلك عام ١٨٦٦ من ٧٥ عضواً منتخباً من قبل الأعيان والعمد والمشايخ، وإن كان رئيس المجلس يعين من الخديو شخصياً.. ترى هل نسينا فضل هذا الخديو الذى أدخل مصر عالم البرلمانات المنتخبة.. ولكننا للأسف نتذكر - هذه الأيام - هذا العمل العظيم الذى أداه هذا الخديو لمصر.. بفضل عمله البرلمانى الرائد الذى جعل مصر أول دولة فى المنطقة كلها بفضل أول برلمان قدمه لها منذ عشرات السنين.

ترى.. هل من الواجب على شعب مصر أن يعتذر عن كل الإهانات التى وجهها ثوار ٢٣ يوليو.. ولم يتذكروا له إلا قضية الديون والإسراف الذى نسبوه له.. رغم أن مصر تفخر بكل القصور التى بناها هذا الرجل، وأصبحت من مفاخر مصر؟ نقول: نعم علينا - كلنا - أن نعتذر للخديو بأن نعيد تنصيب تمثاله الذى كان يجب أن نضعه فوق قاعدته التى كنا قد أقمناها وسط ميدان الإسماعيلية، التحرير الآن. وهذا هو أقل اعتذار يجب أن نقدمه للخديو إسماعيل، وأن نقيم هذا التمثال وندفع نفقاته من عائدات قناة السويس التى تقدر بالمليارات.

بل علينا أن نقرأ له الفاتحة ونحن ندخل قصوره فى عابدين والقبة والزعفران.. وأن نعيد كتابة التاريخ لنرد له الاعتبار على كل ما حاولت ثورة ٢٣ يوليو تشويهه.. ولسنوات عديدة.. هو وكل الأسرة العلوية التى أعادت بناء مصر الحديثة.. فهذا أقل ما يجب علينا.. وأن نقول لكل المصريين إن أعمال هذا الخديو يجب أن نفخر بها.. ليس ذلك فقط بل لابد من إعادة كتابة تاريخ مصر الحديث.. وأن نعترف بأننا أسأنا للرجل الذى أدخل مصر عصراً جديداً.. كان عظيماً بكل المقاييس.. والحمد لله أننا لم نغير اسم مدينة الإسماعيلية.

■ ■ لقد افترينا كثيراً على الخديو إسماعيل.. وحان وقت الاعتراف بالأعمال العظيمة التى قدمها لنا.. ومنها هذه القناة.. وأيضاً تلك القاهرة الخديوية.. والبرلمان الذى كان يحاسبه!!

مطلوب إعادة كتابة تاريخ مصر.. والأهم أن نعترف بفضل الخديو الذى ظلمناه كثيراً حتى فى الأعمال الفنية والمسرحية التى ساهمت فى تشويه صورة الرجل العظيم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية