x

عباس الطرابيلي راوية عطية.. البداية عباس الطرابيلي الخميس 24-12-2020 02:27


عندما وصلت إلى القاهرة فى أول أكتوبر ١٩٥٧ لأدرس فى جامعتها سكنت فى شارع متفرع من شارع سليمان جوهر فى الدقى.. فوجدت لافتات عديدة.. وصورًا كثيرة تملأ جدران كل حى الدقى، وكانت كلها لسيدة شابة وجدت عندها الشجاعة لكى ترشح نفسها لتصبح عضوًا بمجلس الأمة.. وبعض هذه الصور لتلك السيدة الشجاعة كانت بملابس عسكرية؛ إذ كانت هذه السيدة، واسمها راوية عطية، من اللاتى تطوعن عسكريًّا ضمن قوات مواجهة العدوان الثلاثى علينا فى أكتوبر ١٩٥٦، ونجحت راوية عطية وأصبحت عضوًا فى أول برلمان بعد ثورة ٢٣ يوليو.. وكان ذلك حدثًا عظيمًا فى تاريخ مصر السياسى أعاد إلى أذهاننا سيدات ناضلن وقُدن العمل السياسى النسائى فى تاريخ مصر الحديث مثل أم المصريين وهدى شعراوى وشيزا نبراوى.. وحتى الدكتورة درية شفيق، التى أنشأت حزب النيل!!

وفى الانتخابات التالية- وكنت قد أصبحت صحفيًّا بأخبار اليوم- أوفدتنى جريدة الأخبار لأشارك فى تغطية اشتراك المرأة المصرية فى هذه الانتخابات.. وكان دورى هو تقديم السيدات المرشحات.. وظللنا بعد ذلك ولسنوات عديدة نتحدث عن أن المرأة هى نصف المجتمع، ويجب أن تحصل على حقها الطبيعى فى الوصول إلى البرلمان.. إلى أن جاءت أحداث يناير ٢٠١١ ثم رأينا تقدم سيدات وفتيات مصر كل الصفوف فيما وقع من أحداث أبرزها مظاهرات ميدان التحرير وبالذات عام ٢٠١٣، وكانت سيدات مصر وفتياتها فى المقدمة من كل هذه الأحداث.. بل رأينا أن عددهن كان أكبر من أعداد الرجال فى كل الانتخابات التالية.

ولذلك لم أندهش عندما وصل عدد النواب من النساء فى البرلمان الأخير- المنتهية فترته- إلى ٨٧ نائبة.. وأن الرئيس السيسى كان حريصًا على اختيار 14 منهن بالتعيين .. أليس ذلك أكبر نصر لسيدات مصر؟!.. وهو عدد يجعلنى أتفاخر به بين برلمانات العالم، حتى فى الديمقراطيات العتيقة.

وتذكرت هؤلاء السيدات العظيمات اللائى نجحن فى الوصول إلى الحكم ما بين رؤساء حكومات ورئيسات دول ووزراء.. من آسيا ربما قبل أوروبا.. وهل ننسى سيريمافو باندرانيكا «سرى لانكا»، أو أنديرا غاندى «الهند»، أو جولدا مائير إسرائيل، أو السيدة بيرون الأرجنتينية، أو مسز تاتشر.. وغيرهن من شهيرات نساء العالم؟!.

■ ■ ولن أنسى أيضًا أكبر عدد من الوزيرات.. فى دولة الإمارات العربية مثلًا ومنهن سفيرات.. وسيدات عظيمات فى هذه الدولة التى كنا نصفها بأنها من البلاد البدوية!! حقًّا.. لمصر وللعرب أن يتفاخروا بدور المرأة عندنا!!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية