من البطولات الرياضية العالمية التى لن يتم تأجيلها بسبب كورونا والخوف منها «بطولة العالم للتجديف» التى ستقام فى فبراير المقبل.. لأنها بطولة ستقام دون أن يتجمع اللاعبون فى بلد أو مدينة واحدة، إنما سيبقى لاعبو كل بلد داخل صالات مغلقة، ويقومون بالتجديف عبر أجهزة للمراقبة وحساب السرعة وأمام كاميرا تنقل ما يجرى فى مختلف البلدان للاتحاد الدولى للعبة.. واستعدادًا لهذه البطولة، أقيمت فى نهاية شهر نوفمبر الماضى بنفس النظام بطولة إفريقيا التى أسفرت عن تأهل 9 مصريين لبطولة العالم: عبدالخالق والحسينى وأحمد قوطة وسيد يحيى ودارين محمود وآمنة عفيفى وإيمان شرقاوى.. فقد نجح التجديف المصرى أخيرًا فى كسر تفوق واحتكار أبطال تونس والجزائر الذين تسيدوا هذه اللعبة فى السنوات الماضية، رغم أن مصر تمارس التجديف كرياضة منذ أكثر من مائة سنة، وأسست اتحادها للتجديف عام 1907 كأحد أقدم الاتحادات الرياضية فى مصر.. ولم يكن كسر الاحتكار التونسى والجزائرى للتجديف الإفريقى هو الإنجاز الوحيد لاتحاد التجديف الحالى، برئاسة عمرو النورى ومعه محمد صوان نائبًا للرئيس ومحمد ثابت أمينًا للصندوق والأعضاء مصطفى عبدالجواد ورشا مجدى وأحمد لطفى وأحمد بسام، فقد نجح هذا الاتحاد فى رعاية وإعداد أبطال مصر، وتأهل «عبدالرحمن» لدورة طوكيو المقبلة، وأصبحت مصر تملك لأول مرة منتخبًا نسائيًا قويًا يضم 18 لاعبة.. ولم يكن الالتفات للاعبين فقط، إنما تم اعتماد 15 رجلا وسيدة كحكام دوليين، وحصل 10 مدربين مصريين على شهادة اعتماد الاتحاد الدولى للعبة، الذى اعتمد أيضا بحيرة العلمين لاستضافة بطولات التجديف القارية والدولية.. وتم شراء مراكب وأجهزة جديدة حديثة للمنتخبات المصرية بعدما نجح الاتحاد فى التعاقد مع رعاة يقدمون الدعم المالى لواحدة من أقدم الألعاب فى مصر.. وأخيرًا نجح 9 لاعبين ولاعبات فى التأهل لبطولة العالم للصالات بعد انتصاراتهم الإفريقية.
ويستحق الاتحاد المصرى للتجديف الآن التحية الحقيقية بعد كل هذه النجاحات التى قام بها فى هدوء ووقار دون أى صخب أو ضجيج إعلامى.. ويبقى هذا الاتحاد واتحادات رياضية أخرى أملًا فى رسم صورة جديدة للرياضة المصرية بعيدًا عن أى معارك رياضية وإعلامية.. مسؤولون كثيرون قد لا يعرف الناس ملامحهم ولا يحفظون أسماءهم، لكنهم أثبتوا أن النجاح ممكن حتى بنفس الإمكانات، لكن بكثير من الجهد والفكر والرغبة والقدرة على التطوير.