سيبقى البرتغالى جوزيه مورينيو واحدًا من الذين يكرههم المقتنعون والمعجبون بحكاية الأبيض أو الأسود.. والذين لا يرون الناس إلا ملائكة لا عيوب لهم أو أخطاء، أو شياطين لا فضائل لهم أو مزايا.. فقد عاش هذا المدرب الكبير فى مشواره وحياته قمة الانتصار وقمة الانكسار.. ورغم شهرته والأضواء التى تلحقه وتحاصره دومًا.. بقى مورينيو يشبه بشرًا عاديين وكثيرين جدًا طوال الوقت وفى كل مكان.. كل منهم يخطئ ويصيب ويقع ويقف ويرقص أحيانًا من فرط فرحته، وأحيانًا أخرى يرقص مذبوحًا من الألم.. ويعيش مورينيو حاليًا مع نادى توتنهام بعض أيامه القاسية والمزعجة التى جعلته يتحدث كثيرًا ويلتفت الإعلام الرياضى الأوروبى إلى ما يقوله وينقسم ما بين مؤيد ومعارض وغاضب وساخر.. فبعد قيادته توتنهام إلى قمة الدورى الإنجليزى فى البداية.. لم يكسب مورينيو مع توتنهام سوى نقطة واحدة فى آخر ثلاث مباريات.. تعادل مع كريستال بالاس وخسر أمام ليفربول وليستر سيتى..
ورغم ذلك أكد مورينيو أنه كان الأحق بالفوز.. لكن الأكثر إثارة للجدل طيلة الأيام الماضية كان إعلان مورينيو الحرب على كلوب المدير الفنى لليفربول وأنه فوجئ بفوز كلوب بجائزة «فيفا» كأفضل مدرب، للعام الثانى على التوالى.. وأكد مورينيو أن كلوب لا يستحق هذه الجائزة التى سرقها من هانز فليك، المدير الفنى لبايرن ميونيخ، الذى فاز الموسم الماضى بكل بطولة شارك فيها.. دورى وكأس وسوبر ألمانيا ودورى أبطال وسوبر أوروبا.. واتهم مورينيو الجميع بمجاملة كلوب الذى لا تتم معاقبته لسوء السلوك.. واختلفت ردود الأفعال فكان مَن رأى لمورينيو الحق ومَن اعتبره انفعال مدرب عظيم مهزوم.. واستاء آخرون من آراء وأحكام مورينيو، بينما أبدى آخرون إعجابهم بتلقائيته وعفويته وأنها طبيعة وشخصية مورينيو منذ اعتزل لعب الكرة وبدأ يحلم بالتدريب.. فقد كان مورينيو الصغير يحلم بأن يكون لاعب كرة مثل أبيه، الذى كان لاعبًا فى نادى بلينسيس وفيتوريا دى سيتبول.. وبالفعل لعب مورينيو لريو آفا، الذى كان يدربه والده، ولعب لبلينسيس وسيسيمبرا أيضًا وأدرك بعد قليل أنه لن ينجح لاعبًا، فقرر الاتجاه إلى التدريب بتشجيع والدته، مُدرِّسة الابتدائى، التى دفعته أولًا إلى دراسة الاقتصاد فى الجامعة، لكنه ترك الكلية بعد اليوم الأول وقرر التفرغ للرياضة ليصبح جوزيه مورينيو.. الرجل الذى قاد بنفيكا وبورتو وتشيلسى وإنتر ميلان وريال مدريد ومانشستر يونايتد.