كانت الرياضة فى الحرب العالمية الأولى ضد كورونا هى جرس الإنذار الحقيقى والتنبيه اللازم لعموم الناس غير المهتمين بأخبار السياسة والاقتصاد والطب من مخاطر هذا الوباء.. فالنشاط الرياضى الذى توقف تمامًا ونجوم العالم الذين أصيبوا كانوا رسالة تحذير حقيقية وكافيه لأن يخاف الناس وينتبهوا ويتعاملوا مع كورونا بمنتهى الجدية.. واليوم تعود الرياضة لتلعب نفس هذا الدور من جديد مع بداية الحرب العالمية الثانية ضد كورونا.. ولم نكن وحدنا الذين شاهدنا فى بلادنا مؤخرًا نجومًا ومسؤولين ولاعبين ومدربين أصيبوا بكورونا وبدأنا ننتبه لهذه الموجة الثانية التى قد تكون أكثر شراسة وأشد قسوة.. فالعالم كله حولنا بدأ ينتبه ويخاف من جديد وعادت بلدان أوروبية تغلق أبوابها من جديد.. ولا أحد حتى الآن يستطيع توقع مصير المسابقات الرياضية الحالية، وهل ستضطر للتوقف مثلما حدث سابقا؟..
والأهم من ذلك كله هو الحدث الرياضى العالمى الأكبر، أى الدورة الأوليمبية.. فقد أعلنت يوريكو كويكى، عمدة مدينة طوكيو، مؤخرًا ثقتها فى إقامة الدورة الأوليمبية فى موعدها المحدد فى يوليو المقبل.. إلا أن الأحداث المتلاحقة لم تجر وفق هوى طوكيو وحاكمتها.. فأعداد المصابين بكورونا بدأت تتزايد فى اليابان، وباتت لا تقل عن 600 حالة يوميًا.. وفى استطلاع للرأى على المستوى القومى أُعلنت نتائجه الإثنين الماضى تبين أن 27% فقط من اليابانيين يوافقون على إقامة الدورة، مقابل 32% يرفضون إقامتها، و31% يرون ضرورة تأجيلها للمرة الثانية.. وكانت كويكى تراهن على اللقاح المضاد لكورونا وأنه سيعنى إقامة الدورة الأوليمبية فى سلام إلا أن الحكومة اليابانية أعلنت أنها ستبدأ توزيع اللقاح فى شهر يونيو، أى قبل إقامة الدورة بشهر واحد فقط.. وباتت كل الاحتمالات واردة.. سواء إلغاء الدورة أو تأجيلها أو إقامتها بدون جمهور مما يعنى خسائر فادحة لكل الاحتمالات.. فالإلغاء يعنى خسارة مليارات تكبدتها اليابان لاستضافة الدورة وما كانت ستربحه اللجنة الأوليمبية الدولية واتحاداتها الرياضية مقابل الرعاية والبث التليفزيونى.. وغياب الجمهور سيعنى خسارة نفسية ومالية ودعائية وسياحية.. وتأجيلها سيعنى خسارة مالية لمختلف بلدان العالم التى أنفقت الكثير استعدادًا للمشاركة، وستضطر للتوقف انتظارًا لبدء الاستعداد من جديد.. كما أن إلغاء الدورة أو تأجيلها سيعطى الضوء الأخضر لإلغاء وتأجيل الكثير من البطولات والدورات الدولية.. وهو ما بدأ العالم يناقشه بالفعل منذ أمس الأول.