الحكاية الحقيقية لـ«باولو روسى»
ياسر أيوب
الثلاثاء 15-12-2020 01:52
للمرة الثانية خلال أيام قليلة.. يموت نجم كروى كبير، فلا يقتصر الأمر على مشهد وداع حزين حافل بالذكريات وكلام كثير عن نجاح وانتصارات قديمة كبيرة وجميلة.. فقد فوجئ الجميع بعد موت مارادونا والحزن الكروى العالمى عليه بالطبيب الخاص والمحامى الخاص أيضا بمارادونا يتحدثان عن شبهات جنائية وتعمد وإهمال تسببا فى موت النجم الكبير.. ثم مات باولو روسى يوم الخميس الماضى وكانت جنازته يوم الأحد لتعود منها زوجته فيديريكا وتكتشف تعرض بيتهما فى مدينة فيتشينزا للاقتحام والسرقة.. ويتوقف بعدها الكلام عن روسى ويلتفت كثيرون لما جرى وهل هو مجرد سرقة أم لا.. وقد لا يعنينا كل ذلك هنا فى مصر لكن لابد من تصحيح رؤية تناقلها كثيرون مؤخرا وأن إيطاليا أعفت باولو روسى من عقوبة الإيقاف ليشارك مع المنتخب الإيطالى فى مونديال إسبانيا 1982.. ومع كل الاحترام للذين رددوا هذه الحكاية فى مصر سواء للتدليل على أن إيطاليا فضلت مصلحتها الكروية حتى لو استدعى ذلك التغاضى عن أى عدالة وأخلاق أو لتأكيد أن مصلحة كروية لوطن تبقى أهم من محاسبة وعقاب أى نجم.. والحكاية فى الحالتين غير صحيحة على الإطلاق.. فقد أدين باولو روسى عام 1980 للتلاعب بنتائج مباريات الدورى الإيطالى وتم إيقافه ثلاث سنوات..
وبعد قرابة العامين تم إلغاء الإيقاف وعاد روسى للملاعب مرة أخرى وشارك مع يوفنتوس فى ثلاث مباريات وأحرز هدفا وحيدا.. وفوجئ الإيطاليون باختياره لمنتخبهم المشارك فى المونديال واستنكروا ذلك لأسباب كروية وأن روسى رغم موهبته لا يزال يحتاج لوقت طويل وإعداد أكثر وتأهيل نفسى وبدنى.. وبعد أداء إيطالى هزيل فى الدور الأول زادت حدة الهجوم على المدرب الكبير بيرزوت الذى صمم على ضم روسى.. وكان الدور الثانى للمونديال وقتها فى شكل مجموعات أيضا ووقعت إيطاليا فى مجموعة واحدة مع البرازيل والأرجنتين.. وكانت البرازيل تملك أحد أفضل منتخباتها طيلة تاريخها.. وفوجئ العالم بثلاثة أهداف لروسى فى مرمى البرازيل لتتأهل إيطاليا وتفوز على بولندا فى نصف النهائى بهدفين لروسى أيضا ثم تفوز على ألمانيا فى النهائى بثلاثة أهداف منها هدف لروسى الذى أصبح هداف المونديال وفاز بلقب أحسن لاعب فى أوروبا 1982 أيضا.. وبعد اعتزاله رفض روسى التدريب وحاول أن يصبح سياسيًا وانتهى به الأمر صاحب مزرعة فى شمال إيطاليا حتى وفاته.
