هل يستدعى السيد رئيس الجمهورية، زعيم الأغلبية فى البرلمان الجديد ويكلفه بتشكيل الحكومة الجديدة، كما جرى العرف الدستورى فى الدول البرلمانية.. نسأل ذلك بعد أن أعلن رئيس اللجنة العليا نتائج انتخابات مجلس النواب، وثبت حصول حزب مستقبل وطن على الأغلبية البرلمانية، سواء الناجحون بالقائمة.. وأيضاً الناجحون بالنظام الفردى.. وهل يدعوه منفرداً أم يدعو معه رئيس حزب الشعب الجمهورى، ليحقق بذلك تشكيل حكومة قوية بضم الناجحين فى هيئة برلمانية واحدة.. وأيضاً من أجل استقرار حكومة قوية تستند إلى حجم ما حصل عليه الحزبان، أم يتحول حزب الشعب الجمهورى «الثانى» فى عدد أعضائه الناجحين إلى حزب معارض، يقود المعارضة الفعلية داخل مجلس النواب.. أم باتحادهما وتشكيلهما للحكومة الجديدة يصبح حزب الوفد هو زعيم المعارضة داخل مجلس النواب؟! وبذلك يتحقق لنا برلمان قوى يقوده حزب الأغلبية مع الحزب التالى له.. ويعود حزب الوفد إلى قيادة المعارضة البرلمانية.
وهل هنا نحقق النظام البرلمانى- كما يجب أن يكون- أو كما هو موجود فى الديمقراطيات التى نعرفها؟! أو نسمح بتشكيل كتلة من المعارضة تضم الأحزاب التى حققت النتائج الأقل من أحزاب الوفد، وحماة وطن، ومصر الحديثة، والحرية، والإصلاح والتنمية.. أم تتكون معارضة قوية مقابل حزب قوى للأغلبية تنضم إليها الأحزاب ذات التوجه الواحد أو التى تلتقى فى الأهداف والمسعى.. وبذلك نحصل على حكومة قوية يقودها حزب قوى للأغلبية.. مقابل معارضة قوية من الأحزاب المتماثلة فى المبادئ والأهداف.. وبذلك تمضى هذه الحكومة القوية فى برنامج إعادة بناء الوطن كما رسمها السيد رئيس الجمهورية.. مع وجود معارضة برلمانية واعدة تضمن عدم انحراف حكومى.
ولكننا- فى المقابل- يجب أن نفكر جدياً فى باقى الأحزاب التى لم تحصل على أى مقعد فى المجلس الجديد.. بمعنى أن نسمح باستمرار الحزب، أى حزب فاز ولو بمقعد واحد.. ونمنع بقاء أى حزب لم يحصل مرشحوه على أى مقعد.. وبذلك نحصل على موافقة ضمنية من الشعب بتقليل عدد الأحزاب إلى أقل عدد ممكن لا يتجاوز ١٠ أحزاب.. وهذا نظام موجود فى كثير من الديمقراطيات.
أم يا ترى يقوم المستقلون بتوحيد صفوفهم ليقودوا هم المعارضة داخل مجلس النواب الجديد، أم هذا من المستحيلات؟!.
■ هى إذن محاولة عملية- بتفويض شعبى- لبناء حزب قوى للأغلبية.. مع حزب قوى آخر يقود المعارضة.. وفى نفس الوقت نواجه ظاهرة أحزاب اللافتات التى هى مجرد «لافتة» يعلقها رئيس حزب على بدلته أو لافتة على باب الحزب، الذى لا يدخله أحد.
ماذا لو حققنا ذلك.. فنضرب عدة عصافير «بعملية» انتخابية واحدة، وليس فقط بحجر واحد. ونحصل على أحزاب اختارتها الجماهير بنفسها.. ولم تنشأ بقرار.