x

عباس الطرابيلي السيسى.. ومحمد على عباس الطرابيلي الأربعاء 16-12-2020 01:09


كلما رأيت الجولات الميدانية التى يقوم بها الرئيس السيسى لمتابعة تنفيذ المشروعات، الكبرى والصغرى على السواء.. تداعت إلى ذاكرتى ما قرأته عن سلوك محمد على باشا وهو يتابع تنفيذ المشروعات الكبرى.. من ذلك ما ذكره الأمير عمر طوسون وهو يشرح كيف نفذت مصر مشروع إعادة حفر وتعميق ترعة الإسكندرية، التى كان هدفها توصيل المياه الحلوة من النيل إلى مدينة الإسكندرية، وذلك عام ١٨١٩، وكيف كان ينام- أيضًا- فى موقع العمل فى إحدى الخيام.. ونفس الشىء ذكره الجبرتى، مؤرخ مصر الكبير، من أن محمد على أيضًا كان يتابع- وفى ميدان العمل- مشروع إعادة بناء حائط أبوقير الذى كان الإنجليز قد دمروه خلال حصارهم للجيش الفرنسى فى الإسكندرية.. وأن محمد على عمد إلى مراقبة العمل فى هذا المشروع القومى الكبير بنفسه بعد أن أحضر كميات ضخمة من أخشاب تركيا خصيصًا لهذا العمل.. وأن محمد على كان يراقب هذا العمل يوميًا عام ١٨١٦، حتى لا يموت أهل الإسكندرية عطشًا.. وأعاد بذلك إحياء أراضى منطقة البحيرة وحماها من طغيان مياه البحر المتوسط عليها.. وفعل الشىء نفسه وهو يتابع بناء السفن الحربية فى ترسانة الإسكندرية التى بدأها ابن الإسكندرية الحاج عمر قبل لويس دى سريزى قبل عام ١٨٣٠، وقبلها تابع بنفسه ما تم صنعه من سفن فى ترسانة بولاق.. وكان محمد على يحضر بنفسه مراحل الإنشاء، حتى إلى حفل تدشينها فى البحر.

ولكن اهتمامه بتنفيذ هذه المشروعات القومية لم يمنعه أيضًا من متابعة أخبار طلبة البعثات العلمية فى أوروبا، وقراءة كل التقارير التى كانت ترسل إليه باستمرار. وذكر كلوت بك كل ذلك وغيره فى كتابه الرائع «لمحة فى مصر».. بل كان يحرص على أن يلتقى بكل مبعوث عندما يعود وقد أنهى دراسته.

أيضًا، كان يتابع بنفسه تطور المعارك العسكرية أيضًا لقواته فى حربها فى الحجاز.. وفى السودان.. بل سافر ليتابع ذلك أيضًا هناك والاطمئنان على قواته.

نقول ذلك رغم التقارير التى كان يتلقاها من مسؤولى هذه المشروعات، وكم كان يحرص على تنفيذ أى مشروع فى الموعد المحدد تمامًا.. كما كان يعشق متابعة إنشاء وتسليح قواته المسلحة، بداية من إنشائه أول مدرسة عسكرية لتخريج الضباط فى أسوان ودمياط، وكان يسعد بحضور احتفالات تخرجها.

كل ذلك فعله محمد على باشا فى كل ما نفذه هذا المنشئ العظيم.. وكان يحرص على متابعة توفير العمال والمواد المطلوبة لكل مشروع بنفسه.. بل صرف المكافآت وترقيتهم ومنحهم الأراضى جزاء إجادتهم.

نفس الشىء- أو المجهود الكبير- الذى يقوم به الرئيس السيسى منذ تولى مسؤولية قيادة أعمال إعادة بناء الوطن، سواء بجولاته منفردًا لهذه المواقع.. أو مع الوزراء والمسؤولين. وهذا أهم دور للبناة الكبار، الذين قاموا ببناء بلادهم ونهضوا بها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية